كتاب التعاليم قراءة تطبيقية في أفكار جمال الدين الأفغاني
آخر تحديث GMT 12:21:48
المغرب اليوم -

كتاب "التعاليم" قراءة تطبيقية في أفكار جمال الدين الأفغاني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كتاب

دمشق - سانا

يعتمد الدكتور نبيل طعمة في كتاب "التعاليم.. خلاصة أفكار جمال الدين الأفغاني" على المنهج التطبيقي الدقيق في معالجة القضايا التي تخص حياة هذا الفيلسوف والمصلح الاجتماعي بعيداً عن الحدث الشخصي غير الموضوعي لفكر مصلح كبير تعرضت حياته للكثير من الافتراءات. ويستعرض الكتاب كيف وقع الأفغاني في محنة الأصدقاء الذين جردوه من هويته ووضعوا له مساراً لم يكن يرتضيه ولم يؤمن به وفي محنة الأعداء الذين حاولوا أن يلحقوا به تهم الزندقة والكفر محاولين أن يسلخوا هذا الرجل عن كل ما قدمه من فكر خدم الإنسانية وساهم في بناء فلسفة أخلاقية تدعو إلى الحلم والفضيلة ومؤسسة على رؤى ودراسات لفلاسفة قدماء. ويرى طعمة أن الأفغاني كان متمرداً على كل الذين يأتون بأفكار غير علمية ولا تهدف لخدمة الإنسان ما جعلهم يكيلون التهم ويبدون الغيظ والحقد لرجل فاقهم ذكاء وتجاوزهم بقدرته على خلق المعاني وابتكار النظريات التي كان قوامها الابتعاد عن الفتن وإثارة النعرات حيث ربط بين السماء والأرض بعلاقة جدلية فلسفية تقول إنه لا يمكن أن ترضى السماء بخراب الأرض. ويذهب الباحث إلى تفسير ظاهرة الفلسفة الجديدة عند الأفغاني التي تقتضي فهم الدين بشكله الصحيح والابتعاد عن البلاغة الببغائية والإيمان بكرامات الناس وحرياتهم ومسؤوليتهم عن الحياة والبناء والنهوض مبتعداً في كتابه عن أي تقييم تناول الأفغاني ما لم يكن هذا التقييم منصفاً. ويبين طعمة أن هذا الفيلسوف المجدد دعا المسلمين جمعياً للعودة إلى القرآن الكريم ونبذ الخصومة المذهبية والرجوع إلى زمن الإسلام الأول قبل انفصال الرتبة العلمية عن رتبة الخلافة عندما حكم العباسيون باسم الخلافة دون أن يحوزوا شرف العلم والفقه الديني والاجتهاد. تنقل الأفغاني كما ورد عند طعمة في بلاد الهند ومصر والحجاز وإيران والعراق واسطنبول ولندن وميونخ وغير ذلك فكشف جوانب الضعف والقوة في هذه البلاد كما عرف مواطن الاستكانة والتحفز بعد قراءته لكل الرؤى الدينية المتمثلة بكل الأديان من خلال كتبها السماوية وإسقاط ما أتى في هذه الكتب على ما رآه في تنقلاته وحياته ونتيجة ذلك وصل إلى رؤاه التي اختلفت مع أصحاب البدع الفكرية والدينية والاجتماعية لأنه ارتكز على الشرائع التطبيقية المتوافقة مع منطق الدين الحقيقي فانتزع أمثلته من تاريخ الشعوب وما دار في حياتهم معتبراً أن كل من يخالف إرادة الشعب ومصالح الإنسانية هو في النتيجة يخدم الغرب وأحقاده وأطماعه. وكشف الكتاب أن الأفغاني أكثر من الحديث عن الأمة بدلاً من أن يتحدث عن تحجيم الدين وبذلك وصل إلى نتيجة تبادل الناس بالرأي بينهم وبين الحاكم لإنهاء نظرية الاستغلال والاضطهاد وبذلك فهم المعاني الحقيقية للقرآن فاعتمد ما جاء فيه وجعل منه كثيراً من منظوماته الأخلاقية والاجتماعية. ويعتقد الأفغاني أن الاستعمار الغربي جاء إلى البلاد الإسلامية ليس من أجل الخيرات والأطماع فقط بل من أجل القضاء على الشخصية الإسلامية التي تعتمد القرآن وتجمع بين المسلمين في رباط واحد وإن أخطر صورة يراها هي تشكيك المسلم بهذه العقيدة أو صرفه عنها. وإن أفضل ما رآه الأفغاني في اتجاهاته الأخلاقية والفلسفية حسب طعمة هو اعتماد التربية على الحياء والأمانة والصدق وضرورتها للسلوك المستقيم في المجتمع إضافة إلى عدم تحديد شرف النفس وإخضاعه للعرف والعادة وإن الضعف الذي عانت منه مجتمعاتنا سببه اعتماد واتباع الرؤى المستحدثة والتي سببت ضعف الأمة. وفي الكتاب كثير من الرؤى المتنوعة التي تبين الأسس الحياتية للإنسان التي تبعد النفس البشرية وعقائدها عن الوقوع تحت سيطرة الأباطيل فتتفسخ وتنهار وتبقى عرضة لكل أسباب الشر وأدواته بسبب غياب المنظومات الأخلاقية الحقيقية وانهيار الرابط المنطقي بين الخالق والمخلوق. ارتكز كتاب الدكتور طعمة الصادر عن مركز الناقد الثقافي في 356 صفحة من القطع المتوسط على الوقائع الأساسية التي اعتمدها الأفغاني وفق الدلالات والإشارات الرابطة بين الفكر والموضوع وبين ما استشهد به من آراء واتجاهات أدت إلى عقائد خالفت العقيدة الإنسانية الحقيقية فكانت سببا في تمرد الأفغاني وفي طرحه الأخلاقي الجديد وفلسفته الإنسانية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب التعاليم قراءة تطبيقية في أفكار جمال الدين الأفغاني كتاب التعاليم قراءة تطبيقية في أفكار جمال الدين الأفغاني



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 07:07 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

شائعة تبعد "مقالب رامز" عن بركان في الفلبين

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

البرلمان المغربي يصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2020

GMT 12:54 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواصفات برج القوس ووضعه في حركة الكواكب

GMT 11:02 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

غاريدو يحمل فتحي جمال مسؤولية مغادرته للرجاء

GMT 00:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

سيدة ميتة دماغيًا منذ أربعة أشهر تنجب طفلة سليمة

GMT 00:01 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فان دايك يتوج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا

GMT 00:16 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

أمل الفتح يتوج بطلا ويحقق الصعود

GMT 01:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

بيع أوّل نسخة في العالم من "تويوتا سوبرا GR"

GMT 01:30 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib