وونسان ـ المغرب اليوم
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، من "تهديدات أمنية متزايدة" تخلقها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد روسيا وكوريا الشمالية، مؤكدًا أن التعاون الاستراتيجي المتنامي بين موسكو وبيونغ يانغ يمثل عاملًا مهمًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي، خصوصًا في شبه الجزيرة الكورية.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها لافروف للصحافيين عقب مباحثات ثنائية مع نظيرته الكورية الشمالية، تشوي سون هوي، في مدينة وونسان جنوب شرق كوريا الشمالية، ضمن زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، في إطار جولة دبلوماسية شملت ماليزيا وتليها الصين.
وقال لافروف: "نحذر الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان من مغبة استخدام تحالفاتها العسكرية أداةً لممارسة الضغوط أو تشكيل تهديدات مباشرة ضد روسيا أو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية". وأضاف: "التحركات العسكرية المتزايدة في المنطقة، لا سيما تلك التي تشارك فيها واشنطن، تخلق أجواءً من التوتر الدائم، وهي السبب الأساسي الذي دفع بيونغ يانغ إلى تطوير قدراتها النووية".
وأوضح الوزير الروسي أن موسكو تتفهم الدوافع التي تقف وراء البرنامج النووي الكوري الشمالي، مشيرًا إلى أن "هذه الخطوات الدفاعية، وإن كانت مثيرة للجدل دوليًا، إلا أنها جاءت نتيجة لتحليل دقيق من القيادة الكورية قبل وقت طويل من تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، لاسيما الضربات الإسرائيلية والأميركية ضد إيران".
وأكد لافروف أن "التقنيات التي طورتها كوريا الشمالية في المجال النووي هي ثمرة جهود علمية محلية، وينبغي احترام حقها في امتلاك أدوات دفاعها الذاتي"، لافتًا إلى أن أي تحرك عسكري ضد بيونغ يانغ أصبح مستبعدًا بفضل جاهزيتها الدفاعية.
وحذر من محاولات ما وصفه بـ"التوسع غير المشروع" لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مؤكدًا أن موسكو وبيونغ يانغ تعتبران ذلك تهديدًا مباشرًا للأمن الجماعي، داعيًا إلى "بناء آليات أمنية عادلة وغير خاضعة لمنطق التحالفات العسكرية التقليدية".
في السياق ذاته، أكد لافروف أن كوريا الشمالية قدمت دعمًا عسكريًا مباشرًا لروسيا في الحرب الأوكرانية، مشيرًا إلى مشاركة عناصر كورية شمالية في التصدي لتوغل أوكراني داخل منطقة كورسك، ووصف تلك المشاركة بأنها "رمز للأخوة غير القابلة للكسر" بين البلدين.
وقال: "القيادة الكورية الشمالية أعربت عن دعمها الكامل لأهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وروسيا لا ترى مانعًا في قبول هذا الدعم الصادق، سواء في الجانب العسكري أو في جهود إعادة الإعمار".
وبحسب لافروف، فإن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هو من يقرر بشكل مباشر شكل ونطاق الدعم لروسيا، مؤكدًا أن موسكو تتجاوب مع مقترحاته وتقدّر مواقفه الاستراتيجية.
من جانبها، جددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية، تشوي سون هوي، دعم بلادها الكامل لـ"حق روسيا في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها"، منددة بما وصفته بـ"المؤامرات الغربية الإمبريالية"، وأعربت عن استعداد بلادها للمشاركة بفعالية في أي حوار دولي جديد على أسس عادلة.
وتوقعت مصادر دبلوماسية روسية عقد لقاء رفيع جديد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قريبًا، في ظل ما وصفه لافروف بـ"الاتصال الدائم بين القيادتين".
يُذكر أن زيارة لافروف إلى كوريا الشمالية تأتي بعد توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين العام الماضي، ومع تصاعد الحديث عن مشاركة كوريا الشمالية بما يصل إلى 30 ألف جندي في الحرب إلى جانب روسيا، بحسب تقارير استخباراتية غربية.
ويختتم لافروف زيارته لبيونغ يانغ الأحد، قبل أن يتوجه إلى الصين للمشاركة في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون المقرر عقده في بكين يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.
قد يهمك أيضـــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر