رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق
آخر تحديث GMT 06:57:30
المغرب اليوم -

رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق

الشاعر السوداني هاشم صديق
الخرطوم ـ المغرب اليوم

رحل عن عالمنا الشاعر السوداني هاشم صديق، الذي كان رمزًا للإبداع، إذا قفز من خلال كلماته وأسطره ليجسد أروع تجليات الثقافة السودانية، ويخترق قلوب الناس بأعماله التي حملت توقيع النضال والجمال.
فقد كان هاشم صديق، الملقب بـ "شاعر الملحمة"، أحد أبرز المبدعين الذين ربطوا بين الشعر والمسرح والغناء، فترك بصمات لا تُنسى في الذاكرة الثقافية السودانية.

ومن أوبريت "قصة ثورة" التي أصبحت جزءًا من التراث الوطني إلى أعماله المسرحية التي جسدت آلام الوطن وآماله، ظل هاشم صديق صوتًا جريئًا يتحدى القمع ويعلن أن الإبداع لا يموت مهما كانت التحديات.

كما كان الراحل أحد أبرز الشعراء الذين ارتبطوا بجمال الأدب وفن المسرح، وقدم العديد من الأعمال التي أثرت الثقافة السودانية وذاع صيتها في العالم العربي.

ومن أبرز أعماله "قصة ثورة" أو " الملحمة"، الأوبريت الأكثر شهرة في تاريخ السودان، الذي لحنه الفنان، الموسيقار محمد الأمين، وأصبح علامة فارقة في تاريخ الفن السوداني، ليشكل أول تجربة ناجحة في فن الغناء الموسيقي الكورالي في السودان.

كذلك ترك صديق بصمات واضحة أيضًا في مجالات الأدب والصحافة والنقد الأكاديمي، حيث أبدع في التأليف الدرامي وصار له دور كبير في إثراء الثقافة السودانية. من أشهر أعماله المسرحية مسرحية "أحلام الزمان" التي حازت جائزة الدولة لأفضل نص مسرحي عام 1973، وكذلك "نبتة حبيبتي" التي نالت جائزة النص الأدبي عام 1974. كما قدم العديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية التي كانت تحاكي هموم المجتمع السوداني وتطرح قضاياه.

وقد كان لشعر هاشم تأثير كبير على الفنانين السودانيين، حيث غنى له كبار الفنانين مثل محمد الأمين ومصطفى سيد أحمد وأبو عركي البخيت وسيد خليفة، تغنى للحبيبة والوطن معًا، فكانت أغنياته تمزج بين عشق الأرض وتطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة، مما جعل صوته يشدو بآمال الأمة وأحاسيسه تجاه الحبيبة في تناغم لا يُنسى.

ورغم معاناته في آخر أيامه، حيث تم نقله إلى ضاحية الثورة بأم درمان بعربة "كارو" بعد تعذر إيجاد وسيلة نقل أخرى أثناء الحرب المحتدمة في السودان، ظل هاشم رمزًا للإبداع والمقاومة. هذا التناقض بين مكانته الفنية الكبيرة والظروف القاسية التي عاشها في آخر أيامه يبرز مدى تحدي الإبداع للفقر والموت والدمار.
نبذة عن حياته
يشار إلى أن الراحل وُلد في عام 1957 في حي شرق أم درمان، وبدأ دراسته في أم درمان ثم انتقل إلى المعهد العالي للموسيقى والمسرح، حيث حصل على درجة البكالوريوس في النقد المسرحي بتقدير ممتاز عام 1974.

لاحقًا، سافر إلى المملكة المتحدة لدراسة التمثيل والإخراج في مدرسة التمثيل "إيست 15"، ليعود محملاً بالمعرفة والتجربة التي أضافت الكثير إلى مسيرته الفنية.

وعمل هاشم أستاذًا في المعهد العالي للموسيقى والمسرح حتى عام 1995، وأسس مكتبة المسرح السوداني التي ضمت أرشيفًا غنيًا من الأعمال الأدبية والفنية التي تُعد مرجعية للأجيال القادمة.

ورغم النجاح الأكاديمي والفني الذي حققه، تعرض هاشم للرقابة والضغوط من الأنظمة الحاكمة بسبب أعماله الجريئة. فبعد أن توقف مسلسله "الحراز والمطر" عام 1979، تعرض "الحاجز" للقطع في عام 1984، وتم إيقاف برنامجه "دراما 90" في عام 1993.

وفي ظل هذه التحديات، ظل هاشم صديق رمزًا للمقاومة الفنية، ثابتًا في إبداعه. فقد ظل يؤمن أن الإبداع لا يمكن قمعه مهما كانت الظروف، وأن الفنان يجب أن يظل صامدًا في وجه القمع والإقصاء.

يذكر أن هاشم صديق رحل السبت، لكن أعماله ستظل حية في ذاكرة الأجيال القادمة، ويستمر تأثيره الفني والإبداعي في تحفيز الأجيال الجديدة من المبدعين، وفق لكل محبيه الذي نعوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

قد يهمك أيضا:

مرض غامض ينتشر في بلدة شرق السودان يؤدي لوفاة العشرات

الكوليرا تحصد الأرواح في الجزيرة السودانية رغم الحديث عن تراجع الإصابات

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق



نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 15:46 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 23:36 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علاج فورما للبشرة هو بديل ممتاز لعمليات شد الوجه

GMT 15:22 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة في حادثة سير

GMT 20:09 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

هبوط أسهم شركة "اتلانتيا" الإيطالية

GMT 06:37 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

اللبنانية بولا يعقوبيان تنتقل إلى تلفزيون الجديد

GMT 05:06 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

"لوس أنغلوس تايمز" تتعرض الانتقادات من رواد "تويتر"

GMT 17:14 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

أعرفك.. وشم على نبض القلب، ونفحة من روح السماء!

GMT 01:55 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خفض قيمة قصر بيل أير إلى 25 مليون إسترليني

GMT 17:13 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أتلتيكو مدريد يكشف سر الانتفاضة أمام ليفانتي

GMT 16:17 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

معارك القرود تساعد على كشف "النقطة الحرجة" للحيوانات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib