جامع القرويين بمدينة فاس وثيقة تشهد على تاريخ المغرب
آخر تحديث GMT 10:20:20
المغرب اليوم -

"جامع القرويين" بمدينة فاس وثيقة تشهد على تاريخ المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

جامع القرويين
الرباط_ المغرب اليوم

يتحدث عبد الهادي المدن، باحث في تاريخ المغرب المعاصر، عن مميزات ثريا جامع القرويين بوصفها وثيقة تاريخية، ويقول في هذا الصدد: “تعد الثريا العملاقة لجامع القرويين من أجود التحف التي جادت بها يد الصانع المغربي. وبالإضافة إلى البعد الفني، تقدم الثريا معطيات تاريخية وحضارية غاية في الأهمية”.

ويضيف الباحث المغربي ضمن مقالة له توصلت بها هسبريس أن “قيمة ثريا جامع القرويين تتجاوز القيمة الإبداعية الفنية إلى القيمة الحضارية التاريخية، فهي وثيقة ناطقة مكتنزة للعديد من المعطيات وشاهدة على فترات من تاريخ فاس والمغرب”.

ويعتبر أن “رد فعل المغاربة الذين طالبوا باسترجاع الثريا بعد بقائها في أحد المتاحف الفرنسية في ظروف غامضة، نابع من معرفتهم الراسخة بقيمة الثريا التي ما هي إلى تعبير عن قيمة تاريخ المغرب وحضارته وإنتاجه المادي والفكري”.

المقالة كاملة:
تعد الثريا العملاقة لجامع القرويين من أجود التحف التي جادت بها يد الصانع المغربي. وبالإضافة إلى البعد الفني، تقدم الثريا معطيات تاريخية وحضارية غاية في الأهمية. وبالاعتماد على نص ابن أبي زرع، سأحاول استخراج بعض المعطيات المفيدة في الجوانب التي ذكرت. والبداية بمعطيات رقمية تقنية:

مادة الصنع: النحاس

كلفتها: 717 دينارا ودرهمين ونصف

عدد القناديل 509

وزنها: 19.5 قنطار و13 رطلا

كمية الزيت التي تضيء قناديلها: 1 قنطار و7 قلل (مفردها قلة أي الجرة)

وكما أسلفت الذكر، توفر الثريا معطيات تاريخية هامة، بدءا بأول من سهر على صنعها وهو الفقيه عبد الله بن موسى، المعلم الذي كان يشغل منصب الخطيب، وقد كانت له من الصلاحيات الدينية والدنيوية ما يكفي لاتخاذ قرار من هذا القبيل، يهم تجهيز معلمة بارزة كالقرويين بثريا ذات كلفة عالية سواء من حيث الصناعة أو من حيث تكاليف الصيانة والتزويد بالزيت كمادة مكلفة.

أما الجانب الآخر التي تعبر عنه ثريا النحاس، دائما من خلال نص ابن أبي زرع، فهو الجانب الديموغرافي البيئي، فقد توقف إشعال الثريا، أو إسراجها بالزيت، على حد تعبير “صاحب القرطاس”، خلال بضع السنوات، وذلك بسبب المجاعة والفتنة وتراجع الجبايات. وهذا ما يحيلنا على الثالوث المتعاقب على تاريخ المغرب وهو المجاعة التي يليها الوباء ثم الفتنة، أو تأزم الأوضاع بعد معاناة القبائل من الضرائب في ظل تراجع الموارد، وهي عوامل أثرت على تطور الدولة في تاريخ المغرب.

كما يوضح إقدام أحد القضاة، وهو الفقيه يوسف بن عمران، على تسريج الثريا لمدة شهر، بل وتسريجها بعد وفاته لمدة عام، جانبا من الرفاه الذي قد تكون عاشته فاس/المغرب، ذلك لأن عملية تسريج الثريا يتطلب تزايد الأعطيات والهبات المقدمة للمسجد، وهو دليل على تزايد الموارد نتيجة التجارة أو عوامل اقتصادية أخرى.

جانب هام أيضا يفيدنا به نص القرطاس متعلق بثريا القرويين، وهو الجانب الديني؛ فقد منع القاضي الحيوني إسراج الثريا، “وألا يقاد منها كأس واحد، متعذرا بأن المغاربة لا يعبدون النار وإنما يعبدون الله”، وهذا ما يحيلنا إلى مسألة دينية تبرز بين الفينة والأخرى، تتعلق بنظرة المغاربة إلى المقدس أو بعض الطقوس السابقة عن الإسلام، خاصة المتعلقة بالصلاح أو زيارة الأضرحة والمزارات أو مسألة البدعة في تاريخ المغرب.

وبعد هذا المنع، جاء الفقيه الخطيب محمد بن أيوب وأعاد عادة تسريج الثريا يوم السابع والعشرين من رمضان، بعد استشارة السلطان المريني في ذلك العهد يعقوب بن عبد الحق، تلك العادة استمرت إلى اليوم (أي إلى زمن ابن أبي زرع). ولا أدري هل هي مستمرة إلى يومنا هذا؛ أي عام 2021.

من هنا تظهر قيمة ثريا جامع القرويين، التي تتجاوز القيمة الإبداعية الفنية إلى القيمة الحضارية التاريخية، فهي وثيقة ناطقة مكتنزة للعديد من المعطيات وشاهدة على فترات من تاريخ فاس والمغرب. ولعل رد فعل المغاربة الذين طالبوا باسترجاع الثريا بعد بقائها في أحد المتاحف الفرنسية في ظروف غامضة، نابع من معرفتهم الراسخة بقيمة الثريا التي ما هي إلى تعبير عن قيمة تاريخ المغرب وحضارته وإنتاجه المادي والفكري.

قد يهمك ايضا :

مغاربة يطالبون بإقامة صلاة التراويح في المساجد في رمضان

 

سعد سرحان يحتفي بعيد الشعر 21 طلقة في حضرة "إمبراطورية الشموس"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامع القرويين بمدينة فاس وثيقة تشهد على تاريخ المغرب جامع القرويين بمدينة فاس وثيقة تشهد على تاريخ المغرب



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib