إسلام آباد - المغرب اليوم
صوّت البرلمان الباكستاني على تعديلات دستورية جديدة منحت قائد الجيش، المشير عاصم منير، صلاحيات موسعة وحصانة قانونية مدى الحياة من الاعتقال والملاحقة القضائية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل البلاد وخارجها حول تركيز السلطة في يد الجيش وتأثير ذلك على التوازن بين المؤسسات المدنية والعسكرية. ويأتي هذا القرار في وقت يحظى فيه الجيش الباكستاني بدور بارز في السياسة الوطنية والأمن الإقليمي، ويعكس ترسيخاً لمكانة قائد الجيش بوصفه الشخصية الأقوى في البلاد.
المشير عاصم منير، الذي يشغل منصب قائد الجيش منذ نوفمبر 2022، أصبح بموجب هذا التعديل المسؤول الأعلى عن القوات المسلحة الباكستانية، بما يشمل الجيش والبحرية والقوات الجوية. كما يتيح التعديل الجديد استمرار دوره في الحياة العامة بعد التقاعد، على أن تحدد مسؤولياته وواجباته الرئيس بناءً على توصية رئيس الوزراء. وبحسب الحكومة، تهدف هذه التعديلات إلى تحديث القيادة العسكرية وضمان استمرارية المؤسسات وتقليل تراكم القضايا في المحاكم، بينما يرى منتقدوها أنها تمهّد الطريق نحو تركيز السلطة في يد فرد واحد وتقليص صلاحيات الرقابة القضائية على الجيش.
ولد عاصم منير في مدينة راولبندي بإقليم البنجاب في يونيو 1966 لعائلة متدينة مرموقة، وتلقى تعليمه الديني في مرحلة الطفولة والتحق بعد ذلك بالمدارس العسكرية في باكستان. تدرّج في المناصب العسكرية حتى أصبح قائد الفيلق الأول في مانغلا، ثم شغل عدة مناصب قيادية بارزة في الاستخبارات العسكرية والمخابرات العامة، قبل أن يتم تعيينه قائداً للجيش بعد خروج رئيس الوزراء السابق عمران خان من السلطة في أبريل 2022.
ويُعرف عن منير خلفيته الدينية المحافظة واستشهاده المتكرر بالقرآن الكريم في خطاباته، ما أكسبه لقب "الجنرال الملا" في الإعلام الإقليمي. وقد لعب دوراً محورياً في القرارات التي أدت إلى سجن زعيم حركة إنصاف الباكستانية عمران خان، وتعزيز موقف الجيش في مواجهة الانتقادات الداخلية، فضلاً عن إدارته للأزمات العسكرية مع الهند، مثل تبادل الصواريخ والطائرات المسيرة في مايو 2025، حيث نجح في تفادي تصعيد الأزمة إلى حرب شاملة.
وفي نوفمبر 2025، أقر البرلمان التعديل الدستوري السابع والعشرون، الذي منح المشير عاصم منير رتبة "مشير" مع حقوق وحصانة مدى الحياة، إضافة إلى قيادة رسمية لكافة القوات المسلحة، وهو منصب يُعد الأرفع في التسلسل العسكري الوطني. ويمنح هذا التعديل الحماية القانونية الأكبر لأي قائد عسكري يتولى هذا المنصب، ويجعل من الصعب الطعن في قراراته مستقبلاً.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الخطوة تعكس استراتيجية لضمان استمرار تأثير الجيش في السياسة الداخلية والخارجية، وترسيخ سلطة قائد الجيش بوصفه المرجع الأهم في القرارات الأمنية والاستراتيجية. وقد التقى منير مؤخراً بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض، في زيارة رسمية ناقش خلالها التعاون في مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي والعلاقات الثنائية، وهو اللقاء الذي اعتبرته باكستان رمزاً لمكانة قائد الجيش دولياً.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الجيش الباكستاني يعلن مقتل أربعة وثلاثين مسلحا في خيبر بختونخوا
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر