متحف 11 ايلول/سبتمبر يفتتح بعد تأخير وجدل

بعد عامين من التأخير والجدل، يفتتح المتحف المخصص لهجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر ابوابه في الحادي والعشرين من ايار/مايو في نيويورك في موقع مركز التجارة العالمي.وكان مقررا ان يفتتح هذا المتحف في ايلول/سبتمبر 2012، لكن الاعمال تأخرت خصوصا بسبب الخلافات المالية بين المسؤولين عنه، وقد اجتاحت المياه موقع المتحف اثناء الاعصار ساندي الذي ضرب الولايات المتحدة في تشرين الاول/اكتوبر من العام 2012.وتبلغ مساحة هذا المتحف المقام في سبعة طوابق تحت الارض عشرة الاف و210 امتار مربعة، وهو يقع بين الموقعين المفتتحين احياء لذكرى ضحايا هذا الهجوم الذي اوقع الاف القتلى في خريف العام 2011. وسيحيي معرض يحمل اسم "ان ميموريام" ذكرى 2983 رجلا وامرأة وطفلا قضوا في 11 ايلول/سبتمبر، وفي هجوم آخر وقع في 26 شباط/فبراير من العام 1993 اسفر عن بضعة قتلى.ويروي معرض آخر يحمل اسم "هيستوركيا" ما جرى في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر في المواقع الثلاثة التي استهدفتها الاعتداءات، نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، مع محاولة تبيان الاسباب التي ادت لهذا الهجوم، والتغيرات التي فرضها ذاك الحدث الكبير على العالم.وسيكون بامكان الزوار ان يتعرفوا على الاف المقتنيات الشخصية العائدة للضحايا، ووثائق سمعية وبصرية، وتذكارات وشهادات لمئات الناجين، وقطعة من السلم الذي سلكه مئات الناجون، وعمودين فولاذيين لم ينهارا مع انهيار البرجين، كتب عمال الانقاذ على احدهما عبارات تخلد ذكرياتهم ومشاعرهم. وستكون ابواب المتحف مفتوحة على مدار الساعة بين الخامس عشر والعشرين من ايار/مايو، امام الناجين واهل الضحايا والمقيمين في الجوار ورجال الانقاذ.وحدد ثمن تذكرة الدخول الى المتحف باربعة وعشرين دولارا، وقد اثار ذلك بعض الانتقادات، لكن مدير المتحف جو دانيالز اوضح ان هذا المبلغ يعود لتمويل المتحف وتشغيله، اذ انه لا يتلقى اي مساهمة حكومية.وسيكون الدخول اليه مجانيا لعائلات الضحايا.وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو "هذا المتحف لنا جميعا، لمن شهدوا منا هذه الاحداث، بالعين المجردة او عبر شاشات التلفزيون، لمن عجزوا عن استيعاب ما جرى، انه ايضا لاجيالنا القادمة، التي سيكون تاريخ الحادي عشر من ايلول/سبتمر جزءا من تاريخها، وعليها ان تدرك ان هذه الاحداث وقعت فعلا وكانت رهيبة، وينبغي الا تتكرر". في يوم الحادي عشر من ايلول/سبتمبر وحده، تم التعرف على 59 % من الضحايا، ولم تتمكن السلطات من العثور على اي عنصر يساعد على التعرف على الباقين. وعثر على اشلاء بشرية وصل عددها الى 21 الفا و906، اما بقايا 8159 شخصا فلم يعثر على اي اثر لها. وتسعى بلدية نيويورك لانجاز "خطة" لنقل بقايا ثمانية الاف شخص الى المتحف بعيدا عن الاضواء، لتوضع وراء حائط نقشت عليه عبارة للشاعر الروماني فرجيلوس عن الذاكرة.لكن هذا التوجه لم يرق لبعض عائلات الضحايا، اذ اعتبروا ان الرفات البشري لا مكان له في المتاحف.ويضم مبنى مركز التجارة العالمي، قيد الانشاء، اضافة الى المتحف، خمس ناطحات سحاب ومحطة ومتاجر تمتد على 550 الف متر مربع، ومركزا فنيا.ويتوقع ان ينتهي بناء برج المركز في مطلع العام 2015، وهو يرتفع بطول 541 مترا.