دراسة مغربية تقترح تعويض تسمية مرض الصرع بـالاعتلال الكهربائي للدماغ
آخر تحديث GMT 20:08:18
المغرب اليوم -

دراسة مغربية تقترح تعويض تسمية مرض "الصرع" بـ"الاعتلال الكهربائي للدماغ"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دراسة مغربية تقترح تعويض تسمية مرض

الصرع
الرباط _ المغرب اليوم

قام فريق من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والعصبة المغربية لمحاربة الصرع والجمعية المغربية للفيزيولوجيا العصبية بالمغرب بإجراء دراسة ميدانية تهدف إلى ترشيح مصطلحات بديلة عن مصطلح الصرع، بسبب تداخل ما هو علمي بما هو غير علمي. وجاء ضمن خلاصات الدراسة أن مفهوم الصرع له حمولات قدحية تسبب وصما وعزلا اجتماعيا للمريض، كما أنه كان مرتبطاً على مر الزمن بالمعتقدات الخاطئة والأساطير المتوارثة، وظل حبيس الجهل والأوهام والمعتقدات الخرافية، التي أرجعت أسبابه إلى المس الشيطاني أو العقاب الإلهي، وتطورت الأفكار بمرور الوقت من

التفسيرات السحرية إلى التفسيرات العلمية. وحسب معطيات قدمها الدكتور عبد العزيز لمقدم، أخصائي نفسي عصبي، والدكتور زهير سويرتي، أستاذ طب الأعصاب، وهما عضوان في الفريق العلمي للدراسة، يعود توثيق مرض الصرع والمصطلحات المعبرة عن النوبات إلى 2500 سنة قبل الميلاد، مشيرين إلى أن المصطلح خضع للمراجعة والتحديث على مدى العصور، ووصف في الأدبيات التاريخية بأوصاف لا تختلف عن تلك المستعملة في الوقت الحالي، مثل الصرع أو النوبة أو السكتة الدماغية أو التشنج. كما عرف مصطلح الصرع، وفق الدراسة ذاتها، تغيرات كثيرة حتى داخل

المجال التداولي المعاصر، حيث اقترحت الكثير من الدراسات مصطلحات بديلة مثل بحث كيساني، الذي اقترح وزملاءه من جامعة القاضي عياض بمراكش عدة مصطلحات مثل “اضطراب السقوط” و”التأخير السلوكي” و”إبيليبسيا” و”كهربائي” و”كهرباء الدماغ “. وجاء ضمن الدراسة ذاتها أنه بالرجوع إلى القاموس الأمازيغي، فقد عثر على أن لمصطلح “صرع” مرادفات كثيرة، لكن دلالاتها متباينة، وتتأرجح بين ما هو سلبي وما هو أقرب إلى التحديد الصحيح. إذ أن كلمة “بوتاماز” ترادف كلمة “إبيليبسيا” في التحديد اللاتيني، ومعناها المرض الذي يسلب. كما أن كلمة “تغيت تميمونت” أو “تومزت

تميمونت” تحيلان إلى فعل “إغي” أو “يومز”، وهي دلالة على السلب أو الحجز أو الأخذ بالقوة. بينما تحيل “تميمونت” على “لالة ميمونة”، وفي ذلك إشارة إلى السلب أو الحجز من طرف “لالة ميمونة”، وهو بطريقة أخرى مس أو لعنة من الجن أو الأرواح، فضلا عن مرادفات أخرى مثل “أسللي” و”فرزدق” و”تقريانت” و”تكاراوات”. وفي مقابل ذلك نجد مصطلح “أكليل”، وهو المصطلح الأقرب إلى التحديد الصحيح، حيث نجده في المعجم الطبي الأمازيغي المغربي، بسبب خلوه من الدلالات السلبية حول الصرع. هدف الدراسة في المجال هو اقتراح مصطلح بديل عن المفهوم التقليدي، حيث تم

ترشيح المصطلحات التالية لتقوم بدل مصطلح الصرع، وهي: الصرع (assare)، الاختلاج (convulsion)، إبيليبسي (epilepsy)، الاعتلال الكهربائي للدماغ (Electroencephalopathy). و تكونت العينة من 300 مستجوب، وحصل مصطلح “الاعتلال الكهربائي للدماغ “على نسبة كبيرة مقارنة بالمصطلحات الأخرى، فيما حل “إبيليبسي” ثانيا، و”الاختلاج” ثالثاً، في الوقت الذي تم إقصاء “الصرع”. ولعب متغير الفئة المصابة بمرض الصرع والفئة التي تلقت تعليما جامعيا دورا حاسما في اقتراح مصطلح “الاعتلال الكهربائي للدماغ”، وتغليب كفته مقارنة بالمصطلحات التي اقترحتها الدراسة، لأنه مصطلح يعبر

عن اختلال في النشاط الكهربائي للدماغ، ويتم تشخيصه عادة بالآلات مثل شبكة التخطيط الكهربائي للدماغ EEG، ويتم علاجه بالعقاقير أو التدخل الجراحي. ونبهت الدراسة إلى دور التعليم في توجيه الآراء وتحطيم الأفكار والمعتقدات والتمثلات السلبية حول مرض الصرع، والتي تفسره بالأرواح الشريرة التي تسكن الجسد وتتعاطى معه على المستوى العلاجي بالممارسات العشوائية كصرع “الممسوس” بواسطة ”الفقيه” أو الراقي، وهو ما يجعل المريض عرضة للاستغلال من طرف الكثير من المحسوبين على الدين والرقاة والمشعوذين. كما لفتت الدراسة الانتباه إلى دور فئة المرضى

ورغبتها في تغيير المصطلح، لأنها الفئة الأكثر تضررا من استعمال هذا المصطلح (الصرع). وبناء على النتائج المهمة التي توصلت إليها الدراسة، أصبحت العصبة المغربية لمحاربة الصرع تتبنى رسميا مصطلح “الاعتلال الكهربائي للدماغ” Electroencephalopathy بدل مصطلح “الصرع” assare، على اعتبار أنه مصطلح يعبر عن مرض كبقية الأمراض العصبية التي يتعامل معها الطب مثل الصداع وألزهايمر والتصلب اللوحي وباركنسون. كما أكدت الدراسة ذاتها أن التصنيف العلمي والتشخيص الجيد باعتماد الآلة ساعدا على فهم المرض، ناهيك عن كون المصطلح الجديد سيساعد المريض

على تقبل ذاته وتقبل مرضه. وتلعب التوعية بعدم خطورة المريض على المجتمع وبأنه لا يشكل أي تهديد لاستقرار هذا الأخير دورا مهما في هدم الكثير من التمثلات والمعتقدات الخاطئة داخل المجتمع. ومعروف أن للوصم كلفة نفسية تتجلى في دورات الاكتئاب والقلق ومشاكل في تقدير الذات، يتحملها المصاب وحده، مما يؤثر على الرفاه النفسي للمريض. وأشارت الدراسة ذاتها إلى أن المصابين بالاعتلال الكهربائي يعانون من ارتفاع معدل البطالة ونقص فرص الشغل المناسب مقارنة بالأشخاص العاديين. كما ذكرت الدراسة ذاتها أن الوضع الذي تعيشه هذه الفئة تجعلهم يظهرون

مواقف تدل على عدم تقبلهم لذواتهم، بسبب أن الصرع يحمل علامة اجتماعية ووصمة عار تؤثر على التصنيف الاجتماعي للفرد. وبناء عليه، سيكتسب المصطلح الجديد الذي اقترحته فئة المرضى والفئة التي وصلت إلى مرحلة التعليم الجامعي، حسب الدراسة، أهمية كبيرة، بسبب كون المصطلح المقترح يعبر بشكل علمي عن اختلال في النشاط الكهربائي للدماغ، وهو اختلال لا يختلف عن بقية الاختلالات الفيزيولوجية والكيميائية التي تحدث عادة في بقية الأمراض الأخرى، لكنها لا تسبب أي وصم اجتماعي ذي تكلفة عالية على صحة الناس وعلى رفاههم النفسي وجودة الحياة لديهم.

ونبهت الدراسة نفسها إلى دور الثقافة الصحية والحملات التحسيسية داخل المجتمع، حيث أكدت على دورهما في تحسين معارف وممارسات الناس حول الاعتلال الكهربائي، وفي تغيير المفاهيم القدحية التي تسيئ إلى المريض، وكذلك محاربة وصمة العار في الوسط التعليمي. كما أكدت على أن للمدرسين دورا مهما في التعريف بهذا الاعتلال، وتوجيه الناس نحو تبني المعتقدات الصحيحة داخل الأوساط التعليمية، وهو ما قد يساعد على التقليل من حدته، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي لهذه الفئة من المرضى.

قد يهمك ايضا

رجل يستغل مرض زوجته بالصرع لاستخراج "كنز"

فنانون برعوا بتجسيد المرض النفسي وحالات الجنون في أعمالهم

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة مغربية تقترح تعويض تسمية مرض الصرع بـالاعتلال الكهربائي للدماغ دراسة مغربية تقترح تعويض تسمية مرض الصرع بـالاعتلال الكهربائي للدماغ



أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 15:42 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الإعلان عن قميص مانشستر سيتي في الموسم المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib