مدنية فيلم يوثق الثورة السودانية بعدسة الواقع والإنسان
آخر تحديث GMT 23:59:11
المغرب اليوم -
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

مدنية فيلم يوثق الثورة السودانية بعدسة الواقع والإنسان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مدنية فيلم يوثق الثورة السودانية بعدسة الواقع والإنسان

مواطنون سودانيون يرفعون الأعلام في أنحاء مدن السودان
الخرطوم ـ المغرب اليوم

"في لحظات الثورة، لم تكن الكاميرا مجرد أداة تسجيل، بل نافذة تطل على الحقيقة، توثق الأحلام التي اشتعلت وسط الدخان، وترصد ملامح الخوف والأمل على وجوه المتظاهرين. كنتُ هناك، في قلب الأحداث، أتنقّل بين الشوارع والساحات، ألتقط مشاهد لن تتكرر، وأدرك أن ما أسجله ليس مجرد صور، بل ذاكرة وطن تُوثق بعدسة الكاميرا".

بهذه الكلمات، يختصر المخرج محمد صُباحي رحلته مع فيلم الوثائقي "مدنية"، الذي لم يكن مشروعًا مخططًا أو مدروسًا بقدر ما كان استجابة فطرية للحظة فارقة في تاريخ السودان. لم يكن صباحي مجرد مراقب، بل كان جزءًا من الحراك الشعبي، يسجل تحولاته وتحدياته، ويرصد تفاصيله الدقيقة التي غالبًا ما تتوارى خلف العناوين العريضة للأحداث. ومع تسارع وتيرة الثورة، بات واضحًا أن هناك قصة يجب أن تُروى، ليس فقط عن المظاهرات، بل عن الأحلام التي تأجّجت، والمخاطر التي واجهها السودانيون في مسيرتهم نحو التغيير. لذلك "مدنية" لم يكن مجرد فيلم وثائقي عن الثورة، بل شهادة حيّة على روحها، وعدسة التقطت ما عجزت الكلمات عن وصفه.

لم يكن مدنية نتاج تخطيط مسبق، بل جاء كرد فعل طبيعي على تطورات المشهد. يوضح صُباحي ذلك قائلًا: "عشتُ تفاصيل الثورة بكل جوارحي، لم أكن مجرد مخرج يحمل كاميرا، بل كنتُ جزءًا من الحدث، أعايشه بكل أبعاده. مع تصاعد الحراك، شعرت أن هناك لحظة تستحق أن تُوثّق، ليس فقط من منظور سياسي، بل إنساني أيضًا. لم تكن القصة عن المظاهرات وحدها، بل عن الحلم الذي قاد السودانيين إلى الشارع، وعن التحديات التي واجهتهم في مسيرتهم الطويلة نحو الحرية. الفيلم كان طريقتي للمشاركة في هذه اللحظة الفارقة، وتاريخها بعدسة قريبة من نبض الشارع".

الفصل بين الدور المهني والانتماء الشخصي لم يكن سهلًا، إذ وجد صُباحي نفسه أمام معادلة صعبة: كيف يحافظ على موضوعيته كمخرج، وهو في الوقت ذاته جزء من الثورة؟ عن هذه التحديات، يقول لـ"العربية.نت": "لم يكن الأمر سهلاً، فالحدود بين كوني مخرجاً وكوني مواطناً كانت غير واضحة. لكنني رأيت أن دوري كمخرج هو امتدادٌ لدوري كمواطن، وأن مسؤولية التوثيق لا تقل أهمية عن أي شكل آخر من أشكال المشاركة. كنتُ مدفوعًا برغبة عميقة في حفظ هذه اللحظات، ليس كمجرد مشاهد عابرة، بل كشهادات حيّة قد تصبح يومًا ما جزءاً من ذاكرة الوطن. حاولتُ أن أترك الكاميرا تنقل الحقيقة كما هي، دون تدخل أو تحريف، رغم أن المشاعر كانت أحيانًا أقوى من أي عدسة".

لم يكن التصوير مجرد توثيق هادئ للأحداث، بل مغامرة محفوفة بالمخاطر. عن أصعب اللحظات التي مر بها، يقول صُباحي: "الظهور في قلب المواجهات لم يكن قراراً سهلاً، خاصة مع الوحشية والقمع التي قوبل بها المتظاهرون، لكنه كان ضروريًا لإيصال الصورة كاملة. في إحدى المرات، وجدتُ نفسي بين صفوف المتظاهرين في لحظة تصاعد فيها العنف بشكل مفاجئ، كان الرصاص يتطاير، والدخان يملأ المكان، والناس يركضون بحثًا عن ملجأ من هراوات الشرطة الغليظة.

في تلك اللحظة، تساءلتُ: هل أواصل التصوير أم أتوقف؟ لكنني كنتُ مدركًا أن هذه المشاهد لا يمكن أن تضيع، لأن التوثيق ليس مجرد تسجيل، بل مسؤولية تجاه كل من خاطر بحياته من أجل هذا الحلم".

يروي الفيلم الثورة من خلال ثلاث شخصيات محورية، لكن لماذا وقع الاختيار عليهم تحديدًا؟ يجيب صُباحي: "لم يكن هناك سيناريو مُعد سلفًا، بل كنتُ أبحث عن وجوه تعكس جوهر الثورة. كنتُ أرغب في توثيق التجربة من منظور أشخاص عاديين، أناس وجدوا أنفسهم في قلب الحدث دون تخطيط، لكنهم حملوا على عاتقهم أحلام التغيير. خلال التصوير، قابلتُ ست شخصيات، لكن في النهاية، ركّزنا على ثلاثة فقط، لأن قصصهم كانت الأكثر تعبيرًا عن روح الثورة. كان من الصعب استبعاد بعض الشخصيات، لكن طبيعة السرد فرضت علينا اتخاذ قرارات تحريرية لضمان تماسك الفيلم وانسيابية إيقاعه".

بعد عرض "مدنية"، أدرك صُباحي أن الفيلم تجاوز كونه مجرد توثيق للأحداث، ليصبح جزءًا من الذاكرة الجمعية للسودانيين. عن ردود الفعل التي تلقاها، يقول: "ما لمسني حقًا هو التفاعل العاطفي مع الفيلم. بعض المشاهدين شاهدوا الأحداث كما لو كانوا يعيشونها من جديد، والبعض تساءل عن مصير الثورة بعد كل تلك التضحيات. الفيلم لم يكن مجرد استعراض للوقائع، بل شهادة على زمن فارق، ورسالة تقول إن ما حدث لن يُنسى ولن يُمحى إلى الأبد. فالتاريخ يُكتب بطرق عديدة، وأحيانًا، تكون الصورة أبلغ من أي كلمات.

قد يهمك ايضا

الجيش السوداني يعلن السيطرة على مدينتي الأبيض والقطينة

 

الجيش السوداني يسيطر على النيل الأبيض واشتباكات ضارية في الخرطوم

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدنية فيلم يوثق الثورة السودانية بعدسة الواقع والإنسان مدنية فيلم يوثق الثورة السودانية بعدسة الواقع والإنسان



إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib