فكر سلامة موسى وكفاحه مشوار حياة
آخر تحديث GMT 03:29:44
المغرب اليوم -
شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها القائد العام للقوات المسلحة يكلف صدام حفتر نائباً للقائد العام ويطلق رؤية 2030 لتحديث الجيش الليبي وتعزيز جاهزيته
أخر الأخبار

"فكر سلامة موسى وكفاحه" مشوار حياة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة ـ وكالات

مؤلف هذا الكتاب، هو الإعلامي المصري فايز فرح، له عدة مؤلفات في أدب الرحلات والنقد الاجتماعي والأطفال، من أهمها: "عباقرة رحلوا زهورًا"، و"عباقرة هزموا اليأس"، "القراءة أنفع هواية"، و"العمل مفتاح النجاح"، و"رحلات وحكايات"، و"مذكرات مسافر"، و"رحلة العائلة المقدسة إلى مصر"، و"تأملات مصرية ساخرة". وفي كتابه "فكر سلامة موسى وكفاحه" يتطرق الكاتب إلى فكر المفكر الرائد سلامة موسى الذي ظل سنوات طويلة يدافع عن قضايا من أجل تحرير المرأة، وتحرير الوطن، وتحرير الاقتصاد، وغيرها من القضايا المهمة. ويستهل المؤلف كتابه بالسنوات الأولى من حياة المفكر سلامة موسى قائلًا: في السنوات الأولى من حياته كان الطفل سلامة كثير الملاحظة والتقاط السلبيات التي يعيش بينها، فهو يتذكر "العلقة" التي أخذها من أخته؛ لأنه ناداها باسمها في الشارع، وكان هذا عيبًا أن تعرف أسماء البنات، ولا يستطيع سلامة أن ينسى منظر أحد المجرمين وهو يشنق في ميدان الزقازيق، كذلك حفر في ذاكرته منظر ولادة الجاموسة. أما عن دراسته، فهو حصل على الشهادة الابتدائية عام 1903، وهو لم يتعلم القراءة والكتابة إلا في المدرسة، وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية، اضطر سلامة إلى ترك مدينة الزقازيق، والفرار إلى القاهرة، للدراسة الثانوية، وقضى سلامة سنوات بالمدارس الثانوية في القاهرة في حالة سيئة ونكد وتخلف، فقد كانت المدرسة الثانوية في نظامها مثل ثكنات الجيش، يتسلط عليها الإنجليز بالأوامر العسكرية والعقوبات الجسمية والنفسية. ويرى المؤلف أن سلامة لم يجد في التعليم الحكومي فائدة، ويبدو أن الإنجليز كانوا يقصدون في هذا الوقت ويهدفون إلى بث كراهية العلم في نفوس الأجيال الجديدة؛ حتى ينتشر الجهل. لكن سلامة المتحمس للعلم والأدب، لم يهتم بالتعليم المدرسي الفاشل، فأخذ يثقف نفسه، ويقرأ المجلات والصحف والكتب، ومع ذلك لم تُشبع هذه القراءات نفسه ولا عقله إلى كل ما هو جديد، فأخذ يفكر في المستقبل. • إلى العالم الجديد يذكر المؤلف أن سلامة أراد أن يعيش ليدرس، ويدرس ليعيش، ففي سنة 1907، سافر إلى باريس، وحاول أن يندمج في المجتمع الفرنسي، فتعلم اللغة الفرنسية في بضعة أشهر، حتى أصبح قادرًا على قراءة الصحف الفرنسية بل والكتب، وكانت الجملة بالنسبة له أفضل من الكلمة وحتى يتقن الفرنسية أكثر، كان يذهب إلى المسارح لحضور التمثيليات والدرامات. ولم يعجب سلامة بالمرأة والكنيسة الفرنسية وحسب، بل عبر بكتاباته عن إعجابه الشديد بالشعب الفرنسي، فهو لم يجد طوال إقامته في فرنسا رجلًا سكرانًا، وفضل فرنسا على سلامة أنها جعلته أوروبي الفكر، أي يفكر بموضوعية ويؤمن بتحرير المرأة، وحرية الفكر وتحرير العقل، وكذب الغيبيات، وعاد سلامة إلى مصر من فرنسا، ومكث شهرين، ثم سافر مرة أخرى عبر فرنسا إلى لندن هذه المرة، وفي لندن حاول تعلم الألمانية، لكن سوء الطريقة التي اتبعها المعلم، مع صعوبة اللغة نفسها، دفعا إلى التوقف عن دراستها، وبدلًا من أن يعيش في لندن لسنة أو اثنتين، بقي أربع سنوات. ويذكر المؤلف أن سلامة موسى خلال هذه الفترة وضع النقط على الحروف، وحدد ما يريد أن يفعل في مستقبل أيامه، فالعمل الذي يتمناه هو أن يكون مفكرًا وكاتبًا مستنيرًا، ينير الطريق أمام أبناء وطنه، لمستقبل أفضل، يتحقق فيه الاستقلال الوطني، وتتحرر المرأة فيه من كل القيود، لتصبح قوة عاملة في المجتمع بجانب الرجل، وينتشر العلم، وتتحول مصر إلى الصناعة، ويختفي الجهل والفقر والمرض، والإيمان بالغيبيات، وتنتشر المدارس لبنات والبنين. هذه هي رسالة سلامة موسى التي سيكافح من أجلها طوال حياته، بل ومن أجلها ضحى بأشياء كثيرة، ودخل السجن أكثر من مرة ولكنه – مثل كل المصلحين – لم يهتم بالمشاكل أو المعاناة، وذلك من أجل مصر المستقلة المتحررة المتقدمة. يذكر الكاتب فايز فرح، أن المفكر سلامة موسى هو أبو الاشتراكية العربية، فهو أول من كتب عن الاشتراكية وآمن بها، واعتبرها علاجًا لمشاكل المجتمع، وهو أول من ألف كتابًا كاملًا عن الاشتراكية. ويتحدث سلامة في كتابه عن كيف نشأت طبقة من الناس قليلة العدد واسعة الثراء، تمتلك الآلات وتستغلها بواسطة عمال كانوا قبل اختراع هذه الآلات مستقلين، الكل يملك دكانه ويعرف صنعته، فيشتغل ويبيع بنفسه مصوغاته، أما بعد اختراع الآلات، فإن هؤلاء الصناع المالكين لم يعودوا قادرين على مزاحتها. ويقول المؤلف: إن سلامة موسى كان مفكرًا عمليًّا، فهو عندما ينادي بتطبيق الاشتراكية في مصر، لا يفعل ذلك بالشعارات والمقالات في الصحف وحسب، ولا تأليف أول كتاب عن الاشتراكية فقط، بل يتابع ذلك بتأليف أول حزب اشتراكي في مصر سنة 1920، وكان هذا مع كل من محمد العناني، ومحمد عبدالله عنان، وحسن العربي، ومنذ البداية اشترط سلامة على المجتمعين لتكوين الحزب، أن يكون حزبًا اشتراكيًا معتدلًا، يتبع الطريق الديمقراطي الصحيح، ولا يدعو أو يلجأ إلى الثورة. ويضيف الكاتب قائلًا: أصدر سلامة في 7 مايو 1914 العدد الأول من مجلة المستقبل، فكانت أول مجلة علمية أدبية تصدر في مصر، ودعا فيها للحب ونبذ التفرقة. ومن ناحية أخرى كان سلامة موسى – القبطي المسيحي – أول من دعا بعد ذلك في مجلة "الهلال" بمصر، والبلاد العربية والإسلامية كلها، إلى الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر 1928. ومن الصحف والمجلات التي أنشأها سلامة موسى، أو ترأس تحريرها أو كتب فيها: المقتطف، الجامعة واللواء، الهلال، المحروسة، المجلة الجديدة، الوفد المصري وصوت الأمة. إن سلامة لم يكن يهتم بالمظاهر ولا الجوائز ولا حفلات التكريم؛ لأن كل اهتمامه كان بالدنيا ومصير الإنسان أكثر من اهتمامه بنفسه، كذلك كانت لذته الكبرى في الفلسفة، قراءة وفكرًا. وإنه إذا كان سلامة موسى قد تعذب وتألم وعانى من أجل رسالته، إلا أنه شعر بالانتصار والفرحة الكبرى عندما قامت ثورة 1952، فقد حاولت الثورة أن تحقق بعض أهداف الرسالة التي نادى بها سلامة موسى والمرأة. يذكر المؤلف أن المرأة نالت اهتمامًا كبيرًا من سلامة موسى، واعتبر في جانب مهم من رسالته هو تحرير المرأة المصرية من العادات والتقاليد البالية التي تكبلها وتمنعها من التعليم والخروج والنور، ولا تهتم إلا بجسدها ودورها الپيولوجي في الإنجاب، وحبسها في البيت لإعداد الطعام وتربية الأطفال. فجاءت دعوة سلامة موسى إلى المرأة، أن تثبت وجودها الإنساني والاجتماعي في الدنيا بالعمل والإقدام، وأن تختار حياتها وتدرب ذكاءها، وتربي شخصيتها على الاستقلال والسلوك الحميد. ويحث سلامة موسى المرأة على التحرر، فيقول لها: "لا ترضي بأن تكوني خادمة الرجل. إذ هو لا يمتاز عليك بأي ميزة، إذا لم تستقلي في هذا الكون وتحيي الحياة المستقبلية، وتنظري النظرة المستقلة إلى شئون العيش، أنت معطلة الذهن؛ لأنك لا تهدفين إلى الأهداف الاجتماعية العظيمة التي يهدف إليها الرجل. وينادي ويصرخ سلامة موسى، حتى تجد المرأة عملًا يعطيها لاستقلال الاقتصادي والنفسي والشخصية الاجتماعية، فالمرأة عندما تعمل تجد الكرامة وتجد الاستقلال. ويرى المؤلف أن كثيرًا من أفكار سلامة موسى، قد تحققت، وحصلت المرأة على مناصب كثيرة ومهمة في المجتمع، كما نالت شرف التعليم والعمل في الجامعة كأستاذة وقيام محكمة الأسرة التي تحاول تنظيم حالات الطلاق أو تعدد الزوجات. ولكن ما زالت نظرة الرجل للمرأة غير مساوية لنظرتها له، وغير جديرة بالاحترام الكامل من داخله، وهذا يعود لرسوبات العادات والتقاليد التي تعيش بيننا ونمارسها ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين. • مؤلفات ومعارك الفكرية ذكر المؤلف، أن سلامة موسى قدم لنا عدة مؤلفات تدفع فينا إلى حب المعرفة والنهوض، والتطلع إلى الطموحات الإنسانية الضرورية، التي نبغي منها الحياة كأبناء أوروبا، ونتخلص بسببها من كل القيود التي تكبلنا وتفصل بيننا وبين التحضر، وكان سلامة موسى يؤمن بأن التأليف ليس صناعة أو حرفة، وإنما هو الحياة؛ لأن المؤلف يحيا في مؤلفاته، كما أن مؤلفاته تحيا فيه، فهو مهموم دائب التأمل، يمارس الحياة ويلتقط منها موضوعاته التأليفية، بل إن هذه الموضوعات تغمره وتتدخل في علاقاته العائلية والاجتماعية والاقتصادية. ويضيف المؤلف قائلًا: كان سلامة موسى في رسالته حادًا صلبًا قويًا، ومن هنا اختلف مع بعض الأدباء والمفكرين في أفكارهم وأهدافهم ومؤلفاتهم. وتحولت هذه الاختلافات إلى مناقشات ومعارك أدبية وفكرية، كان السلاح الوحيد المستخدم فيها هو القلم، وهل هناك سلاح أخطر من القلم؟ يقول سلامة موسى: عندما أقارن بين مؤلفاتي وبين مؤلفات طه حسين وعباس العقاد، أعجب أكبر العجب؛ لأن موضوعاتها التي تشغلهما تختلف عن الموضوعات التي تشغلني، فإن لهما أكثر من ثلاثين أو أربعين كتابًا عن شرح المجتمع العربي في بغداد والمدينة ومكة وغيرها من الدراسات عن أبطال من العرب ماتوا قبل 1300 أو 1400 سنة. وكأن المجتمع المصري الحديث وما طرأ عليه من تغييرات فكرية واهتمامات لا قيمة لها في نظرهما لارتقاء شعبنا، والتأليف هنا سهل لا يحتاج إلى مجهود، إذ ليس أسهل من الرجوع إلى الطبري أو الأغاني، أو ابن الأثير، أو غير هذه الكتب، لاستخراج صيغة جديدة، لترجمة جديدة. • كيف نكرم سلامة موسى؟ يجيب المؤلف قائلًا: لقد آن الأوان لتكريم الرجل العظيم والعبقري المجاهد، الذي ظل يدق على رءوس المصريين لكي ينظفها، ويخرج منها التخلف الذي تعاني منه. لقد آن الأوان لكي نعترف جميعًا بدور سلامة موسى التنويري، والفكري في بناء الأجيال الرائدة، التكريم الحقيقي للمفكر هو – كما قال نجيب محفوظ – إعادة طبع مؤلفاته بصورة راقية وأسعار زهيدة؛ حتى تصبح في يد المجتمع، وكذلك أن تنشط حركة التعريف بالرجل وكفاحه. ثم لماذا لا نقيم له تمثالًا، كما أقمنا لتلميذه نجيب محفوظ، ولزميليه في الكفاح، عباس العقاد وطه حسين؟ وأخيرًا لماذا لا نطلق اسمه على إحدى مدارس الشرقية، مسقط رأسه، أو منطقة الفجالة التي عاش فيها سنوات طويلة من سنوات كفاحه؟! أو نطلق اسمه على أحد شوارع العاصمة "القاهرة" وغيرها من المدن؟. إنها فرصة لكل العاملين والمهتمين بالثقافة أن يستعدوا من الآن، ويفكروا في تعويض هذا الرائد العبقري عما أصابه في حياته وبعد موته بنصف قرن. كتاب "فكر سلامة موسى وكفاحة" للكاتب فايز فرح. صدر عن دار ومطابع المستقبل في بيروت في 190 صفحة من القطع المتوسط. (خدمة وكالة الصحافة العربية).

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكر سلامة موسى وكفاحه مشوار حياة فكر سلامة موسى وكفاحه مشوار حياة



أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib