أكّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن بلاده لا تمانع في نشر قوات دولية داخل قطاع غزة، بهدف تمكين السلطة الفلسطينية من ممارسة صلاحياتها وبناء مقومات الدولة الفلسطينية، بما يضمن أمن جميع الأطراف المعنية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده عبد العاطي في القاهرة، حيث أشار إلى وجود إمكانية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حال توافرت النيات الحسنة والإرادة السياسية لدى الأطراف كافة، مؤكداً أن تحقيق السلام في المنطقة يبقى رهيناً بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وفي سياق متصل، أوضح عبد العاطي أن الجهود المصرية تتركز حالياً على منع إسرائيل من تنفيذ قراراتها التي وصفها بـ"غير المسؤولة"، والتي تهدف إلى توسيع العمليات العسكرية داخل القطاع. كما شدد على أن مصر ترفض بشكل قاطع تهديدات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى السيطرة الكاملة على غزة، التي تعاني أصلاً من أوضاع إنسانية مأساوية نتيجة للحصار والتصعيد العسكري المستمر.
وأضاف أن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بهدف التحذير من تداعيات أي خطوة إسرائيلية لإعادة احتلال القطاع، محذراً من أن مثل هذه الإجراءات قد تفجر الأوضاع بشكل أكبر وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
وفي ما يتعلق بالوضع الإنساني، وصف عبد العاطي الأوضاع في غزة بأنها "كارثية"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يفرض قيوداً صارمة على دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة. وأكد أن المجتمع الدولي فشل في وضع حد لما سماها "الجرائم الممنهجة" التي ترتكبها إسرائيل، والتي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، على حد تعبيره.
وفي الوقت الذي تتكثف فيه الجهود المصرية الدبلوماسية، وصل وفد من حركة "حماس" برئاسة القيادي خليل الحية إلى القاهرة، بهدف متابعة الاتصالات الجارية مع الجانب المصري بشأن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. وتسعى القاهرة، بدعم من أطراف إقليمية ودولية، إلى التوسط بين الجانبين وإيجاد أرضية مشتركة تمهد لوقف شامل لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع.
هذه التطورات تأتي في ظل تحركات إسرائيلية على الأرض تهدف إلى بسط السيطرة الكاملة على قطاع غزة. وقد أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة تحت مسمى "خطة احتلال غزة"، ما يعكس نيتها المعلنة بشن عملية عسكرية واسعة النطاق. ووفقاً للتقارير، فإن الجيش الإسرائيلي يعتزم دفع نحو مليون فلسطيني من مناطق وسط القطاع إلى جنوبه، الذي يعاني بدوره من الاكتظاظ نتيجة تدفق النازحين من مختلف المناطق المتضررة.
وفي السياق ذاته، كانت حركة "حماس" قد أعلنت، في السابع والعشرين من يوليو الماضي، أن استمرار الحصار الإسرائيلي وفشل المجتمع الدولي في وقف العدوان يجعل من المفاوضات أمراً غير مجدٍ في المرحلة الراهنة. كما سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أمر بسحب وفد بلاده من مفاوضات الدوحة التي كانت تُجرى منذ يونيو الماضي، بعد أن رفضت حماس المقترح الأميركي المعدل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وقد تبعت واشنطن الخطوة ذاتها، حيث قررت استدعاء مفاوضيها من العاصمة القطرية، في إشارة إلى تعثر المسار التفاوضي.
وفي خضم هذه التوترات، لا تزال القاهرة تبذل جهوداً مكثفة لمنع انزلاق الأوضاع نحو مزيد من التصعيد، ولتمهيد الطريق أمام حل سياسي شامل يضمن إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة، باعتبار ذلك المدخل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
تحركات مصرية مكثفة لدعم حل الدولتين وإنقاذ القضية الفلسطينية في مؤتمر دولي بالأمم المتحدة
السلطة الفلسطينية توقف بث قناة الجزيرة وغالانت يستقيل من الكنيست بسبب الحريديم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر