صحافي يرسم الصراع في بلاد الشرق بالألوان المائية
آخر تحديث GMT 02:25:50
المغرب اليوم -

رصد القتال ضد تنظيم "داعش" وآثاره الكارثية

صحافي يرسم الصراع في بلاد الشرق بالألوان المائية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صحافي يرسم الصراع في بلاد الشرق بالألوان المائية

غيث عبد الأحد
لندن ـ سليم كرم

وجد الصحافي العامل في مجلة "غارديان"، غيث عبد الأحد، نفسه في موقع عسكري مؤقت في المدينة القديمة، في يوليو/تموز  الماضي، بينما كان الجيش العراقي يحرر الموصل بعد تسعة أشهر من القتال الكارثي ضد جماعة "داعش"،  ووقتها دمُر المبنى للغاية، وكان من الصعب معرفة ما كان عليه من قبل - مركز تسوق، ربما، أو فندق، كما انهارت الأرضية، لذلك كان عليك المشي على الوصلات الخشبية، بحسب قوله.

وأضاف "أن الجنود كانوا ينامون هناك، كانت هناك مقاومة ضعيفة لتنظيم داعش ضعيفة من اثنين من الشوارع  البعيدة، وما زالت هناك غارات جوية، ويمكن أن تسمع إطلاق نار القناصين"، فالمدينة القديمة أصبحت أنقاضًا ولم يشهد عبد الأحد أبدًا مشهدًا مثل هذا الدمار الكامل، حيث قال "لقد كنت أغطي الحروب لمدة 14 عامًا في سورية واليمن والعراق"، ويواصل: "وأنا لم أر قط أي شيء مثل مدينة الموصل القديمة، أنت لا تستطيع أن ترى شوارع الآن، لا يمكنك التمييز بين المباني، إنها مجرد كومة من الخرسانة والركام".

يعمل عبد الأحد باستخدام كاميرا ودفتر, في الموصل التقط لقطات فيديو لفيلم وثائقي لإرفاقه بتقريره، ولكن على مدى العامين الماضيين كان يستخدم وسيلة أخرى لفهم ما يراه: كراسة الرسم مع الألوان المائية والأقلام، وفي المركز العسكري في الموصل، لاحظ أن هناك زوجين من النوافذ تطل على المدينة المدمرة، التي زارها مرات عدة قبل أن يسيطر عليها تنظيم داعش في عام 2014، وقد تعلق بهذا المشهد، ألتقط له صورة كتذكار، وفي وقت لاحق، عندما انتهت مهمته في الموصل، قام برسم المشهد، ولم تكن هذه العملية جديدة تمامًا على عبد الواحد، قبل أن يصبح صحافيًا في عام 2004، كان مهندس معماري في بغداد، ويقوم بتنفيذ الرسومات طوال الوقت، ويقول "اتجهت إلى العمارة لأنني أحب الرسم".
كان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في عام 2003  هو الذي أدى إلى انتقاله إلى الصحافة، بعد دخول الدبابات الأميركية إلى بغداد، عمل عبد الأحد كمترجم للغارديان، ثم عمل مصححًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، وبعد عام، أصبح مراسل الغارديان في الشرق الأوسط، وعندما انطلقت حياته المهنية الجديدة - حصل على جائزة الصحافة البريطانية في عام 2008 وجائزة أورويل للصحافة في عام 2014 – توقف عمله بالرسم، "ذهبت في طريق ومكان آخر، ولم أستطع فعلا أن أمسك بقلم لمدة ثماني أو تسع سنوات".
 
الآن عاد إلى حماسه بسبب جيمي ويلسون، رئيس قسم الأخبار الدولية في الغارديان، الذي لاحظ أن عبد الأحد يعبث في مؤتمر، وكلفه بكتابة ورسم صور لقصة عن اللاجئين السوريين في تركيا - التي جرت في أبريل/نيسان 2016، وقبل فترة طويلة، كان عبد الأحد يأخذ كراسة الرسم معه أثناء أداء مهامه، على الرغم من انه طالما ما يؤكد انه لا يرسم بينما الرصاصات تطير من فوق رأسه، يقول: "أنا لا أخذ الألوان المائية وأجلس في وسط منطقة حرب، هذا سيكون جنونا"، بدلا من ذلك، يقوم برسومات سريعة بالقلم والورق خلال لحظات الهدوء ويقوم بتفصيلها وتحسينها وذلك باستخدام المائية، عندما يعود في غرفته بالفندق أو في المنزل في اسطنبول.
 
لعل هذا يخدم عدة أغراض، "أدركت أنه إذا بدأت في رسم مشهد ما عندما أكون على الأرض، في وقت لاحق، عندما أقوم بكتابته ذلك، أتذكر ذلك بشكل جيد مما لو كنت التقطت صورة"، وهو يشبه الفرق بين رسم مشهد وتصويره إلى تدوين الملاحظات في مقابلة مقابل استخدام مسجل صوت، "عند تسجيل المحادثة، تفقد التركيز، أنا لا أهتم كثيرًا بما يقوله الشخص لأنني أعلم أنني أسجل كل شيء، "إنه الشيء نفسه مع الكاميرات، أنت تلاحظ محيطك بتركيز أقل إذا كنت تعرف أنه يمكنك إعادة تشغيل المشهد على الكمبيوتر المحمول الخاص بك في وقت لاحق.

صحافي يرسم الصراع في بلاد الشرق بالألوان المائية

يوجد هناك الكثير والكثير من الدفاتر ولوحات الرسم المتراكمة في منزل عبد الأحد والتي ستصبح في متناول اليدين الآن، فهو يقوم حاليا بكتابة كتاب عن تجاربه كمراسل يركز معظمه على المهام التي أداها في العراق وسوريا واليمن، سيتم نسخ العديد من رسوماته - يُقدر انه رسم أكثر من 100 - في كتاب.

صحافي يرسم الصراع في بلاد الشرق بالألوان المائية

والرسم له فائدة أخرى أيضًا: فهو يساعده على التعامل مع المواقف الصادمة التي واجهها في جميع أنحاء الشرق الأوسط (احُتجز مرتين كمراسل، مرة واحدة من قبل طالبان في أفغانستان في عام 2010، ومرة ​​ثانية من قبل الموالين للقذافي خلال عام 2011 الصراع في ليبيا)، "عندما أكون في مكان صعب، منطقة الحرب، يكون الرسم مثل ممارسة علاجية مذهلة"، كما يقول، وأضاف "إنها مريحة جدا".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافي يرسم الصراع في بلاد الشرق بالألوان المائية صحافي يرسم الصراع في بلاد الشرق بالألوان المائية



GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 12:41 2025 الأربعاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وسائل إعلام أمريكية ترفض توقيع قيود جديدة فرضها البنتاغون

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 01:12 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين
المغرب اليوم - ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib