إيكاون مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث البيظان الثقافي
آخر تحديث GMT 00:38:11
المغرب اليوم -
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

"إيكاون" مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث "البيظان" الثقافي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

مبدعو الصحراء
الرباط -المغرب اليوم

تحمل الموسيقى الحسانية بين أنغامها ومقاماتها الكثير من الأصول، فالتداخل الذي حصل بين الروافد الأندلسية والعربية والإفريقية والأمازيغية، جعل موسيقى "البيظان" لا تظل ساحرة وحسب، بل أصبحت متحفا حيا يحكي الكثير عن الثقافات التي تساكنت تحت خيام البدو تارة، وبين آلات عازفي "إيكاون" تارة أخرى.تحتفي الموسيقى الحسانية على الدوام بتداخل المؤثرات الإفريقية والعربية والأمازيغية في صوغها على النحو الذي هي عليه، فالعنصر الإفريقي يسكن الإيقاع، والنظام الصوتي يكاد يكون أمازيغيا، فيما تظهر اللمسات العربية في الكلام وشاعرية الأوصاف، بينما تزيد المواويل والمدود نفحات الموسيقى الأندلسية وتأثيراتها جمالا وبهاء. خليط من المواد الثقافية العريقة لا ينجح في المزج بين مكوناته سوى العازف الذي يسمى "إيكيو".

في مدينة العيون كغيرها من مدن الصحراء المغربية، ما يزال الناس متشبثين بالموسيقى الحسانية التقليدية، فلا تكاد مناسبة اجتماعية تمرُّ إلا وانطوت على كمٍّ من الآلات والأصوات الصادحة، النغم هنا يلاقي الناسَ على بساطه، لكن الحكايات الحائمة حول كؤوس الشاي الصحراوي تقول أشياء أخرى كثيرة، لا يزيدها بهاء سوى شذو فرق "إيكاون"، مستعملين عددا من الآلات الموسيقية مثل آلة "التدنيت" وهي عبارة عن طبل مصنوع من الخشب وجلد الغنم، وكذلك من عود مصنوع من أخشاب شجرة تدعى "التيدوم"، وتحمل الآلة على طرفها عددا من الأعصاب "الأوتار".

أما النسوة فيتخصصن في العزف على آلة "الآردين"، والتي تتكون هي الأخرى من طبل مصنوع من مادة خشبية ملفوف بجلد مدبوغ وعود متوسط السُمك من خشب "التيدوم"، إضافة إلى الأوتار. وكل ذلك بالإضافة إلى الطبل والنيفارة (المزمار) والربابة الحسانية. وهكذا فإن وصلة غنائية واحدة قد تنطق بلسان كل ما في الصحراء من أحياء وجمادات دفعة واحدة.لا تطرب أذن السامع الحساني في المناسبات والأعراس إلا للأغاني والرقصات التي يؤديها فنانو "إيكاون"، وهؤلاء ينتمون إلى شريحة اجتماعية صحراوية عريقة، وضعتها التراتبية الاجتماعية الصحراوية في أدنى سلالمها، بعد "لْمعلمين"(الصناع)، وهم الذين يصنعون أيضا الآلات الموسيقية، وهؤلاء بدورهم يأتون بعد العبيد المسبوقين بدورهم بالأشراف والزوايا. وأعطت هذه التراتبية الحق لطبقة "إيكاون" في احتراف الغناء والعزف والرقص، ومنعته تماما على الأشراف، الذين يبادرون، وبالمقابل، إلى الاعتناء بصناعة الشعر والتنافس من أجل قوله على السجية.

ويشير بعض الدارسين إلى أن سبب الموقف الموروث من "إيكاون" داخل المجتمع الحساني، إنما يرتبط بمنظور "البيظان" الأخلاقي، فالناس هنا يرفضون رفضا قاطعا الغيبة والنميمة، وينظرون بازدراء إلى من يُقبل على هاتين الخصلتين، ولهذا فإن تصنيف "إيكاون" في آخر التراتبية الاجتماعية مرده إلى أن هذه الفئة كانت في الماضي تقوم بما هو أقرب إلى التكسب، بما يعنيه ذلك من مدح العطاء وذم من لم يتمكن من إجزاله.غير أن تلك النظرة إلى "إيكاون" اليوم قد تراجعت، فالأفراد المنتمون إلى هذه الشريحة لم يعودوا يأبهون لذلك، لأن أبناء المجتمع الحساني اليوم أكثر ميلا إلى الاحتفاء بموروثهم الشفهي، لأنه برغم كل شيء، فإن الحسانيين كانوا يعتبرون موسيقيي "إيكاون" أيضا جزءا من المجتمع الحساني، وكانوا بالنسبة إليهم جالبا للفرح في السِّلم، ومحركا للهمم في الحرب.

الموسيقى الحسانية نحو التجديد والتطوير

يعتز ممارسو الموسيقى الحسانية ومبدعوها اليوم بشغفهم ذاك، فـ"إيكيو" أصبحوا اليوم نجوما تستضيفهم المحطات التلفزيونية ويحترمهم الناس ويحبونهم سواء أكانوا من أبناء عمومتهم من الحسانيين، أو من ثقافات ومجتمعات أخرى داخل المغرب وخارجه، لاسيما أن تجارب تجديد الموسيقى الحسانية قد بات لها مكانها، وباتت تحظى باحترام وتقدير الجمهور.قبل سنوات قليلة، ودّع سكان مدن الصحراء المغربية واحدا من الفنانين الذين طوروا الموسيقى الحسانية، وهو الفنان الناجم محمد عمر، ففي مدينة العيون المغربية، ومن ساحاتها ومسارحها ومهرجاناتها، صدحت حنجرته بأعذب الألحان المبتكرة، وبالرغم من أنه لم يحافظ على شكل كطربي "إيكاون" التقليديين، واستعمل الآلات الموسيقية المعاصرة ضمن فريقه الموسيقي، إلا أنه جمع جما غفيرا من العشاق والمحبين، وجعل الأغنية الحسانية تكتسب صيتا عالميا.

وتقول الفنانة فضيلة الناجم محمد عمر، عن تجربتها الموسيقية مع ابني أختها "آدم بنلمقدم ومحمد بنلمقدم"، الصغيرين اللذان تألقا مؤخرا في برنامج مواهب الأطفال "ذا فويس كيدز"، إنها تسير بهما على "خطى جدِّهما ووالدها الناجم محمد عمر"، مؤكدة أن المهم في الأمر هو أن "الموسيقى الحسانية العصرية تغري الشباب بالاستماع إليها، في حين ما يزال للنمط القديم أيضا عشاقه، بينما يحلق النموذج الذي طوره الراحل الناجم محمد عمر في كل الأرجاء".

وتضيف فضيلة مؤكدة أن "النظرة التي تحط من شأن الفنانين قد صارت شيئا من الماضي، فكل أبناء العيون مثلا ينظرون إلينا اليوم بفخر واحترام، لأننا أعطينا صورة مشرفة عن العيون وعن بلادنا المغرب"، في إشارة إلى إرث الموسيقى الحسانية الذي تتعايش بين نغماته كل التأثيرات الحضارية الإفريقية والأمازيغية والعربية، كما يستقبل بكل رحابة صدر أهل الصحراء المغربية تجارب الموسيقى العالمية.

قد يهمك ايضا

عبد الله أوزيتان يؤكد أن اليهود والمسلمين تركوا إرثا رائعا للأجيال المستقبلية

"شتاء طنطورة" رسالة من شباب العلا لتوصيل إرثهم الحضاري إلى العالم بكل اللغات

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيكاون مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث البيظان الثقافي إيكاون مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث البيظان الثقافي



GMT 08:55 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

الجسد الأنثوي وفتنة الخطاب الشعري العربي

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"

GMT 10:35 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

شركة سعودية تعلن عن تنفيذ مشاريع عائمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib