المدينة الضائعة لحظات انفجار بيروت في مجسم فني
آخر تحديث GMT 02:20:29
المغرب اليوم -

"المدينة الضائعة" لحظات انفجار بيروت في مجسم فني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"المدينة الضائعة" لحظات انفجار بيروت في مجسم فني
بيروت-المغرب اليوم

قلة من اللبنانيين تملك فكرة واضحة ووافية عن فن صناعة المجسمات المعروفة بـ«دايوراما». حتى أن محترفي هذا الفن في لبنان الذي يستخدم عادة لتوثيق مشاهد تاريخية وعسكرية لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. فهذا الفن الرائج في الخارج ولديه أربابه، عادة ما يستعان به في أعمال مسرحية وأخرى ثلاثية الأبعاد. كما يشتهر عرضه في المتاحف ضمن نماذج منمنمة تنقل تفاصيل قطعة أو قلعة أو معلم أثري.في لبنان اختار كل من وسام زغلول وعماد أبو أنطون الرائدين في هذا الفن تقديم تحية لبيروت توثق لحظة انفجار المرفأ في 4 أغسطس (آب) الفائت. أما فنسانت عواد فكانت مهمته تصوير المجسم في فيلم قصير متابعا مجريات تنفيذه لحظة بلحظة. ويقول هذا الأخير : إن «أهمية هذا المجسم تكمن في نقله لحظة الانفجار بكل تفاصيلها متخذا من إهراءات المرفأ محوره الأساسي». ويتابع: «كي لا ننسى هذه الكارثة وتبقى محفورة في ذاكرتنا مهما مر عليها من وقت، قررنا إقامة هذا المجسم الذي هو بمثابة نصب تذكاري. نتوقع أن يعرض أمام مستشفى مار جاورجيوس في الأشرفية أو أحد مراكز الدفاع المدني. فالمكانان لهما رمزيتهما في انفجار بيروت، الأول كونه أصيب بدمار كبير والثاني قدم شهداء من عناصره».

ويرى فنسانت عواد أن المجسم صنع بطريقة احترافية كبيرة واستعين بمواد محلية وخارجية لتنفيذه، واستغرق نحو شهرين من العمل اليومي لإنهائه. ويتابع: «لقد أخذ منفذاه عينات من مسرح الكارثة للاستعانة بها في هذا العمل. وإذا ما نظرنا إلى المجسم الذي تتصدره إهراءات المرفأ المدمرة وفجوة استحدثها الانفجار أمامه وفي مياه البحر، نلمس مدى حقيقته. فهذه الديوراما صنعت ونفدت بقياسات منمنمة ومدروسة توحي لمشاهدها بأنها واقعية».ينقل المجسم دقة في التفاصيل تشمل الجدران الإسمنتية الضخمة للإهراءات وحبوب القمح التي لفظت أنفاسها لقوة الانفجار. وكذلك نلاحظ لون التراب الذي يغطي أرض الكارثة ومياه البحر العكرة وتفاصيل صغيرة أخرى، عمل وسام زغلول وعماد أبو أنطون على نقلها بحذافيرها لتوثق اللحظة المجنونة.

ويقول وسام زغلول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه بعيد الانفجار بدقائق قليلة توجه إلى مرفأ بيروت كونه يعمل كمسعف، وشهد عن قرب كل الدمار الذي خلفه وراءه. ويضيف: «الصعوبة في تنفيذ المجسم كانت نفسية أكثر مما هي عملية. فأن تنقل مشهدا كارثيا بكل تفاصيله وتعود لتعيش اللحظة تلك هو أمر يصيبك بألم كبير. صحيح أن دايوراما «المدينة الضائعة» هو عمل فني بامتياز، ولكنه من ناحية ثانية كان بمثابة علاج نفسي غير مباشر تلقيته وزميلي عماد أبو أنطون. فلقد أخرجنا كل كمية الحزن المدفونة في أعماقنا وقلبنا يبكي على بيروت».
ويشير زغلول إلى أن الدايوراما ينفذ على قاعدة تصغير المشهدية 200 مرة أكثر من واقعها. ويبلغ ارتفاع دايوراما «المدينة الضائعة» نحو 80 سنتيمترا بعرض متر ونصف، وعمق 80 سنتيمترا. ويعلق في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا يشهد هذا الفن رواجا كبيرا في لبنان، ولكن هناك أشخاصا محترفين يجيدونه وبينهم زميلي عماد أبو أنطون الذي يستعان به كحكم دولي في معارض خاصةً بفن الـ«دايوراما».

جرى استخدام عدة مواد لتنفيذ «المدينة الضائعة» وبينها أنابيب بلاستيكية ومعدات من الجص ومادة الـ«فوم» إضافة إلى أسلاك حديدية. ويعلق وسام زغلول في سياق حديثه: «بعض المواد التي استخدمناها موجودة في لبنان فيما أخرى هي مستوردة كمادة الـ«ريزين» والـ«ريزين أكليريك». وهي مواد كانت ضرورية لنا لتصوير البحر ومياهه العكرة فيبدوان حقيقيين. حتى نسيج وملمس المواد التي استخدمناها لتجسيد الإهراءات كانت خاصة ومميزة كي تبدو واقعية تشبه إلى حد كبير الأصلية منها. والأمر نفسه طبقناه على طبيعة ذرات التراب وحبيبات القمح والردميات والتي بإضفاء تقنية الـ«باينت أويل» (طلاء خاص) استطعنا تزويد المجسم بالنبض».

قد يهمك ايضا:

"فنانة العُلا" توثق القمة الخليجية على الرمال

مسرحية "الصربة والعلّام" تستحضر تراث الملحون وتنتظر غياب كورونا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدينة الضائعة لحظات انفجار بيروت في مجسم فني المدينة الضائعة لحظات انفجار بيروت في مجسم فني



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:02 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
المغرب اليوم - دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib