يذكرنا الجميع بأهمية الترطيب. من أفراد عائلاتنا إلى الأطباء، وشرب كمية كافية من الماء على مدار اليوم من أجل صحة جيدة. ولكن عندما نتناول الأدوية، تتلاشى هذه الحقيقة الأساسية من أذهاننا. نُركز كثيراً على الأدوية، لدرجة أننا ننسى ما إذا كنا نتناول الكمية المناسبة من الماء معها أم لا. على الرغم من أن الترطيب أثناء تناول الدواء يلعب دوراً رئيسياً في مدى امتصاص الجسم للأدوية.
ويقول الدكتور توشار تايال، المدير المساعد للطب الباطني في مستشفى سي كي بيرلا، جورجاون، إن للترطيب فوائد مُتعددة، مثل تحسين الهضم، وضبط ضغط الدم، وزيادة الوظائف الإدراكية، وتعزيز الطاقة، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وغيرها الكثير. كما أن الترطيب يلعب أيضاً دوراً مهماً عند تناول أدويتك.
ويتابع الدكتور تايال: «يلعب الترطيب دوراً مهماً في كيفية امتصاص الجسم للأدوية ومعالجتها. يساعد الماء الأقراص والكبسولات على الذوبان بشكل صحيح في المعدة، مما يسمح للدواء بالوصول إلى مجرى الدم بشكل أسرع. كما أنه يمنع تهيج المريء وبطانة المعدة. قد تكون بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية أو مسكنات الألم، قاسية على المعدة، لذا فإن تناول كمية كافية من الماء يُخفف من الاحتقان ويساعد في تقليل الآثار الجانبية».
الكمية المناسبة من الماء مع الأدوية
السؤال التالي الذي يتبادر إلى أذهاننا هو: ما كمية الماء الكافية؟ يجيب الدكتور تايال: «قاعدة عامة: تناول الأدوية دائماً مع كوب كامل من الماء، نحو 200 إلى 250 مل. هذا يضمن عدم تعلق الدواء في الحلق ويساعد على انتقاله بسلاسة إلى المعدة. إذا كان ملصق الدواء يقول (تناول مع كمية كبيرة من الماء)، فهذا مهم بشكل خاص، على سبيل المثال، مع المضادات الحيوية ومسكنات الألم».
وإليك بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على كمية الماء التي يجب أن نتناولها مع أدويتنا:
الماء من مصادر أخرى
تحتوي أنواع مختلفة من الفواكه والخضراوات، مثل البطيخ والفراولة والخس، على نسبة عالية من الماء.
الحالات الصحية والأدوية الموجودة مسبقاً
قد يحتاج مرضى السكري أو أمراض الكلى إلى ترطيب أكثر.
مستوى النشاط
يحتاج الأشخاص الأكثر نشاطاً بدنياً إلى ترطيب أكثر.
درجة الحرارة
قد يؤثر الطقس أيضاً على كمية السوائل التي يتناولها الشخص.
العمر
يُقال إن كبار السن أكثر عرضة للجفاف.
وينصح معظم الأطباء بشرب كوب كامل على الأقل (200 مل) لكل جرعة، ما لم ينصحك طبيبك بتقييد السوائل (على سبيل المثال، في حالة فشل الكلى أو القلب). بعض الأدوية، مثل الأقراص الفوارة، تذوب في الماء بالفعل، لذا لا حاجة إلى سوائل إضافية في تلك المجموعة من الأدوية، كما يقول الدكتور تايال.
نصائح للترطيب أثناء تناول الدواء
يُنصح دائماً بقراءة ملصق الدواء بعناية للتحقق من أي معلومات مرفقة به. يمكنك أيضاً استشارة مقدم الرعاية الصحية إذا كان لديك أي شك بشأن الكمية المناسبة من الماء للشرب عند تناول دواء معين. في هذا الصدد، دعونا نلقي نظرة على بعض المحظورات المتعلقة بالترطيب، التي أشار إليها الدكتور تايال، عند تناول الحبوب:
- تجنب الحليب. فقد يتداخل مع امتصاص بعض المضادات الحيوية (مثل التتراسيكلين).
- تجنب القهوة والشاي ومشروبات الطاقة لاحتوائها على الكافيين، الذي قد يؤثر على آلية عمل بعض الأدوية.
- تجنب عصائر الفاكهة لأنها قد تؤثر على آلية استقلاب بعض الأدوية في الكبد.
السوائل المُوصى بتناولها مع الأدوية
يُعتقد أن الماء هو الخيار الأمثل عند تناول الدواء. ولكن إذا كنت تبحث عن خيار آخر، فاختر المشروبات الخالية من الكافيين أو الطبيعية. يُوصي الدكتور تايال بالمشروبات التالية، بالإضافة إلى الماء، التي يُمكن تناولها أثناء تناول الأدوية: ماء جوز الهند - اللبن الرائب - ماء الليمون - الشوربات.
مخاطر تناول الأدوية من دون ماء
يُقال إن الأقراص أو الكبسولات التي تبقى في المريء تُطلق مواد كيميائية تُهيّج بطانة المريء. قد يُسبب هذا قرحة، ونزيفاً، وثقباً، وتضييقاً في المريء. لذا، فإن بلع الأقراص جافاً ليس ممارسة آمنة.
ويقول الدكتور تايال قائلاً: «قد يُسبب تناول الأقراص جافةً التصاقها في المريء، مما يُؤدي إلى تهيج أو قرحة أو اختناق إذا كان حجم الحبة كبيراً. كما قد يُقلل ذلك من امتصاص الدواء، مما يُقلل من فعاليته. وهناك احتمالية لتهيج المعدة أيضاً، خصوصاً مع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو أقراص الحديد».
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الكافيين قد يساعد بعض أنواع البكتيريا على مقاومة المضادات الحيوية
دراسة تكشف تأثير المضادات الحيوية على القدرات المعرفية والدوافع النفسية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر