العمر والصداقة والعزاء في رواية العجوزان
آخر تحديث GMT 02:16:59
المغرب اليوم -
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

العمر والصداقة والعزاء في رواية "العجوزان"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العمر والصداقة والعزاء في رواية

رواية "العجوزان"
القاهرة - المغرب اليوم

يقدم الكاتب المصري جار النبي الحلو في روايته الأخيرة (العجوزان) عملا مميزا رائعا عن العمر الآفل وعن الصداقة والعزاء وعما يشبه العودة إلى الشباب من خلال انتفاضة 25 يناير كانون الثاني 2011.

إنها رواية جذابة مؤثرة ومحزنة عن صداقة عجوزين ينسيان الموت القادم وذلك من خلال صداقتهما. وإذا كان توفيق الحكيم قد تحدث في روايته (عودة الروح) عن حالة من البعث دبت في نفوس أفراد الشعب المصري بثورة سعد زغلول فقد جعل جار النبي الحلو هذين العجوزين ينسيان العمر والعجز والموت القريب وذلك من خلال انتفاضة 25 يناير كانون الثاني واندفاع الملايين للشوارع ما أدى إلى تخلي حسني مبارك عن السلطة.

جاءت الرواية في 104 صفحات متوسطة القطع وصدرت عن (دار الهلال) في القاهرة ضمن سلسلة (روايات الهلال) الشهرية.

أما الكاتب جار النبي الحلو فقد ولد عام 1947 في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وله أكثر من عشر مجموعات قصصية للكبار والصغار. كتب عن مدينته رباعية روائية بأسماء (حلم على نهر) و(حجرة فوق سطح) و(قمر الشتاء) و(عطر قديم) وحظي بتكريمات ونال جوائز في مصر والعالم العربي.

وحمل غلاف الرواية كلاما عميقا ومنصفا عنها وعن كاتبها جاء فيه "رواية قفزة وكاتب نافذ كرأس سهم. لا يكتفي جار النبي الحلو بما يقع له من الوقائع المكنوزة بالدلالات والرؤى ولا يقنع بما روضه من حبل السرد وتفانينه المدهشة ولا حتى بخياره الأصيل في أن تكون القراءة ممتعة وشائقة ومتبصرة. لا يقنع بهذا كله فلقد جعلته الكتابة يغوص عميقا في عالمه الخاص ويستمع طويلا إلى أناس متباينين في هذا العالم. فأصبح يصوغ شخصياته من الدم واللحم لا من الورق والحبر.

"جعلته الكتابة ساحرا يستنهض مدنا من النسيان وها هو يقفز بروايته (العجوزان) إلى أفق آخر من السحر والعذوبة إذ يقدم في روايته تبصرا نفسيا مدهشا لأخلاط من البشر عبر ديالوج سردي من نوع جديد بين عجوزين."
رجلان عجوزان تعارفا في فترة الشباب وكانا صديقين. افترقا وتشتتت عائلتاهما بالموت والبعد الجغرافي قبل أن يلتقيا من جديد في أرذل العمر حيث للمرض والعجز سيطرة على الإثنين لكن روحيهما بقيتا على قدر من الشباب ودبت الألفة والسعادة فيهما باللقاء والسكن في شقتين متقابلتين. إنهما فايز ورفيق.. اثنان على المعاش. الأول وحيد بعد وفاة زوجة سابقة وطلاق الثانية والآخر وحيد بعد وفاة زوجته وتزوره ابنته بين فترة وأخرى لتطمئن عليه.
الأيام طويلة والعالم ممل إلى حد ما وليس للواحد منهما سوى الآخر.. يساعد أحدهما الآخر ويشتركان في الطعام وبعض احتفالات بأكلة معينة في نزهة معينة. فايز ينوي الزواج من جديد بياسمين وهي امرأة وحيدة إلا من ابن يساعدها في الكشك الذي تبيع فيه بعض ما يؤكل ويشرب. تساعد فايز وتشتري له حاجاته فأصبح يحتاج إليها كرفيق وأنيس ومدبرة لأموره. قربها جعل بعض الفرح والمرح يدبان فيه وهو الساخر والضاحك أبدا والقارئ النهم للكتب.
هو ورفيق يسترجعان أيام الماضي.. الجامعة والشوارع والمغامرات وأغاني الماضي وأفلامه السينمائية ومسرحياته. ويلتقيان أحيانا قليلة ببعض معارفهم.
وتحت عنوان (25 يناير – 11 فبراير) يتحدث رفيق عن الانتفاضة فيقول "صار ارتباطي أنا العجوز بشاشة التليفزيون والفضائيات ليلا ونهارا هو المشاركة الممكنة... مقدمة رأسي الأصلع باردة. آه يا يناير... وأحيانا أتقافز كشاب وأنا أغني مطلب الميدان (الشعب.. يريد.. إسقاط النظام)".
تسأله ابنته إن كان في خير فيقول لها "لا تخافي أصبحت شابا.. بعد شيبتي رأيت ثورة."
وينزل أحيانا مع فايز لمشاهدة ما يجري. يقول "مليون شاب في الميدان! ذات الميدان الذي وقفنا فيه ونحن طلبة.. ذات الميدان الذي مارسنا فيه حب البنات وتبادل المنشورات. ارتديت ملابسي كيفما اتفق. هرولت إلى الشارع.. بين الآلاف. رأيت عيونا أعرفها وأحلاما استيقظت فجأة. رأيت زوجتي وأجدادي وأعمامي وأحفادي وأبي وأمي.. وزملاء السياسة والشبان جميعا يجرون. لم أشعر بآلام ظهري أو ضربات قلبي أو أعراض ضغط الدم اللعين. أخذني في حضنه.. فايز كيف التقينا رغم الحشود! واحتضنني طويلا ثم سألني بغتة: هل تصدق؟!!."
بعد آلام ومرض وويلات يكتب فايز تحت عنوان (آخر مرة رأيت فيها رفيق) وقد أصبح الاثنان عاجزين عن زيارة أحدهما للآخر. أطل فايز من الشرفة على رفيقه بأسى ثم انسحب إلى داخل الشقة. وقف رفيق تماما في منتصف الشارع الضيق قبل كشك ياسمين وأخذ يطل على بلكونة فايز. تردد ثم مشى بعرج ملحوظ وتهدل في كتفه. وقف على ناصية الشارع لحظات ثم اختفى".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمر والصداقة والعزاء في رواية العجوزان العمر والصداقة والعزاء في رواية العجوزان



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib