الدار البيضاء- جميلة عمر
أوقفت مصالح الأمن في عين السبع عصابة إجراميّة خطيرة، يترأسها مواطن سوري يعيش في المغرب بطريقة غير شرعيّة، بالإضافة إلى أربعة أشخاص آخرين مَغاربة من بينهم سيدتين، بعد أنَّ ثبت تورطهم جميعًا في أعمال نصب واحتيال، وتزوير وثائق رسمية، والاختطاف والاحتجاز، وخيانة الأمانة، والعلاقة الجنسية غير الشرعيّة والإدلاء بهويّة مستعارة.
وجاء توقيف هذه العصابة بعد عدّة شكاوى أحيلت على هذه المصلحة خاصة من طرف أصحاب شركات شراء السيارات ومتاجر بيع أثاث تعرّضوا لعمليات نصب عن طريق شيكات بدون رصيد، من طرف مواطن ادّعى أنه مغربي يعيش في ليبيا، حيث أسفر البحث على أنه اشترى سيارات فارهة واشترى أثاث من النوع الرفيع والغالي الثمن مقابل مبالغ هزيلة كتسبيق وشيكات بين فيما بعد أنها بدون رصيد.
وأسفرت التحريّات والأبحاث التي أجرتها عناصر الأمن عن توقيف المتهم الأول والذي اتضح أنه رئيس العصابة، وتبيّن من خلال البحث أنه ليس مغربيًا على الرغم من استعماله لبطاقة تعريف وطنية ورخصة سياقة مغربيتين في معاملاته، كما أنه أدلى ببطاقة تعريف بهويّة سوريّة أثناء إيقافه والتي تبيّن أنها مزورة أيضًا، ليتمّ إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية ومواجهته بالضحايا الذين تعرفوا عليه.
وخلال الاستماع إليه في محضر قانوني، اعترف على أنه دخل المغرب في العام 2003 عن طريق الحدود الجزائرية بطريقة غير قانونية، وعمل في حفر الآبار واستقرّ في هوارة وربط علاقة غير شرعيّة مع مغربية، أسفرت عن طفلة سلّمها إلى شخص آخر بعد أنَّ انفصل عن والدتها، وهو الشخص نفسه الذي ساعده في تزوير البطاقتين وإنشاء الشركة، إلا أنَّ هذا الأخير أخبره أنَّ الطفلة خرجت ولم تعد حيث استغلها كوسيلة ضغط على المتهم السوري ليستمر وإياه في عمليات النصب.
وبعدما أمّن له الأخير الإقامة في المغرب عن طريق تزوير بطاقة تعريف سوريّة، ثم فيما بعد بطاقة تعريف وطنية مغربيّة مزوّرة من أجل إنهاء المساطر القانونية المتعلقة بإنشاء شركة، وهو ما مكّنهم من شراء سيارات وأثاث ومعدّات عن طريق شيكات في اسم الشركة وهي بدون رصيد، وكُللت جميع العمليات بالنجاح بعدما انضّم إليهم شخص آخر.
ومن خلال تنقيط المواطن السوري عند الشرطة تبيّن أنه موضوع 35 مذكرة بحث تتعلق كلها بالنصب وخيانة الأمانة وإصدار شيكات بدون رصيد، كما أوقفت العناصر الأمنية شخصين آخرين، من بينهما الشخص الذي تكفل بتأمين الوثائق المزوّرة رفقة شخص آخر وخليلته، والذي تبيّن أيضًا أنه موضوع أربع مذكرات بحث وأنه هو الآخر مشاركًا في اختطاف واحتجاز ابنة المتهم السوري.
كما ضبطت العناصر الأمنية في مسكن المتهم السوري بطاقتين رماديتين و12 شيكًا فارغًا ودفتر شيكات ودفتر كمبيالات وستة أختام مزوّرة ومجموعة من الحروف المطاطية التي تستعمل في تركيب الطوابع الخاصة بالشركات، وقانون تأسيسي لشركة ووصل إيداع ملف خاص بسيارة وسيارة نوع كولف وورقتها الخضراء والرمادية.
كما أسفرت التحريّات بأنَّ السيارة المحجوزة في اسم زوجة المتهم الثاني والتي تمّ إيقافها هي الأخرى، تمّ شراؤها من شخص مجهول بمدينة الناظور وتزوير وثائقها في مدينة خريبكة، كما تبيّن أنَّ المتم الثالت كان يتكلّف بتزوير البطائق التعريفية وأنَّ العلاقة التي تربطه بالموقوفة رابعًا تبقى غير شرعيّة.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر