إسماعيل غزالي وبستان الغزال المرقط
آخر تحديث GMT 12:49:47
المغرب اليوم -
شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها القائد العام للقوات المسلحة يكلف صدام حفتر نائباً للقائد العام ويطلق رؤية 2030 لتحديث الجيش الليبي وتعزيز جاهزيته
أخر الأخبار

إسماعيل غزالي و"بستان الغزال المرقط"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إسماعيل غزالي و

بيروت ـ وكالات

في مجموعته القصصية "بستان الغزال المرقط" التي صدرت عن دار أبي رقراق بالرباط في 266 صفحة من القطع المتوسط، يعلن الكاتب الشاب إسماعيل غزالي عن موهبة واعدة قادمة بقوة إلى عالم السرد المغربي. ويعد إسماعيل غزالي ابن القرية الأمازيغية الصغيرة "امريرت" في قلب الأطلس المتوسط، سليل الحيوية الملفتة التي تعرفها الكتابة السردية وأساسا القصصية في المغرب، والتي أنجبت في السنوات الأخيرة قائمة طويلة من شباب القصة والرواية الذين وطّنوا قيمتهم الإبداعية في المحافل النقدية ولدى أشهر دور النشر المشرقية. وتضم "بستان الغزال المرقط" أربع مجموعات قصصية هي "عسل اللقالق" و"لعبة مفترق الطرق" و"منامات شجرة الفايكينغ" و"الحديقة اليابانية". فهي فضاءات متنوعة وأساليب سرد مختلفة، لكن قاسمها المشترك انتماؤها إلى عالم فانتازي يقفز على العلاقات السببية بين الأشياء ويعيد ترتيب العالم بعين الدهشة الصافية التي تنهل من تخوم ذاكرة الطفولة وأسرار الجغرافيا الملغزة وأسطورة الأعالي الأطلسية التي ينحدر منها الكاتب. فضاء طفولي فالطفولة القروية مادة لا تنضب لمعين السرد عند إسماعيل غزالي، وهي توفر ببعدها الزمني مسوغا ذهنيا لصنع عوالم سحرية في الذاكرة، حيث تتضبب التخوم بين الواقع والخيال في وعي المبدع والقارئ، وتلتبس الحدود بين الحلم واليقظة. إنها فانتازيا تصنع الدهشة ولكن ليس بانفصال بارد عن الواقع، إنما بمراودته وتلوينه بحواشي تخييليه غاية في الجرأة الإبداعية. يكشف غزالي عن طاقة هائلة في التلاعب بالعناصر والأشياء داخل فضاء يصبح مجرد ملعب لحركة رشيقة أبطالها عرائس رهن إشارة إستراتيجيات سردية غير متوقعة يبدع في تنويعها الكاتب الشاب الذي تتزاوج عنده فضيلة الإمعان الفانتازي مع النضج الملفت في هندسة النص وبناء واقع حكائي صلب لمصداقية الحركة والموقف المقترحين. وبسلاسة "غير منطقية" يستدعي الكاتب أجواء طفولته في ربى قريته الصغيرة الأطلسية امريرت حتى وهو في حضن المدينة الكبيرة. فالفراشات التي يراها على فستان المرأة لا تلبث أن تحلق في الربى مرتع الصبا. ذاكرة ملونة تحضه على طرح السؤال في مطلع قصته "ولع الفراشات": "ماذا لو أن الفراشات المتواشجة في فستان المرأة التي تمشي الهوينى أمامي في الشارع الفارع اندلعت فجأة لتندلق في كل جهات المدينة؟ يا ما اقترفت أصابع يدي المشينة اصطياد شقيقات لها على الربى والتلال في القرية الصغيرة التي بددت فيها أيامي الأولى في حب العالم" (ص 11). ولا يستدعي إسماعيل غزالي مشاهد القرية وفضاءاتها بسردية بدائية أو توصيف مشهدي بارد، إنما يجعلها مسرحا نابضا بحياة لها عنفوان المشاعر الدافئة والرغبات الكامنة والعلاقات الخطرة. فحيوية التخيل تحرك الجماد وتستنطق حياته الباطنية، على غرار قصة "عزلة التراكتورات البلشفية" حيث يتحدث غزالي عن جرار (تراكتور) أمسى "مضطلعا بأكثر من محمدة رغم ما عدده بعض الحصادين والمزارعين من مثالبه لأنه حرمهم من عملهم الموسمي. وهكذا انصرف إلى قضاء مآرب أخرى غير الحرث والحصاد وتجشم عناء حمل المرضى في أحلك الليالي إلى مستوصف المدينة البعيدة وإسعاف الملدوغين من عقارب وأفاع..." (ص 24). إنه الجرار الذي يصفه "بالكائن الأحمر الودود". وبالانتقال من مجموعة "عسل اللقالق" إلى باقي المجاميع الأربعة، ينوع إسماعيل غزالي موضوعاته وزوايا مقاربته وحتى زمن الرؤية الذي يتقدم نحو حكمة ونضج أكبر، متخففا من عدسة طفولته، إلا تلك الدهشة الصاعقة والقراءة البكر للمشهد والتي تظل الفاعل الموجه في حبك حيله السردية التي تبلغ ذروتها في "لعبة مفترق الطرق" وتصنع خلفية الاكتشاف المفجر لنسج القصة في نصوصه المكتوبة مديحا للدانمارك في "منامات شجرة الفايكينغ". وضعت "بستان الغزال المرقط" إسماعيل غزالي في طليعة التجارب الجديدة في المتن القصصي المغربي، وخولته اعترافا أدبيا ثمينا من شيخ القصة المغربية أحمد بوزفور، الذي لم يتردد في وصف هذه المجموعة القصصية بأنها "كتاب نادر في متن القصة المغربية الحديثة أتوقع أن يحدث نشره هزة فاتنة في سطح القصة وأعماق القصاصين"، ويضيف بوزفور في تقديمه للكتاب أنه "ديوان حافل بالمتعة الجمالية الخالصة، كأنه لا ينتمي الى الأدب بل إلى الموسيقى، ذلك الفن الذي تسعى إلى بلوغه كل الفنون". جدير بالذكر أن إسماعيل غزالي سيوقع بمناسبة المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء (29 مارس/آذار إلى 7 أبريل/نيسان) روايته الأولى الصادرة عن دار العين القاهرية بعنوان "موسم صيد الزنجور".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسماعيل غزالي وبستان الغزال المرقط إسماعيل غزالي وبستان الغزال المرقط



أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib