الجشع يجعل الشخص أكثر غضباً وعدائية واكتئاباً
آخر تحديث GMT 00:03:44
المغرب اليوم -

"الجشع" يجعل الشخص أكثر غضباً وعدائية واكتئاباً

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

أمراض نفسية
واشنطن - المغرب اليوم

تكشف الأبحاث الحديثة في علم الأعصاب حقيقة عميقة: إن السعي الدؤوب لتحقيق الثروة والنجاح، والذي غالباً ما يتم التفاخر به، يمكن أن يؤدي إلى ضائقة عاطفية ونفسية كبيرة.
دراسة خصائص الشخصية الجشعة

تتعمق هذه الدراسة الشاملة التي ضمت أكثر من 400 فرد، في سمات أو خصائص الشخصية الجشعة (خ ش ج) greed personality trait وتأثيراتها العاطفية. وتكشف أن وجود مستويات عالية من هذه الخصائص يرتبط بزيادة الاكتئاب والغضب والعدوان. يمتد هذا الارتباط إلى ما هو أبعد من السلوك إلى بنية الدماغ؛ حيث تشير بيانات تصوير الشبكات العصبية إلى حصول تأثيرات كبيرة على مناطق محددة في الدماغ، لدى أولئك الذين لديهم سمات جشع أعلى.

دماغ الشخص الجشع وتأثير الدومينو

لم يُبلغ المشاركون الحاصلون على درجات أعلى في اختبار «خ ش ج» عن حصول مزيد من المشاعر السلبية لديهم فحسب؛ بل أظهروا أيضاً أنماطاً عصبية مميزة؛ إذ كشف التصوير العصبي أن المناطق المرتبطة بتنظيم العواطف، وصنع القرار، والتعاطف، أظهرت أنماطاً مميزة من التنشيط لدى هؤلاء الأفراد.
الجشع يغير وظائف المخ

ويشير هذا إلى أن الجشع يمكن أن يغير وظائف المخ بشكل أساسي، ما يؤدي إلى زيادة الميل للمشاعر السلبية. ومن الناحية الاقتصادية، فإن الثقافة التي تكافئ الجشع تؤدي إلى عدم الاستقرار المالي، وهو ما تجسد في الأزمة المالية عام 2008.

في بيئات الشركات، يمكن أن تؤدي هذه الروح إلى ثقافات عمل سامة، تتميز بالمنافسة الشديدة، وارتفاع معدل دوران الموظفين، ما يؤثر سلباً على الأداء التنظيمي.

من الناحية النفسية، تقدم هذه الدراسات نظرة ثاقبة حول الأعمال الداخلية للجشع، فالأفراد الذين يعانون من ارتفاع «خ ش ج» يقعون في دائرة من المقارنة المستمرة وعدم الرضا، ما يؤدي إلى الاضطرابات العاطفية.

يعد هذا الفهم أمراً بالغ الأهمية لتعزيز القيم المجتمعية والتنظيمية الصحية، مع التركيز على الرفاهية النفسية والنجاح المستدام على المكاسب قصيرة المدى.
أماكن العمل «الجشعة»

تؤكد نتائج الدراسة أهمية تصميم تجارب مكان العمل التي تعزز السلوكيات الاجتماعية الإيجابية وتثبط الجشع. يمكن للقادة والمديرين أن يلعبوا دوراً محورياً من خلال تنمية البيئات التي تقدر التعاطف والرضا والتعاون؛ إذ إن مثل هذه الثقافات لا تعارض الطبيعة المدمرة للجشع فحسب؛ بل تعزز أيضاً بيئة عمل أكثر توازناً وإنتاجية.

ويبدو أن اكتشافات الدراسة لها آثار عميقة على ثقافة مكان العمل، ففي البيئات التي يتم فيها تقدير الجشع ومكافأته، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية. غالباً ما تعزز أماكن العمل هذه ثقافة المنافسة الشرسة والفردية، ما يطغى على توجهات العمل الجماعي والتعاون. وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر، وانخفاض الرضا الوظيفي، وارتفاع معدل دوران الموظفين، ما يؤثر في نهاية المطاف على الإنتاجية التنظيمية والروح المعنوية.
القادة وثقافة أماكن العمل

للقادة والمديرين دور حاسم في تشكيل ثقافة مكان العمل. ومن خلال التأكيد على قيم، مثل التعاطف والتعاون والنجاح الجماعي، يمكنهم مواجهة التأثير السلبي للجشع.

إن تشجيع ثقافة السلوك الاجتماعي الإيجابي لا يؤدي إلى تحسين رفاهية الموظفين فحسب؛ بل يمكنه أيضاً تعزيز الأداء التنظيمي العام. يتضمن هذا النهج إعادة التفكير في أنظمة المكافآت، وأساليب القيادة، وسياسات الشركة لدعم بيئة عمل أكثر شمولية وإنسانية.

بشكل عام، تعد الأبحاث بمثابة تذكير بالتكاليف الخفية للجشع التي لا تؤثر على المجالات الاقتصادية أو الاجتماعية فحسب؛ بل تؤثر بشكل عميق على الصحة العقلية والعاطفية الشخصية. ومن خلال إعادة تقييم قيمنا وسلوكياتنا، يمكننا رعاية مجتمعات ومنظمات أكثر دعماً وناجحة، والتخفيف من الآثار السلبية للجشع وتعزيز ثقافة الرفاهية الجماعية.

* مجلة «إنك»- خدمات «تريبيون ميديا»

 

قد يهمك ايضـــــا :

تناول الأطعمة فائقة المعالجة يُساهم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب

الاكتئاب والقلق لا يرتبطان بزيادة الإصابة بالسرطان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجشع يجعل الشخص أكثر غضباً وعدائية واكتئاباً الجشع يجعل الشخص أكثر غضباً وعدائية واكتئاباً



الملكة رانيا تتألق في الأصفر مجددًا بأناقة لافتة ورسائل وجدانية في كل ظهور

عمّان - المغرب اليوم

GMT 14:27 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الثور" في كانون الأول 2019

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 20:48 2015 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

"برشلونة" يصعد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا

GMT 01:30 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

يوسفية برشيد يحفز لاعبيه من أجل الصعود

GMT 02:22 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

ربيع لخليع يكشف أهمية مشروع الربط السككي

GMT 09:38 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

تعرف على أفضل 10 جامعات في العالم

GMT 14:15 2023 الخميس ,20 تموز / يوليو

كلماتك الإيجابية أعظم أدواتك

GMT 06:55 2022 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تطوير اقتصاد الرعاية و 300 مليون فرصة عمل وحل لعطالة مغربيات

GMT 03:00 2022 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هبوط المؤشر نيكي الياباني 0.09% في بداية التعاملات بطوكيو
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib