القدس المحتلة - ناصر الأسعد
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن تل أبيب نفذت خدعة إعلامية متقنة قبيل ضرباتها الواسعة على العمق الإيراني، وذلك بهدف تعزيز عنصر المفاجأة وتأخير أي رد محتمل من طهران.وفقاً للتقرير، فإن الحكومة الإسرائيلية تعمدت بث مؤشرات خاطئة للتهدئة، بالتزامن مع التحضير للهجوم. حيث روّجت وسائل الإعلام العبرية لأخبار عن عطلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتحضيراته لحضور زفاف نجله، كما تحدثت عن خلافات مفترضة مع الإدارة الأميركية، في حين كانت الحقيقة مختلفة تماماً خلف الأبواب المغلقة.
وفي خضم هذا "الهدوء المصطنع"، عقد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي اجتماعاً عاجلاً، وصفته الحكومة آنذاك بأنه لمناقشة ملف الرهائن في غزة، بينما كان هدفه الحقيقي هو إقرار الضربات العسكرية على منشآت داخل إيران.
وبحسب الصحيفة، فقد أوهمت إسرائيل الإيرانيين والعالم بتحركات دبلوماسية، مثل إرسال وفود إلى واشنطن تمهيداً لما قيل إنها مفاوضات نووية وشيكة، في حين أن المخطط كان يتجه نحو عملية عسكرية خاطفة قبل الفجر.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة، أن مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق بالإجماع على تنفيذ الضربة، وتم اتخاذ القرار النهائي قبل ساعات فقط من انطلاق الطائرات نحو أهدافها داخل إيران.
أفضى الهجوم الإسرائيلي إلى اغتيال قادة كبار في المنظومتين الأمنية والعسكرية الإيرانية، بينهم مسؤولون بارزون في البرنامج النووي، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، إضافة إلى علماء نوويين بارزين.
جاء هذا التصعيد بعدما أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لائحة لوم ضد إيران بسبب تقاعسها في التعاون، كما كانت هناك مباحثات غير معلنة بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، وهو ما استغلته إسرائيل لترويج الهدوء الدبلوماسي.
وتعليقاً على التطورات، أعلنت إسرائيل إغلاق سفاراتها في أنحاء العالم ورفعت حالة التأهب خشية رد إيراني، فيما تتوعد طهران بالرد الحاسم على ما وصفته بـ"العدوان السافر".
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر