كرز حامض تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية
آخر تحديث GMT 23:20:47
المغرب اليوم -

"كرز حامض" تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

كرز حامض
بيروت - المغرب اليوم

"كرز حامض" هي قصة امرأة ليست عادية، امرأة عاشت حياتها خلف خيط لا بداية له ولا نهاية، كانت في التاسعة عشرة من عمرها عندما اقتص العالم منها ثمن حب أخذها من يدها نحو الهلاك، العالم الذي جردها طفلها، فقط لأنها أنجبته من دون موافقتهم بطريقة غير شرعية، لم ترَ طفلها، لم تستطع أن تلمس كفه الصغيرة أو تشم رائحة يتمه الذي فرضه العالم عليه، حتى أنها لم تستطع منحه اسمًا، وكل ما تعرفه أنه كان مولوداً ذكراً لم يعرف والده، ووالده لم يعرف بقدومه، وزاد الطين بلة، اضطراره للرحيل بعد سنوات قضاها في السجن، ما عدا كونه من ديانة أخرى، لقد كان الحمل من دون زواج فضيحة لا بد أن تقوم العائلة بالتخلص منها وكتمانها، وليس المهم مشاعر الضحية، الضحية التي ظلّ هاجس البحث عن مولودها يرافقها عشرون عاما؛ فهل يُمكن للقدر أن يجمعها بالأب والإبن؟

وتدور أحداث الرواية في أجواء الحرب السورية، وتعكس تأثير الحرب على البلاد والعباد، وتناقش موضوع الانتماء إلى الوطن، والحب والصداقة والوفاء، والنظرة إلى الآخر، والعادات والتقاليد، والموت والحياة، والحرية في الاختيار، وتشخّص اللحظة الدقيقة التي عاشتها سورية، من خلال الوضع العاطفي والإنساني المشترك بين شخصيات الرواية، ذلك ما يُمكن استجلاؤه من صورة السرود المتعددة لشخصيات "أيلول"، "آدم"، "ميرا"، "فاطمة"، "ضحى"، "وائل"، "غيداء"، "سالم"، وشخصيات أخرى؛ ولكل شخصية نصيبها من الألم والعنف والقسوة والجنون ومشاعر الفقدان والتيه، وضياع الأهل والزوج والولد، الجميع يدخلون في دائرة إنسانية مشتركة، فتغدوا الرواية عنهم، بؤرة لتلاقي أحاسيس وانفعالات متباينة ومتناقضة أحياناً، وهو ما يفتح بلاغة التمثيل الروائي للألم على آفاق إنسانية متغايرة، تضاف إلى مثيلاتها في أعمال سردية أخرى في الرواية السورية المعاصرة.

- من أجواء الرواية نقرأ:

"هذه البلاد كرزٌ حامض" قالت، "لا تحبينه ولا تستسيغين مذاقه، لكنك تضطرين إلى تناوله أحياناً وقد ترغبين في ذلك بشدة في أوقات معينة لأن شيئاً ما خارج سيطرتك يحدث لجسدك؛ شيء يشبه الوحم، لكنك بعد تناوله مرات ومرات لا بد أن تتوقفي لأنه سيخرج من أنفك. هذه البلاد سلة من الكرز الحامض، تأكلينها ثم تنتهين منها. البعض يلتهمون السلة بأكملها ولا يتركون حبة واحدة للجائعين، والبعض يتركون السلة بما فيها ويرحلون بحثاً عن فاكهة ألذ طعماً ثم يعودون بعد سنوات راضين بسلة فارغة، أما نحن فنأكل ونتقيأ لأننا محاصرون بقشها ولا نستطيع بيعها أو الخلاص من عُقَدِها التي عقدناها بأكفنا وتركنا أسمائنا قربها".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرز حامض تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية كرز حامض تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية



GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 03:32 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

افتتاح مهرجان الفجيرة للفنون وسط حضور كثيف

GMT 13:06 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

إطلالات أيقونية لملكة الأناقة رانيا العبد الله

GMT 11:17 2024 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

أفكار لتنسيق إطلالات رومانسية لموعد عيد الحب

GMT 22:35 2023 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

محمد صلاح يتضامن مع ضحايا زلزال المغرب

GMT 23:58 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

زكريا لبيض يؤكد إصرار كبير أنه لن يستسلم

GMT 07:49 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

ستيفين تشانج رئيس نادي انتر ميلان يكشف سر نجاحهم

GMT 09:30 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة المغربية إلهام واعزيز تتحدث عن اختفاء والدتها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib