إبداعات فنية تحتفي بآداب الضيافة العربية

إبداعات فنية فريدة تعكس آداب الضيافة وأهميتها في الثقافة العربية، من خلال مجموعة من أكياس الشاي وفلاتر القهوة ومناديل المائدة، في معرض «فراغات فاصلة» للفنانة باتريشيا ميلز، التي اختارت العيش بمنطقة الشرق الأوسط لدراسة الفن الإسلامي، واكتشفت من خلاله أن الهندسة تشكل محور هذا الفن، الذي يتمثل بالبساطة.يسلّط المعرض، الذي يقام بمركز مرايا للفنون بالشارقة، ويستمر إلى 13 فبراير المقبل، الضوء على أحدث أعمال الفنانة باتريشيا ميلز، التي تستكشف مفهومي الفراغ والسكون، وقد استوحت اسم معرضها من مفهوم «ما» في الثقافة اليابانية، الذي يعني الفاصل الزمني، أو التوقف المؤقت، ما يمنح المشاهد مساحةً زمنيةً لتأمّل الأعمال الفنية بصمت.لذا، جرى تنسيق إبداعات ميلز في مجموعات منفصلة، تتيح استكشاف «الفراغ الفاصل» بين العناصر المكوّنة لها.

وتستعين الفنانة بمواد بسيطة، مثل أكياس الشاي وفلاتر القهوة ومناديل المائدة، لتقديم إبداعات فنية فريدة، تتناول موضوعات يومية عن آداب الضيافة، وتقديم العناية والرعاية والاهتمام، وأهمية هذه الممارسات في الثقافة العربية، بينما تبدو الأعشاش المصنوعة من الريش، وكأنها ملاجئ تحمي أصحابها من العالم الخارجي، وتستكشف في الوقت نفسه مفاهيم الأنوثة والحماية والعناية.

وتقول باتريشيا: لاحظت أن أبسط الأشكال الهندسية هو الدائرة، والسبب في اختياري لها رمزاً لمفهوم اللانهاية، يكمن في أنها بحد ذاتها شكل لا نهائي، فهي تربط جميع التفاصيل، وتغطي جميع الموضوعات، كما تتيح الدوائر تغيير الاتجاه بشكل متواصل بلا عوائق، ولا يزال التكرار حتى اليوم، هو مصدر إلهامي الأول، مثل تكرار الأنماط والقطب، فجميعها تؤدي إلى إنتاج أعمال فنية ملهمة.

وتضيف: كل شيء يبدأ كعلامة صغيرة، ويشكل مع التكرار تأثيراً فنياً أكبر، ولا ننسى المعنى الذي تضيفه الفراغات التي تفصل بين هذه العلامات، في البداية كنت رسامة، ثم تحولت إلى التصميم، وقد ساعدني هذا التحول على استخدام الخيوط بدلاً من الخطوط.وتؤكد الفنانة: على الرغم من أن عمل المرأة لا يزال حتى اليوم روتينياً ومملاً، فهي لا تزال في مختلف أنحاء العالم مقيدة بهذه الصورة النمطية، وعالقة في التكرار، وهنا، يأتي دور الفن.وتعكس أعمال الفنانة المكثفة، مفهوم التسلسل في التعبير والتكوين، من خلال عناصر التكرار والتأمل، والأبعاد الخطية المستقيمة.

ولعلّ جمال هذه الأعمال المعروضة، ينبع من حساسيتها وغناها بالتفاصيل والعناصر المعاصرة، وينقسم المعرض إلى قسمين رئيسين، أحدهما أسود والآخر أبيض، ليكشف عن أعمال الفنانة، من خلال عروض غامرة، باستخدام الضوء والظل، والمسارات الخطية والدائرية، كمبادئ توجيهية في الحياة الواقعية.

قد يهمك ايضاً

جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تفتح باب الترشح لموسمها السادس

أكاديمية المملكة المغربية تصدر كتاب "تجليات الغيرية في الثقافة العربية"