أول مدرسة لتعلم فنون القتال للنساء في الأردن
آخر تحديث GMT 19:39:50
المغرب اليوم -

أول مدرسة لتعلم فنون القتال للنساء في الأردن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أول مدرسة لتعلم فنون القتال للنساء في الأردن

اول مدرسة لرياضة تمزج التايكواندو بالملاكمة مخصصة للنساء في الاردن
عمان ـ أ.ف.ب

وقفت نحو عشرين فتاة ينصتن بعناية الى تعليمات لينا خليفة وهي تدربهن على فنون القتال والدفاع عن النفس، في اول مدرسة لرياضة تمزج التايكواندو بالملاكمة مخصصة للنساء في الاردن، وتجذب الشابات الراغبات بحماية أنفسهن والهروب من الضغوط الاجتماعية.

في الطابق الرابع من مبنى في شمال غرب عمان، وفي قاعة كبيرة مجهزة باحدث المعدات، تعلو وجوه الشابات ابتسامة عريضة، قبل ان يبدأن بالصراخ وهن يوجهن اللكمات القوية يمينا وشمالا. 

وتبلغ خليفة من العمر 31 عاما، وقد قررت تأسيس هذا المركز قبل ثلاث سنوات بعد ان شكت لها احدى صديقاتها بأن والدها وشقيقها يضربانها باستمرار في منزل العائلة. 

وتقول الشابة النحيفة ذات الشعر الاسود المجعد القصير والحاصلة على عشرين ميدالية ذهبية مع منتخب الاردن بالتايكواندو، لوكالة فرانس برس "هدفي هو تقوية المرأة وجعلها واثقة وقادرة على الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لاي تحرش او مضايقة". 

وتتابع مدافعة عن مواظبتها على مثل هذه التمارين القوية في بلد محافظ "انا اعتبره تعليما كالدراسة المدرسية او الجامعية وليس عنفا وهو يستعمل عند الضرورة وفي الوقت والمكان المناسبين".

واشارت الى ان ما يحفزها أكثر هو ان القوانين ليست مع حماية المرأة او انصافها عند تعرضها للتحرش او الاعتداء او الاغتصاب في الدول العربية، بل هناك مادة في القانون تسقط العقوبة عن الرجل في حال زواجه من الفتاة التي اغتصبها مثلا.

ومنذ افتتاح مركز "شي فايتر" (المقاتلة) قبل نحو ثلاث سنوات، وهو الوحيد من نوعه في الاردن، دربت خليفة اكثر من ألفي امرأة وشابة وطفلة تراوحت اعمارهن بين اربع سنوات و75 عاما، بالاضافة الى نحو 12 الف امرأة اخرى بالتعاون مع المنظمات الدولية غير الحكومية كتدريب اللاجئات السوريات وعاملات المنازل القادمات من بنغلادش وسريلانكا وغيرها من الدول.

وحازت خليفة على تكريم من الامم المتحدة على عملها. كما استقبلها الرئيس الاميركي باراك اوباما في ايار/مايو الى جانب عدد من "قادة التغيير الاجتماعي" كما سماهم في البيت الابيض. وتلقت خليفة دعوات لالقاء المحاضرات في العديد من الدول الاوروبية ومقر البرلمان الاوروبي في بروكسل.

 

- ثقة بالنفس و"راس مرفوع" -

وتشرح خليفة باسهاب الاسباب التي تدفعها لمواصلة عملها.

وتقول "التحرش ظاهرة عالمية، صحيح نسبته ليست كبيرة في بلدنا (...)، لكنها تبقى موجودة خصوصا في وسائل النقل كالباصات حيث يزداد الازدحام وبعض مناطق عمان". 

 وتؤكد ان "بعض المتدربات تعرضن الى حالات سيئة جدا من العنف او التحرش الذي وصل حد الاغتصاب". 

ويقدم المركز اربعة مستويات مختلفة تمتد من شهرين الى ثلاثة اشهر بواقع ثلاث ساعات اسبوعيا وهو يمزج اكثر من رياضة من التايكواندو والملاكمة واساليب للدفاع عن النفس.

وتقول المتدربة فرح مراد، وهي طالبة ثانوية (18 عاما)، انها انضمت الى المركز قبل شهرين بعد ان تعرضت للتحرش عندما كانت في طريقها للقيام بمشتريات بطلب من والدتها.

وتضيف هذه الشابة الشقراء ذات العينين الزرقاوين "كنا في وضح النهار وكنت امشي في طريقي الى الدكان عندما أمسك شاب كتفي من الخلف فجأة، فدفعته لا اراديا ولم اعرف حينها كيف اتصرف وماذا افعل فهربت مسرعة عائدة الى المنزل".

واوضحت "بعد انضمامي الى المركز وتلقي دروس في فنون القتال والدفاع عن النفس، لم اعد خائفة وصرت امشي في الشارع سواء في الليل او النهار ورأسي مرفوع لانه صار بامكاني الدفاع عن نفسي في حال تعرضت لموقف مشابه". 

وتقوم الرياضة على التخلص من قبضة احدهم بسرعة فائقة، وتوجيه ضربة للمهاجم مع ما يقتضيه ذلك من خفة وليونة وقوة تركيز وسرعة بديهة. 

وتقول لجين درويش (16 عاما) انها تعرضت للتحرش من شاب قبل ان تقوم باللحاق به في الشارع ومسكه وضربه وتحذيره من تكرار فعلته. 

وتقول "ما آلمني أكثر انه كان هناك عدد من الرجال شاهدوا ما حصل، ولم يكلف احد منهم نفسه ان يفعل شيئا او ان يحرك ساكنا". 

واضافت "لهذا يجب ان تكون المرأة قوية كي تتمكن من الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لموقف مشابه وخصوصا عندما تكون وحدها في الشارع". 

في مجتمع محافظ، تشعر الفتيات ان هذه الرياضة مساحة للحرية والثقة بالنفس.

وتؤكد بيسان حمدي (16 عاما) التي تتدرب في المركز منذ ستة اشهر ان التدريب زاد ثقتها بنفسها وطور قدرتها القتالية، وتقول "في السابق كنت اخاف ان اخرج الى الشارع وحدي اما اليوم فقد تغير كل شيء".

واضافت "هذا المكان جعل شخصيتي اقوى وزاد ثقتي بنفسي وصار بامكاني ان ادافع عن نفسي".

في المقابل، تؤكد ربا مساعدة (17 عاما) التي تحلم بأن تصبح طبيبة اسنان، انها تأتي الى المركز فقط من اجل تعلم فنون التايكواندو. 

وتقول "منذ صغري وانا اتدرب على التايكواندو. انا احب هذه الرياضة فهي تجعلني قوية جسديا فضلا عن انها تريح اعصابي لانها تجعلني قادرة عن افراغ ما في داخلي من طاقة زائدة".

وتضيف بابتسامة "ولكن بالطبع اذا اراد احد ان يعاكسني في الشارع ولو بكلمة جارحة، فعليه ان يتوقع ردا مؤلما". 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول مدرسة لتعلم فنون القتال للنساء في الأردن أول مدرسة لتعلم فنون القتال للنساء في الأردن



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:28 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ملامح ميزانية السودان 2020 تتضمن فرص عمل "هائلة"

GMT 03:28 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

معلومات جديدة عن حياة ديما بياعة في عيد ميلادها الـ43

GMT 21:03 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شنطة الفرو أكّدت عليها شانيل وفندي إطلالة خريف 2019

GMT 04:59 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مواصفات أسطول مطار خليج نيوم الأمني

GMT 02:04 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

شبيهة هيفاء وهبي تثير ضجة على مواقع التواصل

GMT 06:37 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

كيف تعالج مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال؟

GMT 03:42 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

تشوبرا تبدو رومانسية خلال استقبال مومباي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib