مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد
آخر تحديث GMT 03:06:20
المغرب اليوم -

مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد

دمشق ـ وكالات

أثارت فتوى مجلس الإفتاء في سوريا بالدعوة للجهاد إلى جانب قوات الأسد تساؤلات حول الهدف من تأجيج الوازع الديني في هذه المرحلة من الأزمة السورية. الخبراء يتخوفون من منحى طائفي للصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين. تتخذ الحرب في سوريا بين المعارضة المسلحة والقوات النظامية أشكالا متعددة، فليس الصواريخ والقاذفات التي يعلو صوتها هي فقط التي تحدد الخاسر أو المنتصر في كل يوم من أيام الصراع الدامي في البلاد، بل آلة أخرى تقوم بالتعبئة، وحشد التأييد، وتحفيز المقاتلين على البطش بعدوهم وإلحاق اكبر الأضرار به، إنها الدعاية والدعاية المضادة. فنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعتبر نفسه نظاما علمانيا، طالما وصف معارضيه ممن حملوا السلاح في وجهه بـ"الإرهابيين أو الجهاديين". كذلك يقوم بعض معارضيه بوصفه بأنه "عميل او دمية" بيد إيران، فيما ذهب آخرون إلى تكفيره معلنين الجهاد ضده. ويرى مراقبون أن الدعاية الحربية في سوريا، سواء التي يقوم بها النظام أو المعارضة المسلحة، بدأت تأخذ أكثر من أي وقت مضى صبغة دينية، فقد أصدر مجلس الإفتاء الأعلى، وثيقَ الصلةِ بالحكومة في سوريا، فتوى تدعو المواطنين للانضمام إلى الجيش واصفا ذلك بأنه "مسؤولية إيمانية ووطنية"، قائلا إن الدفاع عن سورية هو "فرض عين" أي أنه واجب شرعي على كل مسلم، داعيا أفراد الجيش السوري الذين يخوضون "المعارك في الدفاع عن شعبنا وأمتنا بمراقبة الله عز وجل في جهادكم ودفاعكم عن سوريا رفعا لكلمة الله والحق في وطننا الغالي". وغداة إعلان مجلس الإفتاء الأعلى التابع للنظام السوري الجهاد ودعوته أبناء الشعب السوري الالتحاق بقوات النظام، عرض التلفزيون السوري الرسمي، حسب وكاله الأنباء الألمانية، أغنية "سنخوض معاركنا معهم"، وهي إحدى أشهر أغاني تنظيم القاعدة وغيره من المنظمات الجهادية حول العالم. ويرى الدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باريس أن النظام في سوريا الذي يقوده حزب البعث العلماني يحاول أن يستخدم مصطلح "الجهاد" ضد خصومه "لأنه أصيب بالاستنزاف"، فالكثير من قوات الاحتياط في الجيش السوري وحتى الشباب ممن يتم استدعاؤهم لخدمه العلم يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية. وبالتالي فإن "ربط هذه الخدمة بالوازع الديني قد يشجع المترددين على الالتحاق بالجيش السوري النظامي"، كما يقول ابو دياب في حوار مع DW. وقد نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن أحمد بدر الدين حسون، المفتي العام للجمهورية، دعوته لـ"كل الأمهات والآباء في الوطن إلى حث أبنائهم على الانضمام إلى صفوف الجيش العربي السوري من أجل حماية سورية والدفاع عنها في وجه المؤامرة الكونية التي تستهدفها أرضا وشعبا ومؤسسات". مضيفا أن الجيش في "حالة دفاع عن النفس والوطن في مواجهة القوى المتآمرة على سوريا". ويرى الدكتور أبو دياب في هذه الدعوة محاولة لـ"إعطاء التبرير الديني لما تقوم به هيئة أركان الجيش السوري بالإضافة إلى مساندة طلبها التعبئة والنفير في وسط الشباب السوري". ويشار في هذا الصدد إلى أن الجيش العربي السوري، الذي يحمل الطابع العلماني، كان يمنع كل المظاهر الدينية داخل المؤسسة العسكرية. وقبل فتوى الشيخ حسون كانت فتاوى أخرى تصب في ذات الاتجاه، سواءا من داخل سوريا أو خارجها، فالكثير من الأمة والدعاة يطالبون ومن على المنابر بدعم جهة ما على جهة أخرى في هذا الصراع الذي دخل عامه الثالث، وقد انتشرت هذه الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى موقع اليوتيوب نجد مثلا فيديو للشيخ محمد العريفي، وهو داعية سعودي معروف، يطلب فيه "النصرة باسم الإسلام لأهل الشام"، في إشارة منه إلى إعلان "الجهاد لإسقاط نظام بشار". في المقابل ظهرت دعوات دينيه أخرى  في العراق وإيران، ولبنان، لنصرة نظام الأسد، فقد طالب رجل الدين الإيراني مهدي طائب، بدعم الجيش النظامي السوري مؤكدا بالقول  "لو خسرنا سوريا لا يمكن أن نحتفظ بطهران". ومن كل هذه التصريحات الداعية إلى "الجهاد" يتخوف المحلل السياسي خطار ابو دياب من أن تصبح سوريا "ساحة معركة بين عناصر جهاديه لدعم الاسد وعناصر جهاديه أخرى مناوئه له". ويضيف قائلا: "إن الأخطر هو أن دعوة حسون إلى الجهاد قد تكون رسالة إلى حلفاء نظام دمشق للمساهمه في هذه المعركة باسم الدين"، الأمر الذي قد يحول الثورة السورية، إلى صراع إقليمي طائفي. وهو منحى حذرت منه لجنة من المحققين التابعين للأمم المتحدة في تقرير قدمته قبل يومين لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جينيف.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:31 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً
المغرب اليوم - اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib