أزرقحب يتألق ثم تنطفئ جذوته
آخر تحديث GMT 16:17:04
المغرب اليوم -
*عاجل | سي إن إن عن مصدر مطلع: نتنياهو سيعقد اجتماعا بشأن غزة مع كبار المسؤولين في وقت لاحق اليوم* الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب بإلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو في تل أبيب على الفور أو منحه عفوا. في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الدفاعات الجوية الايرانية تسقط المسيرة الثالثة عند الحدود الغربية مع العراق خلال ساعه واحدة *القناة 13 الإسرائيلية: مشاورات متوقعة غدا لنتنياهو بشأن غزة وكيفية المضي في عملية إطلاق سراح الأسرى* كندا تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل لحل مستدام صحيفة إسرائيل اليوم تنقل عن مصادر في حماس لا نستبعد التوصل لاتفاق جزئي بالأيام القادمة حزب الله اللبناني يعلق علي وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الاحتلال وزارة الخارجية الإيرانية تعترف بتضرر منشآتها النووية بشدّة جراء الغارات الأميركية حركة حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعلن موعد وملعب نهائي كأس العرش بين نهضة بركان وأولمبيك آسفي
أخر الأخبار

"أزرق"حب يتألق ثم تنطفئ جذوته

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة ـ وكالات

"تلك الليلة وبعد أن تناولا العشاء وتغلب عليها النعاس والتعب، تركته عند بوابة منزله، لحظتها استدار وجلس مقرفصاً أمام نافذة السيارة بينما هي تضع يديها على المقود بلا حراك، ثم همس: لا أريد أن أهجرك. قالها وهو يقبل أنفها وعينيها - ليس الجنس هو ما أريده منك، بل أن نخرج معاً بلا خوف، أن أقرر ما الذي سنفعله، ما الذي سنكونه، وما الذي تريدينه".هذا المقطع مأخوذ من رواية "أزرق" الصادرة عن دار ورد؛ ومن ترجمة ملك صهيوني، وقد حصلت مؤلفتها روسا ريغاس، على أهم جائزة في أسبانيا، وهي جائزة "نادال".تصور الرواية حالة من الوله والعشق، استطاعت الكاتبة بحرفيتها الروائية المتينة والمدهشة أن تلتقط ألق هذا الحب ثم انطفاء جذوته، إذ تمتد على مدار صفحات هذه الرواية قصة الحب العاصف الذي ربط بين مارتين، المخرج السينمائي الشاب، وأندريا الصحافية المتزوجة التي تكبره سنا، والتي هجرت زوجها وأطفالها وراء سراب حبها البحري الازرق، باستسلامها الكامل لكل مده وجزره.عبر التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية، والتي تبدو للوهلة الأولى غير مهمة وهامشية تمكنت روسا ريغاس من تتبع اللحظات الأولى لانبعاث الوهج العشقي بين البطلين، ثم تتبع مسيرة تسلله إلى السطح وصولا لذروة الوله، ثم إنطفاء هذا الحب.الشخوص في الرواية هم "مارتن" مخرج شاب طموح، "أندريا" امرأة متزوجة من رجل ثري ولديها ولدان، ثم ليوناردوس أحد أباطرة المال "إنه الرجل الذي يعرف كيف يجعل من نفسه مهما، وكان يشاع عنه المهارة وسعة الحيلة لدرجة كان معها قادرا أن يخون أفضل أصدقائه دون أن يدرك الصديق ذلك، وكان يقال عنه إنه يتقن عدداً غير محدود من اللغات". يأتي هذا الوصف في الرواية لشخصية ليوناردوس الذي يحرك الأحداث بشكل خفي وغامض، هو الذي يقدم الوعود "لمارتن" للمساعدة في إنتاج فيلم خاص له، ثم هو الذي يؤجج رغبة الفرار عند "أندريا" رغم علاقته العائلية معها ومع زوجها، لكن ليوناردوس الذي يجسد السلطة الرأسمالية يقابله "مارتن" الشاب الحالم والطموح، فيما "أندريا" تحضر علي مدار الرواية كشخصية مضطربة تقوم بمجازفات عبثية بلا اتجاه واضح. تظهر أيضا في النص شخصية "تشيكي" وهي فتاة يافعة ترافق "ليوناردوس" في رحلته. تحس "اندريا" بالغيرة من "تشيكي" الفتاة الشابة الصغيرة التي تمتلك الصبا والجمال والحيوية، إنها المزايا التي بدأت بالأفول من عالم "أندريا" بعد تجاوزها الأربعين ودخولها في علاقة حب مع "مارتن" الذي يصغرها بما يزيد على عشرة أعوام.لا تكشف الصفحات الأولى من الرواية بما يمكن أن تسير عليه الأحداث، إذ تبدأ الكاتبة عملها الروائي في وصف للجزيرة التي وصلوا إليها بالصدفة. "أندريا" التي هربت من زوجها ولحقت "بمارتن" و"ليوناردوس" وصديقته "تشيكي" و"توم" الشاب الإنجليزي الذي يرافقهم في الرحلة، عندما أبحر أبطال الرواية في سفينة "الباتروس"، وحصل عطل طارئ أدى إلى لجوء السفينة الى أقرب أرض برية، وتغوص المؤلفة وراء التفاصيل الدقيقة للجزيرة النائية، ويستمر ذلك علي مدار الرواية، يتخللها الحدث الرئيسي في تسلل خفي يشبه النار المختبئة تحت رماد الوصف الظاهر، وإذ تبتدئ الرواية بقولها "لم تمتلك الجزيرة سحرا خاصا بها، كأنها ليست تلك الصخرة الحمراء التي تراكم خيوط الشمس منذ الشروق.. من الشرق تنحدر بشدة نحو الميناء، ومن الغرب تهبط ببطء لتشكل وادياً قاحلاً مليئاً بالحصى.. من بعيد تبدو شامخة كبرج منارة طبيعية تحرس السفوح المغطاة بالشجيرات الصغيرة والأشواك"، لكن روسا يغاس الي جانب هذه البدايات تورد عبارات لجوزيف كونراد، تكاد تكون مستوحاة من اللحم الحي للرواية تقول: "أيمكن لرسل الحب الأول أن تهدأ وتستقصي، وتتحول إلي شك بارد في المستقبل من خلال اقتباسات بائسة، وأنا أضع قدمي على شاطئ البحر، وفيما ما أنا موشك على معانقة حلمي أزرق العينين، ما الذي يمكن لتحذير حسن النية من إفساد حياة الانسان، ما الذي يمكن أن يعنيه لعواطفي الشابة؟"تغوص المؤلفة في وصف التفاصيل النفسية للأبطال، وتتعمق أكثر في شخصية "أندريا" و"مارتن" إنها العلاقة الشائكة والأكثر غموضا في الرواية، تصف الكاتبة علاقة "أندريا بالبحر قائلة" كانت قد ولدت بالقرب من البحر، من بلد بجانب البحر، من يعتمد في سيره على خط الأفق الأزرق، يشعر بالضياع متى غار بعيدا في اليابسة". فيما تتحدث عن "مارتن" بقولها "لم يكن مارتن يحب البحر، ومع ذلك هو يبحر معهم منذ أكثر من أسبوع وبصعوبة يتمكن من إخفاء ضيقه".تقسم الكاتبة روايتها الى فصول مرقمة لكنها لا تضع عناوين فرعية صغيرة وبذلك تمنح للسرد إمكانية الاستمرار في إعطاء الصوت الرئيسي للراوي الخارجي، وبذلك تبتعد عن إعطاء أبطالها فرصة للكلام عن ذواتهم وإغراق النص في الذاتية، بل تكتفي روسا يغاس في عرض هواجسهم الداخلية بكل ما فيها من مناطق مظلمة في النفس. "أندريا "تختلط عندها مشاعر الغيرة والحب والرغبة، ويختتم النص بلا أي إيضاح كاف لعلاقتها مع "ليوناردوس"، في حين يعيش "مارتن "حالة من الاضطراب من جراء شكوكه "باندريا" ولا تتوانى الكاتبة عن التلميح لانجذاب خفي بين "مارتن" و"تشيكي". • علاقات متداخلة عبر الوصف الخارجي للمكان، تسرد الكاتبة أيضا كينونة العلاقات لركاب السفينة الخمسة "ليوناردوس"، "مارتين"، "أندريا"، "توم"، و"تشيكي". "ليوناردوس "مالك السفينة، رجل دائم السفر، يتنقل من مدينة إلى أخرى، ومن فندق الى آخر والى جانبه دوما امرأة يغيرها كل سفرة، ويصطحب معه في هذه المرة "تشيكي"، وهي فتاة شابة ليس لها دور علي مدار أحداث الرواية الا أنها الكائن الذي يدفع سحب الغيرة بقوة غير عادية إلى قلب "أندريا "بطلة الرواية، أندريا تجاوزت الأربعين بسنوات، وبدأت شمس الشباب بالأفول عنها، لذا تسبب لها رؤية تشيكي إحساسا مضخما بالمرارة، خاصة أن "مارتين" الحبيب الذي هجرت حياتها وأطفالها من أجله يصغرها بعشر سنوات، وتؤكد الكاتبة على هذه الغيرة برصد نفسي دقيق لحالة "أندريا". تقول: "كانت أندريا تتأملها مطاوعة وهي تبتسم، وربما كانت نظرتها موجهة لليوناردوس أكثر منها لـ "تشيكي" في نظرتها جفاء وغموض أدركه "مارتين" سريعاً. تقول أيضا "لم تكن تجرؤ أبداً على ارتداء حذاء جلدي أسود في الصيف بدون جوارب، ولا حتى حمل حقيبة زاهية معلقة من الكتف، ومتجاوزة ركبتها كانت تفعل ذلك مدفوعة بغيرة سببها تنافس مع "تشيكي"، والذي بدأته منذ ما يزيد على أسبوع، رغم أنها فتاة تصغرها بما يزيد على عشرين عاما". كما يوجد على السفينة أيضاً "توم" الشاب الدانيماركي الذي تعاقد معه "ليوناردوس" للعمل لإحدي الصفقات العملية. اما مارتين فيرتبط مع "ليوناردوس" في علاقة عمل إذ تم التعارف بينهما في منزل "أندريا" قبل سنوات، لذا فقد تعاقد "ليوناردوس" مع "مارتين" لتنفيذ عدة أفلام ومسلسلات. • عبثية الحقيقة تتصاعد في الشطر الثاني من الرواية ذروة الصراع النفسي عند "مارتن" في موقفه من "أندريا"، يشكل هربها من أسبانيا وقدومها للحياة معه في نيويورك هاجسا يظل يبحث له عن تفسير ليظل غامضاً لا يصل الى تفاصيله ومنتهاه، إذ لا تقدم له "أندريا" إجابات مقنعة وتفسيرا واقعياً لرحيلها عن أسرتها. يتساءل "مارتن" وسط هواجسه "من يعرف الحقيقة؟ ربما يكون العالم بأجمعه، ربما لست سوى مهرج يصفق له كيلا يدرك وسط عبثيته ما الذي يجري ليواصل القيام بالدور الذي فصل له دون أن يعرف، لا نعرف أبداً ما الذي نشكله نحن بالنسبة للآخرين، وما الثوب الذي نخيطه لأنفسنا بين الجميع حتى نعزز الصورة التي نسير عليها ونعيش فيها من دون أن نفهم ما حقيقة شخصيتنا".لكن هواجس "مارتن" يضاعفها أيضا علاقة "أندريا" مع "ليوناردوس" الذي يستمر حضوره في حياتها بشكل قوي بعد أن هجرت بيتها وزوجها، لكنها تستمر في التواصل معه، وكان هذا التواصل من الأسباب الرئيسية لتصاعد حدة التوتر في العلاقة بين "مارتن" و"أندريا" تقول الكاتبة: "هل ستشعر أندريا بالحنين لما ضاع منها للأصدقاء للذكريات، ومن بعد ستموت ويبتلعها البحر، ستغدو طعاما للأسماك، من تلك المرأة الكاذبة، والعاشقة، إنها هي بعمقها الغامض".يشكل الحدث الأخير في النص لحظة سقوط أندريا في البحر، حدثاً محورياً يتراوح ما بين محاولة الانتحار في لحظة يأس بعد مشاجرتها مع "مارتن"، لحظة وعي تلقي ظلالها على الأشياء والأشخاص، حيث يتكون فعل اليقظة عند الأبطال، حين يعي "مارتن" أنه لا يمكنه الحياة من دون "أندريا" ملقياً بظلال شكوكه بعيداً. تقول في الجمل الأخيرة من الرواية "وبهذه الطريقة فقط يمكنهما الاستمرار معاً موحدين حتى النهاية، لتضيع أصواتهما وسط هدير ألم الحقيقة".وإن كانت "أزرق" رواية عن العشق الغامض؛ فإنها في نسيجها الروائي تبني هيكلها على التساؤلات الداخلية، وعلى المزاوجة بين الإنسان والطبيعة، بين البحر والحلم، بين القلق والحب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزرقحب يتألق ثم تنطفئ جذوته أزرقحب يتألق ثم تنطفئ جذوته



GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 17:47 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مولودية وجدة يفسخ عقد مدافعه عادل حامي بالتراضي

GMT 06:20 2017 السبت ,05 آب / أغسطس

تسلا تعلن تسليم سيارة "موديل 3" لعملائها

GMT 02:08 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

لاجونا فوكيت بيتش وجهة مثالية لقضاء عطلة ممتعة

GMT 05:49 2017 الإثنين ,15 أيار / مايو

عمر لطفي يحتفل بعيد ميلاد زوجته في " رشيد شو "

GMT 21:49 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الرحيلي يؤكد أن الدحيل أقوى فريق في قطر

GMT 22:27 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

اختطاف فتاة واغتصابها من طرف ثلاثة شبان

GMT 09:36 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الصحافيون السودانيون يدفعون ثمناً باهظاً لكشف الحقيقة

GMT 18:25 2022 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أسعار النفط تسجل 79.98دولار لبرنت و75.50 دولار للخام الأميركي

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib