روما - المغرب اليوم
بدأ الاشتراكيون والاشتراكيون الديموقراطيون السبت في روما حملتهم للانتخابات الاوروبية التي ستجري في ايار/مايو، مع تسلم مرشحهم مارتن شولتز منصبه في شكل رسمي وتبني بيان "من اجل اوروبا جديدة".
وجاء في هذا البيان انه من اجل تغيير "الاكثرية اليمينية" التي انشأت "اوروبا الخوف والتقشف"، "من المهم التصويت للاشتراكيين والاشتراكيين الديموقراطيين والعماليين والديموقراطيين والتقدميين الاوروبيين". وسيتبنى هذا النص حوالى 800 مندوب يعقدون المؤتمر العاشر للحزب الاشتراكي الاوروبي.
وقال رئيس الحزب الاشتراكي الاوروبي سيرغي ستانيشيف رئيس الوزراء البلغاري السابق "لقد حان الوقت لوضع فرص العمل في المرتبة الاولى وبناء اوروبا اشتراكية".
واعلن رئيس الوزراء الفرنسي، الاشتراكي جان-مارك ايرولت "نريد ان نعطي اوروبا من خلال اجتماعنا في روما التي ولدت فيها، مستقبلا جديدا لان اوروبا لا يمكن ان تستمر على هذا المنوال". وقال "اذا ما استمررنا في تطبيق سياسة تقود الى البطالة الكثيفة التي تثبط عزيمة الاوروبيين، فالمشروع الاوروبي هو الذي يدخل في دائرة الخطر".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال زعيم الحزب الاشتراكي الاوروبي هارلم دزير "نريد ان نتصدى للمحافظين الذين اضافوا التقشف الى الغاء التنظيمات المالية" و"ان نتصدى للشعبويين الذين يتغذون من هذه الازمة ويريدون هدم البناء الاوروبي والانكفاء على الصعيد الوطني".
والاشتراكيون الديموقراطيون هم اقلية اليوم في الاتحاد الاوروبي، ولا يتولون السلطة الا في احد عشر بلدا منها فرنسا وايطاليا من اصل 28، واحيانا في اطار ائتلاف يساري يميني. ويبلغ عدد نواب الحزب الاشتراكي الاوروبي 195 في مقابل 275 من المحافظين من الحزب الشعبي الاوروبي في البرلمان الاوروبي. ويفيد آخر استطلاعات الرأي ان الاشتراكيين متساوون مع الحزب الشعبي الاوروبي، وبالتالي يتقدمون عليه بشكل طفيف.
ويطرحون في بيانهم برنامجا من عشر نقاط للسنوات الخمس المقبلة، ويشددون على "فرص العمل" و"انعاش للاقتصاد" يترافق مع اقرار الحد الادنى للاجور.
وللمرة الاولى هذه السنة، وبموجب معاهدة لشبونة، سيأخذ رؤساء الدول والحكومات الاوروبيون في الاعتبار نتائج الانتخابات الاوروبية لرئاسة المفوضية حتى لو ان بعضا منهم يرفض ان يفرض عليهم محاورهم في رئاسة المفوضية.
وذكر واضعو البيان بأنه "في ايار/مايو، وللمرة الاولى، ستقولون كلمتكم حول قيادة اوروبا".
وخلافا لمنافسيهم في الحزب الشعبي الاوروبي، حدد قادة الحزب الاشتراكي الاوروبي خياراتهم. والسبت انتخب مارتن شولتز رئيس البرلمان الاوروبي رئيسا للحزب الاشتراكي الاوروبي بأكثرية كبيرة، اذ حصل على 368 من 404 اصوات.
وهذا العصامي الذي يبلغ الثامنة والخمسين من عمره والمعروف بجاذبيته وتشدده احيانا، لم يشارك في اي حكومة، وخلافا للرئيس المنتهية ولايته جوزيه مانويل باروزو، يكره اللغة الخشبية. وقال "يجب التحدث من دون غموض حتى يفهمنا الناس".
وتقول النائبة الاوروبية الليبرالية سيلفي غولار ان شولتز "الدينامي والهجومي" ناضل من اجل الخروج من الظل وتعزيز دور البرلمان الاوروبي المؤسسة الوحيدة المنتخبة بالاقتراع المباشر. ولا يؤيده المشككون في اوروبا واليمين المتطرف. وقال عنه الرئيس السابق للجبهة الوطنية الفرنسية جان-ماري لو بن "لديه رأس لينين ويتحدث مثل هتلر".
ومن المفارقات ان يتسلم شولتز منصبه في روما حيث كان رئيس الحكومة الايطالية السابق سيلفيو برلوسكوني انتقده بشدة. ففي 2003، وبعدما تحدث شولتز عن "جرثومة تضارب المصالح"، وصفه برلوسكوني بأنه "كابو" ملمحا بذلك الى معسكرات التعذيب النازية. واكتفى شولتز بالقول ان "احترامي لضحايا الاشتراكية القومية يمنعني من ان ارد عليك". وقد اشادت اوروبا بأسرها بما اظهره من ترفع.
"أ.ف.ب"


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر