اهتمت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية، على الخصوص، بتوقيع الرئيس دونالد ترامب مرسوما تنفيذيا يروم إلغاء قانون الرعاية الصحية "اوباماكير"، والحصيلة الجديدة للحرائق التي تجتاح شمال ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وبالشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية والكاريبي، وكذا بزيارة رئيس الوزراء الكندى جوستين ترودو الى المكسيك، والغموض الذي يلف مصير المفاوضات بشأن تعديل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا).
فبالولايات المتحدة الأمريكية، ذكرت صحيفة "ذ هيل" أن الرئيس ترامب وقع مرسوما تنفيذيا لبدء عملية إلغاء قانون الرعاية الصحية "أوباماكير"، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بتدابير تهدف إلى الالتفاف على بعض الالتزامات التي يفرضها إصلاح النظام الصحي بعد فشل حشد أغلبية في مجلس الشيوخ للتصويت على إلغائه.

ونقلت عن الرئيس ترامب قوله، خلال مؤتمر صحفي بالبيت البيض قبل توقيع المرسوم، إن هذا الأخير سيوجه إلى وزارات الصحة والخدمات والخزانة والشغل، لاتخاذ إجراءات تزيد من التنافس بين شركات التأمين الصحي.

وأضافت أن ترامب اعتبر الخطوة التي اتخذها بتوقيع الأمر التنفيذي، مرحلة أولى للتخلص من "أوباما كير الذي وصفه بـ"الكابوس"، مشيرة إلى أن العديد من خبراء الصحة حذروا، بالمقابل، من أن المرسوم قد يهدد استقرار أسواق التأمين الصحي.

وعلى صعيد آخر، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الحرائق التي تجتاح شمال كاليفورنيا خلفت مقتل 32 شخصا ومئات المفقودين، كما تسببت في تدمير حوالي 5000 مسكن.

وأضافت أن الحرائق التي اندلعت شرارتها الاحد الماضي دمرت اكثر من 76 الف هكتار من الاراضي، مشيرة إلى أن الرياح القوية أدت الى عرقلة جهود نحو 8 الاف إطفائي يكافحون 21 بؤرة حريق، فيما لا تشير توقعات الارصاد الى تحسن الظروف المناخية.

وفي بنما، توقفت صحيفة "إل سيغلو" عند مصادقة الجمعية الوطنية، البرلمان، في مناقشة ثالثة واخيرة على مشروع قانون ينص على إحداث المؤسسة الدولية للاتحاد الأوروبي - أمريكا اللاتينية والكاريبى، مشيرة إلى أن هذه الهيئة تروم عقد ندوات وملتقيات وإجراء دراسات تهم العلاقات بين المنطقتين.

وأضافت اليومية أن مشروع القانون من شأنه تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول امريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك)، لاسيما على المستويات الاجتماعية والعلمية والثقافية.

من جهتها، تطرقت يومية "لا إستريا" للجدل الإعلامي الدائر حول هدف التعادل غير المشروع الذي احتسبه حكم مباراة بنما ضد كوستاريكا برسم الجولة الأخيرة من تصفيات منطقة الكونكاكاف والذي ساهم في تأهل بنما إلى مونديال روسيا 2018، حيث ذكرت أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جياني إنفانتينو، بعث ببرقية تهنئة لرئيس الاتحاد البنمي لكرة القدم، بيدرو تشالوخا، على تأهل البلد الكاريبي لأول مرة إلى المونديال.

وأشارت الصحيفة إلى أن إنفانتينو هنأ بنما على "هذا الإنجاز التاريخي الذي سيترك بصمته على كرة القدم الوطنية" البنمية، مضيفا أن هدف الفوز والتأهل الذي سجله رومان توريس في الدقيقة 88 من المباراة أمام كوستاريكا ساهم في كتابة "إحدى أجمل الصفحات من تاريخ كرة القدم البنمية".

من جانبها، ذكرت يومية "بنما أميريكا" أن صندوق النقد الدولي خفض توقعاته بشان نمو الاقتصاد البنمي خلال السنة الجارية من 5.8 في المائة إلى 5.3 في المائة، في حين يتوقع البنك العالمي ان ينمو اقتصاد البلد الكاريبي بنسبة 5.4 في المائة وتتوقع اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي ان يصل النمو إلى 5.5 في المائة، مشيرة إلى أن هذه التقديرات تعادل أو تقل عن توقعات وزارة الاقتصاد والمالية البنمية التي تشير إلى نمو بواقع 5.5 في المائة.

وبالمكسيك، تطرقت صحيفة "إل أونيفرسال" لأول زيارة رسمية يقوم بها رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو الى المكسيك، حيث استقبل بالقصر الوطني من طرف الرئيس انريكى بينيا نييتو.

من جهتها ذكرت يومية "لا خورنادا" أن رئيس الوزراء الكندي زار مرافق الصليب الأحمر في مكسيكو سيتي، حيث تتم معالجة العديد من ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب العاصمة المكسيكية في 19 شتنبر الماضي وبلغت قوته 7.1 درجة على سلم ريختر، مشيرة إلى أن ترودو سيلقي كلمة اليوم الجمعة بمجلس الشيوخ المكسيكي.

ونقلت اليومية تصريحات للرئيس المكسيكي وردت في عمود نشرته صحيفة "غلوب أند ميل" أكد فيها أن "العلاقات بين كندا والمكسيك تمر حاليا بإحدى أفضل فتراتها"، مؤكدا أن بلاده ستعمل مع كندا من أجل "جعل أمريكا الشمالية أكثر المناطق ازدهارا وتنافسية في العالم".

وتوقفت يومية "إل صول دي ميخيكو"، من جهتها، عند تصريحات رئيس الوزراء الكندي، خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه مع الرئيس المكسيكي، والتي أكد من خلالها أن كندا لن تترك طاولة المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية على الرغم من تحفظاتها إزاء بعض المطالب التي قدمتها الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة، تحت عنوان "كندا لن تتخلى عن المفاوضات بشأن نافتا"، أن رئيس الوزراء الكندي يرغب في التوصل الى حل مربح لجميع الأطراف.

وفي كندا، كتبت "لا برس" أن الولايات المتحدة شرعت في نسف المفاوضات حول "نافتا" في ظل مطالبها المستحيلة، في وقت دخلت فيه المحادثات أصعب مرحلة بانطلاق جولتها الرابعة التي بدأت بضواحي واشنطن.

وأوردت اليومية أن المفاوضين الامريكيين طرحوا "بند الفسخ" الذي قد ينهي الاتفاقية الاتجارية بعد خمس سنوات اذا لم تقم البلدان الثلاث، كندا والولايات المتحدة والمكسيك، بتجديدها.

وكتبت "لو دروا" أنه في الوقت الذي تتساءل فيه كندا والمكسيك حول كيفية مقاومة المطالب الأمريكية القوية بشأن مراجعة الاتفاقية التجارية، كانت هذه الأخيرة في صلب لقاء بين ترودو والرئيس المكسيكي.

وكتبت "ذ غلوب أند مايل" أن الجولة الرابعة من المفاوضات بشأن تعديل "نافتا" طرحت أسئلة أكثر من تقديمها إجابات، معتبرة أن الرسائل التي بعث بها الرئيس ترامب ورئيس الوزراء ترودو جعلت المقاولين الكنديين يشعرون بقلق متزايد إزاء النتائج المنتظرة لهذه المحادثات.

واشارت الصحيفة إلى أن الغموض الذي يلف مستقبل "نافتا" قد يدفع الشركات الكندية إلى التفكير بجدية في استغلال علاقات كندا مع الاسواق الدولية الاخرى لاستكشاف فرص جديدة للتصدير وتنويع الشركاء التجاريين.