جنيف - أ ف ب
توجه وزراء خارجية الدول الغربية الكبرى الجمعة الى جنيف للانضمام الى نظيرهم الاميركي جون كيري في المحادثات الجارية حول الملف النووي الايراني، ما يدعو الى الامل في التوصل الى اتفاق تاريخي وشيك على الرغم من الخلافات التي لا تزال قائمة بعد سنوات من الجمود.
وفي حين بدا ان اختراقا بات في متناول اليد، اختار وزير الخارجية الاميركي لزوم الحذر لدى وصوله الى سويسرا مشيرا الى انه "لا يوجد اتفاق حتى هذه اللحظة".
لكن وكاشارة الى امكانية تحقيق اختراق بعد انتخاب الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر مباحثات عبر الهاتف مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حول البرنامج النووي الايراني ان محادثات جنيف حول هذا البرنامج "توفر فرصة لاحراز تقدم حقيقي".
وقال كاميرون على حسابه على تويتر "تحدثت للتو مع الرئيس هولاند بشان ايران. نحن متفقان على ان محادثات بناءة في جنيف توفر فرصة لاحراز تقدم حقيقي".
وقطع كيري جولته في الشرق الاوسط للتوجه على عجل الى جنيف بغية "المساعدة على تقليص الخلافات في المفاوضات"، وبناء على دعوة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي ترئس المحادثات. وكان غادر مطار بن غوريون في تل ابيب قبيل الظهر.
وانضم بذلك الى نظرائه الفرنسي والبريطاني والالماني لوران فابيوس ووليام هيغ وغيدو فسترفيلي اعضاء مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا اضافة الى المانيا) المكلفة التفاوض بشأن اتفاق على البرنامج النووي الايراني.
وقال كيري بعيد وصوله الى جنيف "اؤكد انه لا اتفاق حتى هذه اللحظة الراهنة".
واضاف "لا تزال هناك بعض المسائل المهمة جدا على الطاولة لم تحل" وان هذه المسائل "يجب ان تعالج بالشكل الصحيح وبالتفصيل".واكد كيري "نامل ان نتمكن من تقليص الخلافات لكن لا احد يمكنه ان يتجاهل وجود تباينات مهمة يتعين تسويتها".
وتابع "اريد ان اعمل مع زملائي لنرى اذا كان يمكننا تقليص الخلافات".
وكان وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى سويسرا صباح الجمعة.
وصرح فابيوس لدى وصوله "نريد اتفاقا يكون اول رد متين على مخاوفنا المرتبطة بالنووي الايراني. هناك تقدم (في هذا الملف) لكن لا شيء مؤكدا بعد".
واضاف الوزير الفرنسي "جئت شخصيا الى جنيف لان هذه المفاوضات صعبة، لكنها هامة بالنسبة للامن الاقليمي والدولي".
وكان متحدث باسم وزارته صرح في وقت سابق ان نصا موقتا تجري مناقشته حاليا "واعتبر لوران فابيوس انها مرحلة قد تكون مهمة وتتطلب مناقشة على مستوى وزاري".
واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من جهته على حسابه على موقع تويتر "اتوجه الى جنيف للمحادثات حول النووي الايراني".
كما حضر ايضا فسترفيلي الى جنيف.
وصرح مصدر دبلوماسي "انها لحظة مهمة في المفاوضات ووزير الخارجية فسترفيلي يتوجه حاليا الى جنيف للمشاركة هناك في المحادثات الجارية حول ايران"، مضيفا ان الوزير الالماني تحدث الى نظيريه الفرنسي والبريطاني.
في المقابل لم يقرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التوجه الى جنيف بحسب احد المتحدثين باسمه.
وعلى خط مواز، اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة ان مديرها العام يوكيا امانو سيزور طهران ليستانف الاثنين المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل، مؤكدة بذلك معلومات من مصادر دبلوماسية.
واعلنت الوكالة في بيان مقتضب ان "يوكيا امانو سيتوجه الى طهران في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر بهدف مقابلة مسؤولين ايرانيين كبار الاثنين في 11 تشرين الثاني/نوفمبر بهدف تعزيز الحوار والتعاون".
واضاف البيان "على خط مواز وكما اعلن سابقا، سيجتمع خبراء ايران والوكالة الذرية في طهران لبحث مسائل تقنية".
وكان رئيس المنظمة النووية الايرانية علي اكبر صالحي اعلن الثلاثاء انه دعا امانو الى طهران بمناسبة استئناف المحادثات بين الطرفين.
من جهتها عبرت اسرائيل عن غضبها الجمعة محذرة الغربيين من اي اتفاق مع ايران عدوها اللدود مؤكدة انها لن تكون معنية بمثل هذا الاتفاق.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة للصحافيين في مطار بن غوريون في تل ابيب قبل توجه كيري الى جنيف للقاء نظيره الايراني محمد جواد ظريف وممثلة الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، "انه اتفاق سيء جدا واسرائيل ترفضه بقوة"، منددا ب"صفقة القرن" بالنسبة لايران اثناء اجتماع منفرد مع كيري استمر ساعتين في مطار بن غوريون بتل ابيب.
وردت الادارة الاميركية الجمعة ان الانتقادات التي عبرت عنها اسرائيل بشان اتفاق مرحلي مع ايران حول برنامجها النووي "سابقة لاوانها".
وقال جوش ايرنست مساعد المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما انه حتى الان "ليس هناك اتفاق" في مفاوضات جنيف.
واضاف في لقاء صحافي على متن الطائرة الرئاسية التي تنقل اوباما من واشنطن الى نيواورلينز (لويزيانا، جنوب)، ان "اي انتقاد للاتفاق سابق لاوانه".
واكد ايرنست الذي سئل تحديدا حول تحذير رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لوزير الخارجية الاميركي جون كيري من اتفاق مع طهران، ان "الولايات المتحدة واسرائيل متفقتان تماما حول ضرورة منع ايران من امتلاك سلاح نووي".
وتتمحور المحادثات "البالغة التعقيد" بين ايران ومجموعة الدول الكبرى 5+1 حول اقتراح ايراني يدل على تغيير في النهج بشأن هذا الملف منذ انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في اب/اغسطس الماضي.
وبحسب هذا الاقتراح الذي لم يعلن مضمونه توافق ايران على تجميد جزء من برنامجها المثير للجدل مقابل رفع بعض العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.
والخميس قال وزير الخارجية الايراني لشبكة "سي ان ان" ان التوصل الى اتفاق امر ممكن قبل انهاء المحادثات مساء الجمعة في جنيف.
لكنه استبعد وقف تخصيب اليورانيوم "باكمله". واكد الوزير الايراني "لن يكون هناك وقف لعملية التخصيب باكملها لكن يمكننا ان نعالج مسائل مختلفة مطروحة على الطاولة".
ويثير تخصيب اليورانيوم من قبل ايران قلق الدول الغربية واسرائيل التي تخشى من استخدام اليورانيوم المخصب بنسبة 20% للحصول على اليورانيوم المخصب بنسبة 90% لغاية عسكرية.
وتملك ايران 19 الف جهاز طرد مركزي للقيام بهذا التخصيب.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر