نموذجًا للرواية والربيع العربيريح الكناسين
آخر تحديث GMT 01:06:29
المغرب اليوم -
وفاة الإعلامية المغربية كوثر بودراجة بعد صراع مع السرطان وفاة لاعبة فريق نهضة بركان مروى الحمري في حادثة سير بمدينة الخميسات الكاف يعلن عن برنامج ومواعيد مباريات المنتخب المغربي في "الشان" الوداد الرياضي ينهزم أمام العين الإماراتي بهدفين مقابل هدف في لقاء ودي على ملعب أودي فيلد بواشنطن دولة الاحتلال الإسرائيلية تعترف بالتخطيط لارتكاب جريمة اغتيال العلماء الإيرانيين منذ التسعينيات وزارة الخارجية الأميركية تفرض عقوبات على حكومة السودان بسبب السلاح الكيماوي دونالد ترامب يرجح التوصل إلى اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة دونالد ترامب يعلن أن إدارته تعمل على احتواء التوترات مع كوريا الشمالية أكدت القناة 12 العبرية من جديد رفض قضاة المحكمة العليا في إسرائيل طلب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء بشأن تأجيل محاكمته؟، و أوضحت المحكمة في ردّها أنه لا توجد في جدول الجلسات ما يبرر إلغاءها، وتبدأ جلسة الاثنين المقبل الساعة 11:30 صباحًا"* إيران تمدد إغلاق مجالها الجوي شمالا وغربا وجنوبا حتى ظهر السبت بعد وقف إطلاق النار مع الاحتلال
أخر الأخبار

نموذجًا للرواية والربيع العربي"ريح الكناسين"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نموذجًا للرواية والربيع العربي

الرباط - وكالات

ريح الكناسين هي آخر روايات الكاتب المغربي يحيي بزغود (صدرت في يونيو 2011). وقد كتبت بعيد انطلاق ما يسمى الربيع العربي٬ فهي كالقصيدة ولدت في لحظة معينة٬ أي في مرحلة أزمة. وتعيد هذه الرواية بناء تاريخ بعض الشخصيات بناء روائيا وليس تاريخيا، وإن كانت تحتفظ بالتاريخي وتجعله مرجعا موجها إلى حد ما للعمل الروائي. وتعتبر السلطة والشغف بكرسي الزعامة بؤرة الحدث في الرواية. وينطلق الحكي في ريح الكناسين أياما قليلة بعد اختفاء الحاكم بأمر الله، سادس الخلفاء الفاطميين، وستُكلف سِتُّ الملك ناصحْ الفائز(شخصية متخيلة) إلى جانب مجموعة من الرجال يقودهم مظفر الصقلبي من أجل البحث عن الإمام المختفي (الحاكم بأمر الله). لكن ناصح انفصل عن المجموعة وسلك طريقا آخر. وفي اليوم الثاني من رحلة البحث هاته٬ ارتأى ناصح أن يقضي ليلته في أهرامات الجيزة حتى يأمن شر قطاع الطرق. وهناك سيلتقي بحسيب آتوم وهو فرعون توحيدي اضطهد ونكب في حريته٬ لهذا سيساعد ناصحْ على فضح فراعنة العصر الحديث٬ وكل المستبدين على مر التاريخ، وذلك بواسطة مرآة تقدم له بالصوت والصورة مشاهد وأحداثا من كل العصور. وسيستغل الروائي هذه المرآة للتركيز بشكل خاص على الدول الثلاث التي عرفت الثوْرات (تونس وليبيا ومصر) وعلى رؤوسائها أو ديكتاتورييها. وعلى غرار ناصحْ الفائز٬ سلك الكاتب طريقا مختلفا ليقدم رواية أخرى، فبالنسبة إليه، الحاكم بأمر الله لم يقتله ابن دُسْتْ كما يقول المؤرخون٬ ولا اختفى في انتظار رجعته كما ذهب إلى ذلك أتباع الإسماعيلية٬ ولكنه حل في شخص آخر هو: بهلول السرتي، زعيم الإمبراطورية الخضراء. عودة يحيى بزغود إلى ماض بعيد ليس ولعا بالتاريخ لذاته٬ وإنما إشباعا لفضول شخصي وجماعي أيضا: البحث عن جذور وأسباب بعض السلوكات الغريبة والملغزة لشخصية الحاكم العربي، خاصة بهلول السرتي. يتعلق الأمر إذن برجوع إلى الماضي لفهم الحاضر. ورغم كون الرواية تحمل رائحة من الماضي، فعين الكاتب تبقى دائما تراقب الواقع المعاصر. ولذلك نجد أن أغلب الشخصيات التي ركز عليها الروائي تنتمي للزمن الحاضر٬ ومن بينها زين النساك، وميمون الطيار٬ وبهلول السرتي، الذي يمثل الإمام الغائب والذي عاد ليملأ الأرض عدلا كما قال له طيف الحاكم بأمر الله منذ كان طفلا: ”أنت الإمام الغائب عدت إلى الأرض لتملأها عدلا، باطل الأباطيل كل شيء إلا ما تقول”. لقد سعى الكاتب إلى الاهتمام بشخصية بهلول السرتي بأبعادها المتعددة :السيكولوجية والإديولوجية. وفي ريح الكناسين يتحول السرد إلى كاميرا تسلط الضوء على حياة ديكتاتور من الطفولة إلى نهاية حكمه والثورة على نظامه، وكأني بالكاتب يريد أن يوظف السرد كوسيلة لينفذ إلى أعماق الشخصيات والأمكنة. فهو لا يكتفي بالإشارة إلى الأحداث التاريخية (الثورات في كل من تونس ومصر وليبيا)٬ بل يدخل في أغوار الحكام في هذه البلدان ليجمع بعض التفاصيل والطرائف حول الرؤساء الثلاثة، وهي أغوار عادة ما لا يدخل إليها المؤرخون، لأنهم لا يهتمون بالجزئي أو الهامشي الذي هو من اختصاص الروائي. ورغم اعتماد الكاتب على منطلقات تاريخية (الربيع العربي خاصة)، فهذا لم يحرم الرواية من بعدها التخييلي. فتارة يقربنا السرد من أجواء المظاهرات والحشود، التي تملأ الساحات العمومية في مصر وتردد الشعارات المناوئة لميمون الطيار، وتارة أخرى يقدم هذا الأخير غارقا في حلم ظل يحكيه عدة مرات إلى مقربيه وكأنه يريد أن يستبدله بالواقع الذي استعصى عليه تقبله. لقد اكتفى ميمون الطيار فقط بالنظر إلى صورته في المرآة وفتن بجمالها. هذه المرآة استعملتها ميعاد، (ميعاد هي فتاة جميلة تناولت عشبة الخلود، ولهذا عمرت طويلا. وهي تمثل فكرة الخير وتحاول جاهدة مطاردة الأشرار والمتغطرسين والانتصار لقيم الخير) لابتلاء ميمون الطيار وزين النساك وبهلول السرتي في اللحظات الحرجة من حياتهم، والنظر في ما إذا كانوا سيغرقون في عشق صورتهم ونسيان ما سواها، أم سينتبهون إلى مفعول الزمن وينصاعون إلى حكمه. والنتيجة أن أحدا منهم لم يحذر غلواء النرجسية وشر السلطة وقوتها المدمرة ولا انتبه إلى ما حوله، بل كانوا كلهم ينظرون فقط إلى ذواتهم ويعشقونها دون أخذ العبرة من التاريخ، وممن سبقهم من الطغاة كالحاكم بأمر الله مثلا. هذه الريح الصرصر العاتية التي هبت في تونس ومصر وليبيا لا تخص الدول الثلاث فقط، بل جاءت عقابا لكل المستبدين في بلاد العرب. فهي لم تهدأ بالقضاء على زين النساك وبهلول السرتي وميمون الطيار، بل «هاجت من جديد» وازدادت قوة ثم اتجهت نحو أرض سبأ ومملكة أبي الليث ومناطق أخرى ما زال أهلها « ينتظرون قدومها غير خائفين»، ويبدو أن هذه الريح أرادها الروائي أن تكون عامة وأن لا تقتصر على بلد دون آخر وأن لا تتوقف حتى تقضي على كل المستبدين. إنها ريح التغيير التي يراها الروائي دافعة للتاريخ في الوطن العربي، هذا التاريخ الذي توقف عندنا طويلا بسبب قوى الاستبداد وسار سيرا طبيعيا عند أمم أخرى. فبالنسبة للحكام، يتعلق الأمر بريح مرعبة تصدر أصواتا مفزعة لم يروا مثلها من ذي قبل كما يقول السارد: كانت الريح قد بلغت من القوة عتيا وأرسلت شياطينها تزعزع أثقال الأرض وتلف كثبانا من الرمال، فترفعها حبالا ضخمة مبرومة في الفضاء وتعلو بها دوارة لتكشط كل ما يعترض طريقها. فلا تذر إلا ذا أساس في الأرض عميق. أما بالنسبة للشعب أو المحكومين، فهي ريح مباركة، لأنها أزاحت من كانوا عائقا في طريق النهوض وخلصتهم من الخنوع وأيقظتهم من سبات عميق ومن جمود تخبطوا فيه خلال عدة قرون. ريح الكناسين قادتهم إلى الخلاص والحرية وارتقاء الوعي عند الإنسان العربي. لكن الكاتب يبقى حذرا، بل خائفا على مصير هذه الثورات، خاصة من الانحرافات التي قد تعصف بها وتحول دون تحقيق أهدافها والتي من أهمها التأسيس لبناء الديموقراطية، وإلا تحولت هذه الثورات كما يقول يحيى بزغود نفسه إلى: «طقس إضافي من طقوس التفريغ الجماعي يضيع الوقت ويعبث بالقدرات». وتكشف الرواية المراحل الأخيرة لسقوط الديكتاتور حيث يختلط ما هو تاريخي بما هو متخيل. وقد شهدت نهاية مذلة للشخصيات الثلاث: زين النساك غادر القصر بعد جهد جهيد منتحلا صورة بغل، وبهلول السرتي شوهد كاليربوع وهو « يخترق الأنفاق جريا نحو النتيكة». أما ميمون الطيار فحاول مغادرة المكان، لكن الكرسي التصق بعجيزته ولم يكن هناك بد من إجراء عملية لفصل الكرسي عن جسم الرئيس. إذا كانت الرواية بالنسبة للوسيان غولدمان هي البحث عن قيم أصيلة في عالم منحط٬ فإن ريح الكناسين هي البحث عن قيم الحق والخير والجمال والديموقراطية، التي ربما ستفضي إليها هذه الرياح العاتية التي هبت على العالم العربي. هذه الرواية تربط بين الماضي والحاضر قصد طرح فكرة السلطة قديما وحديثا، وكيف حافظ الحاكم على الموروث المتخلف كسياج ملفق لحماية سلطته وكل هذا بمنطق الروائي وليس بمنطق المؤرخ. ولكن ما يشكل بصيص الأمل في ريح الكناسين هو إثارتها للحاضر من خلال وعي الجماهير بضرورة التغيير والرغبة في العبور إلى مرحلة جديدة من التاريخ. مرحلة تنفتح على أفق مغاير لمسلك الهزائم والإحباطات الذي أراده صناع سايكس بيكو للمنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نموذجًا للرواية والربيع العربيريح الكناسين نموذجًا للرواية والربيع العربيريح الكناسين



المغرب اليوم - نجاة طاقم قناة العربية من استهداف إسرائيلي في غزة

GMT 15:42 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الإعلان عن قميص مانشستر سيتي في الموسم المقبل

GMT 09:41 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اليابان تحذر من عواصف ثلجية وشركات قطارات تلغي خدماتها

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib