الفساد يُغذِّي الغضب المُتزايد في العراق ويُفقده ثرواته
آخر تحديث GMT 20:10:01
المغرب اليوم -

الفساد يُغذِّي الغضب المُتزايد في العراق ويُفقده ثرواته

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفساد يُغذِّي الغضب المُتزايد في العراق ويُفقده ثرواته

القوات العراقية وسط المتظاهرين
بغداد ـ نهال قباني

تكتظّ أرض عشيرة بني منصور في الشمال الشرقي للبصرة بالكثير من القشور الجافة والملح والشجيرات الشائكة، وتشكل مجموعات من أشجار النخيل بقعا صغيرة من اللون الأخضر في المناظر الطبيعية الصفراء والبنية المغبرة، ويوجد بينها نحو عشرة حواجز، كلّ منها يحتوي على بئر نفطي ومضخة، وتعلو منصات النفط فوق مشهد من جنوب العراق، مرسلة أعمدة من الدخان الأسود الكثيف في الأفق، فتلك الأرض تقع فوق حقل غرب القرنة، وتعدّ واحدة من أكثر الأراضي المربحة في العالم، وهي مملوكة من قبل الحكومة العراقية وبعد أعوام من العقوبات والإهمال ما زال يرتفع إنتاج النفط في جنوب العراق، وأصبح الطريق ذو المسارين الذي يعبر أراضي بني منصور طريقا سريعا مزدحما للشاحنات التي تحمل معدات الحفر والحافلات التي تنقل عمال النفط الأجانب ذهابًا وإيابًا.
الفساد يُغذِّي الغضب المُتزايد في العراق ويُفقده ثرواته

وتم الترحيب بانفتاح احتياطيات العراق النفطية الهائلة المؤكدة على الخبرات الأجنبية في أعقاب سقوط نظام صدام حسين كوسيلة لإطلاق اقتصادها وتحويل الجنوب إلى معقل اقتصادي. وبدلا من ذلك، لم يشهد المواطنون العراقيون أي فائدة من عائدات صناعة النفط التي تقدر بمليارات الدولارات في البلاد، والتي استحوذت على الكثير من الساسة الفاسدين.

وملأ الجنوب في الأشهر الأخيرة غضب من الفساد والبطالة والحالة المزرية للخدمات العامة، وانقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه الدائم، وقال قرويون إنه عندما كان الثروات بعيدة عنا وكان يلتقي دجلة والفرات كانت توجد مياه غزيرة وأكثر من 300 ألف شجرة نخيل، وكانت أعداد كبيرة من الجواميس والأبقار تتمخطر في المياه الموحلة الخضراء لقنواتها، لكن الجفاف والمياه المالحة التي تسللت من الخليج وقضت على معظم بساتين النخيل، وبيعت الماشية، وجففت الأنهار المحلية وتعثرت القنوات، وانسدت بالقمامة.

وأدى الفساد وسوء الإدارة من جانب الحكومة المحلية والمركزية، اللتين تسيطر عليهما مجموعة من الأحزاب الدينية التي حكمت العراق لأكثر من عقد من الزمان، إلى تفاقم كارثة بيئية بطيئة الحركة.

وأفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية بأنه على مدار الأشهر الماضية اندلعت الاحتجاجات في جنوب العراق اعتراضًا على الفساد الإداري والبطالة، بالإضافة إلى انعدام وجود الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء، وانتشر الفساد المالي والإداري وكان السبب في أن تتحول تلك البقعة إلى منطقة منزوعة الخدمات.

وتدرّب من المفترض شركات البترول الشباب العراقي وتجهزهم للعمل، وتجبر على تعيين الذين لديهم علاقات مع كبار شيوخ القبائل أو الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية التي أدارت العراق لمدة عقود، وعامل آخر يخشاه الشعب العراقي في تلك البقعة من الأرض، الاعتقال العشوائي على كل من يعترض. وقال "علي وهيثم" إنهما تلقيا رسائل تهديد بالاعتقال من رجل الأمن في العراق، بعد مشاركتهما في الاعتصامات التي ضربت البلاد خلال الشهر الماضي.

واشتعلت المظاهرات الشهر الماضي على تردي الخدمات وعدم توافر فرص العمل في عدد من المدن العراقية ومن بينها العاصمة بغداد، وأفادت تقارير بخروج الآلاف إلى الشوارع في عدد من المدن الجنوبية كالبصرة والناصرية والديوانية، فضلا عن تجمع المئات في منطقة ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.
الفساد يُغذِّي الغضب المُتزايد في العراق ويُفقده ثرواته

واستخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المحتجين الذين حاولوا عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم المقار الحكومية المهمة وبعض البعثات الدبلوماسية الأجنبية، وأفاد مصدر في وزارة الصحة العراقية لـ"بي بي سي" بوقوع نحو 33 إصابة بين المتظاهرين في ساحة التحرير تراوحت حالات بين اختناق وجروح جراء استخدام القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع والضرب لتفريقهم، وأشارت تقارير إلى مقتل متظاهر واحد على الأقل، واعتقال عدد آخر في المظاهرات التي انطلقت في مدينة الديوانية جنوبي العراق.

وتم توجيه الكثير من الغضب إلى إيران التي عانت أيضا بأسابيع من الاحتجاجات في الشوارع بسبب المظالم الاقتصادية. رأى العديد من المتظاهرين العراقيين إيران كحامية للأحزاب السياسية الفاسدة في العراق، وكان "خروج إيران" هو أحد الشعارات المترددة في ساحة التحرير. في إحدى الحالات، تم إحراق صورة كبيرة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله الخميني، والذي كان في يوم من الأيام.

وقام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإقالة عدد من مسؤولي وزارة الكهرباء في أحدث محاولة لتهدئة الغضب الشعبي بسبب انقطاع التيار الكهربائي المزمن، وفي الشهر الماضي عزل وزير الكهرباء قاسم الفهداوي "بسبب تدهور قطاع الكهرباء"، لكن الاحتجاجات لا تظهر أي علامة على التراجع.
الفساد يُغذِّي الغضب المُتزايد في العراق ويُفقده ثرواته

أصبحت الديمقراطية العراقية ضحية لدورة لا تنتهي من الفساد، مثل الكثير من الأنهار والقنوات الراكدة، وأصبحت كلمات مثل الانتخابات والبرلمان والديمقراطية مرادفا للفساد والمحسوبية والطائفية، ويطالب العديد من المتظاهرين بمطالب مشؤومة لنظام رئاسي قوي كالتنحي، ووضع حد للبرلمان.

وقال مزاحم التميمي، وهو عضو منتخب ومستقل حديثًا في البرلمان في البصرة، إن "المظاهرات لم تنجم عن قطع المياه المالحة والكهرباء وحدها.. نحن معتادون على الحرارة والماء المالح من زمن صدام".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفساد يُغذِّي الغضب المُتزايد في العراق ويُفقده ثرواته الفساد يُغذِّي الغضب المُتزايد في العراق ويُفقده ثرواته



إطلالات هنا الزاهد بالأبيص أناقة هادئة تزداد حضوراً في الصباح والسهرة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:59 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين
المغرب اليوم - رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين

GMT 18:05 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب
المغرب اليوم - بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب

GMT 11:40 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

توم كروز يحصل على جائزة أوسكار فخرية عن مجمل أعماله
المغرب اليوم - توم كروز يحصل على جائزة أوسكار فخرية عن مجمل أعماله

GMT 13:37 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أول تعليق للشيخة حسينة بعد صدور حكم الإعدام
المغرب اليوم - أول تعليق للشيخة حسينة بعد صدور حكم الإعدام

GMT 23:27 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل في الجزائر بعد أداء طلاب طب القسم بالفرنسية
المغرب اليوم - جدل في الجزائر بعد أداء طلاب طب القسم بالفرنسية

GMT 15:28 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تملك أفكاراً قوية وقدرة جيدة على الإقناع

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 10:42 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

تمتعي بشهر عسل رومانسي في جزيرة بورا بورا

GMT 04:16 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

ديبيكا بادوكون بإطلالة ساحرة في إعلانها الجديد

GMT 10:53 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

غاريدو يعرب عن رضاه بتعادل فريقه أمام الإسماعيلي

GMT 03:08 2016 السبت ,04 حزيران / يونيو

سميرة شاهبندر المرأة التي رأت صدام حسين باكيا

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 20 مارس/ آذار 2024
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib