كشفت دراسة حديثة نُشرت في المجلة البريطانية لطب العيون (the British Journal of Ophthalmology) في الثلث الأخير من شهر أغسطس (آب) من العام الحالي، عن احتمالية أن يساعد النظام الغذائي الغني بالدهون الجيدة مثل أوميغا 3، في الوقاية من الإصابة بقصر النظر (myopia) عند الأطفال. وفي المقابل أكد الباحثون أن تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة (الضارة) يزيد من خطر الإصابة.
انتشار قصر النظر
الدراسة التي أجراها باحثون من هونغ كونغ أوضحت أن انتشار قصر النظر عالمياً خصوصاً في شرق آسيا يمكن أن يؤثر بالسلب على حدة الإبصار في الأطفال، لا سيما مع زيادة عوامل الخطورة المختلفة للإصابة بقصر النظر، وأهمهما زيادة الوقت المنقضي أمام الشاشات، بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي.
أجرى الباحثون الدراسة على نحو ألف طفل من الأطفال الصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات وجرى اختيارهم بشكل عشوائي من دراسة لفحص عيون الأطفال في هونغ كونغ Hong Kong Children Eye Study وهي دراسة تتتبع تطور أمراض العيون وعوامل الخطر المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بها على المدى البعيد.
الغذاء لتقييم حدة الإبصار
بعد ذلك أجرى العلماء تقييماً لحدة الإبصار للأطفال المشاركين، ثم تم توزيع استطلاع للرأي أجاب عنه الأطفال بمساعدة والديهم يتناول النظام الغذائي لهم بشكل مفصل لمجموعات الطعام المختلفة التي شملت الكربوهيدرات مثل (الخبز والحبوب والمعكرونة والأرز والنودلز) وشملت البروتينات مثل (اللحوم والأسماك والبيض والحليب ومنتجات الألبان وأيضاً البقوليات).
وإضافة إلى ذلك تضمنت أيضاً الفيتامينات من (الخضراوات والفاكهة) والمشروبات المختلفة سواء السكرية أو الحمضية، إلى جانب الوجبات الخفيفة والدهون الجيدة؛ مثل الموجودة في زيت الزيتون والأسماك الدهنية (التي تحتوي على أوميغا 3) والدهون الضارة مثل الزيوت المنتجة صناعياً.
تحديد العوامل المؤثرة
تبعاً لإجابات الآباء والأطفال على استطلاع الرأي قام الباحثون بحساب كميات الطاقة لكل طعام وبشكل خاص الدهون المشبعة (الضارة) والدهون غير المشبعة (الجيدة) وكذلك تم حساب كمية الطاقة الناتجة من تناول جميع العناصر الغذائية الأخرى بما فيها الكربوهيدرات والبروتينات والمعادن المختلفة (الحديد والكالسيوم) والفيتامينات والسكر.
تم رصد الوقت الذي قضاه الأطفال في التعرض للهواء الطلق سواء في أوقات الفراغ أو في أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية، وكذلك تم رصد الوقت الذي قضاه الأطفال في المنزل سواء للقراءة والكتابة أو أمام الشاشات المختلفة خلال أيام الأسبوع بما فيها عطلة نهاية الأسبوع.
في المجمل كانت هناك نسبة من الأطفال تزيد على ربع العينة (27.5 في المائة) يعانون من قصر النظر.
«أوميغا 3» تقلل الخطر
وارتبط تناول كميات أكبر من الأطعمة التي تحتوي على أوميغا 3 في النظام الغذائي بانخفاض خطر الإصابة بهذه الحالة.
وكان طول محور العين Axial length (وهو المسافة من القرنية في الأمام إلى الشبكية في الخلف) أطول في الأطفال الذين تناولوا كمية أقل من أوميغا 3 في النظام الغذائي.
وتُعد زيادة طول محور العين مؤشراً مهماً على تطور حالة قصر النظر لأن الطول المتزايد يؤدي إلى تركيز الضوء أمام الشبكية بدلاً من تركيزه عليها مباشرةً مما يُصعب من رؤية الأشياء البعيدة.
وفي المقابل كان طول محور العين أقصر في الأطفال الذين تناولوا كمية أكبر من أوميغا 3 في نظامهم الغذائي، مما يسهم في تحسين الرؤية. وكان هذا الفرق في طول محور العين ملحوظاً حتى بعد تثبيت العوامل التي يمكن أن تؤثر في طول العين مثل (العمر والجنس والوزن والوقت المنقضي في الهواء الطلق وكذلك أمام الشاشات والعامل الوراثي)، مما يوضح أهمية النظام الغذائي ودور أوميغا 3 على وجه التحديد في الحماية من قصر النظر.
قد يهمك أيضـــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر