بانغي - المغرب اليوم
دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السبت في بانغي قادة افريقيا الوسطى والمجتمع الدولي الى العمل على منع وقوع "ابادة" جديدة في افريقيا، بعد عشرين عاما على تلك التي وقعت في رواندا.
وقال بان كي مون في كلمة القاها امام المجلس الوطني الانتقالي خلال زيارة مفاجئة لبضع ساعات قام بها الى بانغي عاصمة افريقيا الوسطى "اتوجه من هنا مباشرة الى كيغالي للمشاركة الاثنين في احياء الذكرى العشرين للابادة التي حصلت في رواندا".
ويرغب بان كي مون بان تنتشر قوة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة في افريقيا الوسطى قبل نهاية العام 2014.
واضاف "انها مسؤوليتكم جميعا كقادة ان تعملوا على ضمان الا يكون علينا ابدا ان نحيي ذكرى مماثلة في افريقيا الوسطى. تجنبوا تكرار اخطاء الماضي ولا تنسوا اخذ العبر".
وتابع بان كي مون "ان التطهير العرقي الديني اصبح امرا واقعا في افريقيا الوسطى" مضيفا "لقد اجبر الكثيرون من الاقلية المسلمة على الهرب. وبات المسلمون والمسيحيون معرضين لخطر قاتل لمجرد انتمائهم الى هذه الديانة او تلك المجموعة".
وقبل ان يلقي كلمته امام المجلس الوطني الانتقالي توجه بان كي مون الى مخيم للنازحين قرب المطار يعيش فيه عشرات الاف الاشخاص في ظروف مزرية. وقال هناك "استمعت الى قصصهم الفظيعة".
واحيط موكب بان كي مون بمواكبة امنية كبيرة قامت بها القوات الدولية وحلقت فوق موكبه مروحية عسكرية فرنسية.
وانتقل بان كي مون بعدها الى حي يعرف باسم "بي كاي-5" الذي تحاصره منذ اسابيع ميليشيات غالبيتها من المسيحيين، حيث التقى امام مسجد الحي وقال معلقا "انا حزين جدا لما رأيته".
وقال امام الاشخاص الذين التفوا حوله "انا هنا لاظهر تضامن المجتمع الدولي وكما تعلمون طلبت من مجلس الامن اقرار عملية حفظ سلام وأمل ان يتخذ قراره خلال ايام قليلة".
وقال الامين العام للامم المتحدة ايضا "لقد خذل المجتمع الدولي الروانديين قبل عشرين عاما وربما لا نقوم بما يكفي اليوم مع سكان افريقيا الوسطى" مشيرا الى "وقوع جرائم فظيعة هنا".
وتابع "لقد تراجع امن الدولة امام دولة الفوضى" قبل ان يوجه تحية الى "قوات الاتحاد الافريقي والقوات الفرنسية التي ساهم تحركها السريع في تفادي الاسوأ".
وقال دبلوماسي في الامم المتحدة ان الامين العام "متخوف جدا من فكرة تكرار رواندا اخرى".
ويدعو الامين العام الى نشر قوة تابعة للامم المتحدة في افريقيا الوسطى تعد 12 الف رجل قبل نهاية 2014 بدعم من فرنسا التي نشرت قوة قوامها الفي رجل في مستعمرتها السابقة لمساعدة القوة الافريقية على ارساء الاستقرار في البلاد.
وهذه العملية يفترض ان تحل محل عملية سانغاريس الفرنسية والقوة الافريقية التي انسحبت منها تشاد الخميس على خلفية الجدل مع الامم المتحدة خصوصا والقوة الاوروبية التي يرتقب ان تصل الى بانغي قريبا.
والاربعاء خلال قمة الاتحاد الاوروبي-افريقيا حث بان كي مون المجموعة الدولية على "المساهمة بقوات اضافية ضرورية وبالاموال".
وفي مطلع اذار/مارس عرض الامين العام للامم المتحدة على مجلس الامن الدولي مشروعه للعملية الذي يضم شقا مدنيا واعدا يهدف الى اعادة العمل بدولة القانون والمؤسسات في بلد يشهد فوضى.
لكن بعض الدول تبقى مترددة في المشاركة في مثل هذه العملية لا سيما لاسباب مالية.
وتامل الامم المتحدة خصوصا ان تساهم دول اوروبية ولو حتى بتدريب جنود افارقة وان يترك الفرنسيون في البلاد بعد انتشار قوة حفظ السلام، مئات العناصر للدعم كما فعلوا في مالي.
ويوصي التقرير بنشر عدد كبير من عناصر الشرطة لفرض الامن، وليس ملاحقة المتطرفين كما يحصل في مالي او مهاجمة تمرد مسلح مثلما يحصل في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وفي شكل تدريجي ايضا، سيضاف الى الجنود وعناصر الشرطة مكون مدني مهم لم يشر التقرير الى عديده. وسيكلف هؤلاء المدنيون من اداريين ومهندسين ومراقبين حقوقيين وقانونيين مساعدة حكومة افريقيا الوسطى في اجراء انتخابات وتعزيز المصالحة الوطنية واعادة بناء ادارة معطلة منذ اشهر وتعجز عن تأمين الخدمات الاساسية للسكان.
وتعاني جمهورية افريقيا الوسطى الفوضى منذ نحو عام مع اعمال عنف بين المجموعتين المسيحية والمسلمة تثير مخاوف الامم المتحدة من وقوع ابادة او تطهير عرقي تمهيدا لتقسيم هذا البلد.
وتشهد ايضا ازمة انسانية غير مسبوقة مع مئات الاف النازحين هربا من العنف. وارغمت اعمال العنف هذه عشرات الاف المسلمين على النزوح.
وتنتشر في افريقيا الوسطى راهنا قوة ميسكا الافريقية التي تضم ستة الاف عنصر اضافة الى الفي جندي فرنسي في اطار عملية سنغاريس. وقد دعي الاوروبيون ايضا الى ارسال قوات والتزموا المساهمة حتى سقف الف جندي.
واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء ان الوضع الامني في افريقيا الوسطى "تفاقم" وان المسلمين فيها "مستهدفون بشكل مباشر" وذلك في ختام لقاء عقده في باريس مع سامبا-بانزا.
"أ.ف.ب"


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر