القاهرة ـ المغرب اليوم
من مساحيق الكولاجين إلى حلوى تقوية المناعة، تنتشر المكملات الغذائية في كل مكان، في منشوراتنا على «إنستغرام»، وعلى رفوف المتاجر، وتملأ خزائن حماماتنا، تَعِدُنا ببشرة متوهجة، ونوم أفضل، وتركيز أعلى، أو حتى عمر أطول، وتُسوّق لنا على أنها حلول سريعة لمشاكل الصحة العصرية.
راشيل وودز، المحاضرة الأولى في علم وظائف الأعضاء بجامعة لينكولن في إنجلترا، بصفتها خبيرة تغذية، حددت عناصر يجب أن يعرفها المستخدمون قبل شراء المكملات الغذائية كتبت في مقال لها نُشِر، الثلاثاء، على منصة «ساينس إكس نتورك» نقلاً عن موقع ذا كونفيرزيشين: «لبعض المكملات الغذائية دور معتبر في ظروف معينة، إلا أنها غالباً ما يساء فهمها وتباع بسعر مبالغ فيه». ويجهل الكثيرون المخاطر والخدع التسويقية وراء ملصقاتها. وحددت راشيل 5 نصائح قبل شراء أو تناول المكملات الغذائية كالتالي:
1. ابدأ بالطعام وليس المكملات الغذائية
إذا كان بإمكانك الحصول على عنصر غذائي من نظامك الغذائي، فهذا هو الخيار الأفضل. تُعرّف وكالة معايير الغذاء بالمملكة المتحدة المكمل الغذائي بأنه منتج «يهدف إلى تصحيح النقص الغذائي، أو ضمان تناول كافٍ من بعض العناصر الغذائية، أو دعم وظائف فسيولوجية محددة بالجسم». بمعنى آخر، تُقدم المكملات الغذائية لدعم نظامك الغذائي، وليست بديلة للأطعمة. ومع ذلك، هناك حالات تُصبح فيها المكملات الغذائية ضرورية. على سبيل المثال، يُنصح بتناول حمض الفوليك قبل الحمل وفي أثنائه. ويُنصح بتناول فيتامين «د» خلال أشهر الشتاء عندما تكون أشعة الشمس مُحدودة، وهكذا.
2. تجنب خطر الجرعات الزائدة
تناول جرعة زائدة من المكملات الغذائية أسهل بكثير من الإفراط في تناولها مع الطعام. على المدى القصير، قد يؤدي ذلك إلى آثار جانبية مثل الغثيان أو الإسهال. لكن الإفراط في استخدامها على المدى الطويل قد تكون له عواقب وخيمة.
3. لا تثق بنصائح منصات التواصل الاجتماعي
بمجرد قضاء بضع دقائق على الإنترنت، سترى على الأرجح مكملات غذائية يروج لها على أنها «معززة للمناعة» أو «طبيعية» أو «مزيلة للسموم». قد تبدو هذه الكلمات مقنعة، لكن ليس لها تعريف علمي. إنها مجرد مصطلحات تسويقية. فالمكملات الغذائية «ليست منتجات طبية» و«لا يمكن أن يكون لها تأثير دوائي أو مناعي أو أيضي». ومع ذلك، فإن كثيراً من الادعاءات على الإنترنت تشير لخلاف ذلك، خصوصاً مع التسويق عبر المؤثرين وبرامج التسويق بالعمولة. وهم يُروّجون غالباً للمنتجات باستخدام قصص شخصية بدلاً من الأدلة الطبية.
4. البيع وليس الدليل العلمي
يقدر حجم السوق العالمية للمكملات الغذائية بأكثر من 100 مليار جنيه إسترليني. ومثل أي صناعة رئيسية، فإن هدفها النمو والربح. وهذا يُؤثّر على كيفية تطوير المنتجات وتسويقها. فإذا كان المكمل الغذائي فعالاً حقاً، لكان الأطباء هم من يُوصون به، لا المؤثرون.
5 - بعض المكملات ليست آمنة للجميع
توافر بعض المكملات الغذائية دون وصفة طبية لا يعني أنها آمنة. حتى المنتجات التي تحمل علامة «طبيعية» قد تتفاعل مع الأدوية أو تسبب ضرراً. بعض المكملات التي تُستخدم أحياناً لتعزيز الصحة النفسية وحالة المزاج، قد تكون لها آثار جانبية خطيرة. فيمكن أن تسبب جرعات عالية من الحديد مشاكل في الجهاز الهضمي وتؤثر على امتصاص بعض المضادات الحيوية. لم تُختبر سلامة الكثير من المكملات الغذائية على الحوامل. ومن المعروف أن مكملات أخرى، مثل فيتامين «أ» بجرعات عالية، ضارة أثناء الحمل ويمكن أن تنتقل عبر حليب الأم.
وختاماً، يمكن للمكملات الغذائية أن تدعم الصحة عند الحاجة، ولكنها ليست علاجاً شاملاً. قبل أن تنفق أموالك على منتج يحمل وعوداً كبيرة، اسأل نفسك: هل أحتاج إليه حقاً، أم سيكون من الأفضل أن أنفق المال على طعام مغذٍّ؟
قد يهمك أيضـــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر