حقائق حول جدوى تقلُّد المرأة لـالمناصب القيادية
آخر تحديث GMT 12:19:36
المغرب اليوم -
رابطة الدوري الإسباني تطالب العراق بمواجهة قرصنة المباريات وتيباس يوجه تحذيرا سيرغي لافروف يحدد شروط روسيا للوصول لاتفاق سلام مع أوكرانيا مقتل اثنين وإصابة 35 أخرين في غارات إسرائيلية على العاصمة صنعاء الإغاثة الطبية بغزة يؤكد أن الاحتلال يواصل ارتكاب مجازر في جباليا والزيتون والصبرة وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية لـ 289 شهيداً بينهم 115 طفلا ً منظمة الصحة العالمية تعلن إطلاق جيش الإحتلال الإسرائيلي سراح أحد موظفيها في غزة أرسنال يعلن التعاقد مع إيبيريتشي إيزي نجم كريستال بالاس في صفقة ضخمة تصل إلى 68 مليون جنيه إسترليني الرئيس السيسي يبعث رسالة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز لتعزيز العلاقات بين البلدين الأميركي إيلون ماسك يعلن إتاحة كود نموذج الذكاء الاصطناعي Grok 2.5 بشكل مفتوح المصدر إحتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس أمام منازل وزراء للمطالبة بصفقة تبادل وإنهاء الحرب
أخر الأخبار

اعتبار توليها الحكم ضمانة لغدٍ مُشرق يُعد "أوهامًا"

حقائق حول "جدوى" تقلُّد المرأة لـ"المناصب القيادية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حقائق حول

الوزيرة هيلاري كلينتون
واشنطن - المغرب اليوم

يزداد التحاق النساء يوماً بعد يوم بالعمل السياسيّ، ولم يعد مستهجناً ولا مستغرباً أن تجد منهنّ رئيسات وزراء، ونائبات مشرّعات، ورئيسات بلديّات، وقائدات أحزاب سياسيّة، بل ووزيرات دفاع وخارجيّة، ليس في الغرب فحسب، بل في كثير من دول العالم الثالث. وفي الدّولة الأعظم، فإن قائمة الترشيح لخوض الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، في مواجهة الرئيس دونالد ترامب، تضم عّدة نساء، بعد أن كانت الوزيرة هيلاري كلينتون منافسة جادة له في الصراع على الوصول إلى البيت الأبيض بالدورة السابقة.

وتَنْظر بعض الناشطات النسويّات بعين الرضا الشديد إلى هذي الظاهرة، معتبرات أن زيادة نسبة النساء في أجهزة الحكم والسلطة مدعاة للتفاؤل بمستقبل أفضل للبشريّة عموماً، بزعم قدرتهن المميزّة على بناء العلاقات والتفاوض الفعال، وميلهن كأمهات وزوجات وحبيبات إلى السلم وتجنّب الصراعات، أقلّه مقارنة برفاقهن الرجال الذين ينزعون بحكم طبيعتهم إلى المنافسة، والسعي لاكتساب النفوذ وممارسة الهيمنة، مما يجعلهم أقرب إلى التورط بالحروب والأنشطة العدوانيّة. وقد استعيدت هذه الفكرة إلى ساحة الجدل بين المثقفين مؤخراً، إثر تولي سيّدة منصب وزير دفاع المملكة المتحدة، ومن ثمّ الأداء الهزيل لرئيسة الوزراء فيها على نحو دفعها بالنتيجة إلى الاستقالة من منصبها، مما أثار مخاوف أن يستبدل بهما رجال قد ينحون في ظلّ تصاعد الشعوبيات عبر أوروبا برمتها إلى لعب أدوار صقوريّة في فضاءات السياسة الدوليّة.

وكان الكاتب الأميركي المعروف فرانسيس فوكوياما من أوائل الذين صبّوا الزيت على النار، عندما نشر مقالته الشهيرة «النساء وتطور سياسة العالم»، عدد سبتمبر (أيلول) - أكتوبر (تشرين الأول) 1998، في مجلة «فورين أفيرز» الواسعة التأثير بأوساط النخب الأميركية، التي اعتبر فيها أن طبيعة البشر تجعل من النساء أقدر في العمل السياسي على بناء السلم والتفاهم، بينما يحتاج الرجال بحكم تكوينهم إلى المنافسة والصراع، وبناء هيكليات للقوة والهيمنة، ومضى إلى درجة الدعوة لتسليم النساء مناصب أكثر لإدارة العلاقات الداخليّة بين الولايات والإدارات المختلفة، على أن تترك المناصب التي تتعامل مع الشؤون الخارجية إلى الرجال، بوصفهم الأقدر على مواجهة أعداء الإمبراطورية بالقوة الحاسمة والعنف، إن تطلب الأمر ذلك.

اقرا أيضًا:

الرئيس الأميركي يُرحب بدعوة زعيم كورية الشمالية لعقد قمة ثالثة

فوكوياما، المعروف بقراءاته المتطرفة للظواهر الاجتماعية، بداية من نظريته الأثيرة في نهاية التاريخ، وانتهاء بتحليله الملتبس لمسألة الهويات، كان قد غرف في مقالته من دراسات كثيرة حول قرود الشمبانزي التي قام بها عدة خبراء مشهورين، والتي تظهر الفروق الجندريّة ذاتها في السلوك السياسي بين الإناث والذكور، لا سيما أن هذه الفصيلة من الثدييات هي الوحيدة تقريباً (إلى جانب البشر) القادرة على تنفيذ أعمال عنف وقتل واسعة ضد المنافسين من النوع ذاته. وهو قد استبق الانتقادات بذكر مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة التي شنت حروباً عبر البحار، ومارست قمعاً عنيفاً بحق مواطنيها، بوصفها استثناء يؤكد القاعدة، وأنها في الحقيقة تجاوزت طبيعتها كأنثى، وتقمصت أطباع الرجال، لتهزمهم في ملعبهم ولعبتهم الأثيرة.

بالطبع، فإن تحليلات فوكوياما - كما تفاؤل الناشطات النسويات - تبدو لدى مقابلتها بأحدث الأبحاث العلمية المتوفرة بهذا الشأن وكأنها أقرب للكسل الفكري والتمنيات أكثر منها معطيات يعتمد عليها في اتخاذ مواقف أو الوصول إلى استنتاجات يمكن الركون إليها لصوغ السياسات. فالتاريخ القريب وحده حافلٌ بأمثلة أخرى كثيرة عن تورط النساء الحاكمات في حروب وصراعات عنفية مسلحة، حيث تسجلّ ماري كابريولي، البروفسورة بجامعة مينيسوتا، عشرة كبرى منها في القرن العشرين، أدارتها أربعة من النساء، وعلى رأسهن غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل (1969 - 1974). هذا رغم تمثيلهن النسبي المحدود داخل كوادر الحكم والسلطة. وإذا وسعنا مروحة المطالعة التاريخية، فسنجد أن تلك السلوكيات العُنفية لدى نساء السلطة، التي لا تكاد تختلف عن سلوكيات الرجال، ليست مقتصرة على نساء مرحلة الحداثة، بل هي نموذج سائد أيضاً في تاريخ العائلات الأوروبية الحاكمة خلال العصور الوسطى. 

وتشير دراسة للبروفسور أوينديلرا ديوب، من جامعة شيكاغو، غطت حكم 193 ملكاً وملكة حكموا في أوروبا بين الأعوام 1480 و1913، إلى أن الملكات - وهنّ أقل من خمس العدد الكلّي للعينة موضع الدراسة - كنّ أكثر ميلاً بنسبة الثلث تقريباً لشن الحروب، وتزداد تلك النسبة بين النساء غير المتزوجات تحديداً اللائي ربما خشين من تصورهن هشات ضعيفات في نظر قيادات الدول الأخرى. لكنّ التعميمات لا تنفع أيضاً، إذ إن إيزابيلا ملكة ليون وقشتالة التي حكمت مع زوجها فرديناند الخامس سفكت من دماء البشر، وتسببت بآلام ومارست سياسات عنفية، لا تقلّ بدرجة عن مآثر هتلر أو ستالين أو شارون الدموية في القرن العشرين. ولذا فإن عالمة أنثروبولوجيا مرموقة مثل الدكتورة كاثرين بانتر - بريك، من جامعة ييل، ترى أن مسألة تولّي القيادة - وممارسة العنف المرتبط بها - مسألة معقدة، وأن تسطيح الأمور جندرياً سيجعل أحكامنا مبنيّة على أساس من التنميطات والأحكام المسبّقة التي لا أساس لها في التاريخ ولا البيولوجيا.

ولعل أفضل توصيف علمي - وفق دراسة التاريخ المدوّن - لعلائق النساء بالسلطة هو أنهن قادرات عموماً، وربما حتى أكثر شراسة من رفاقهن الرجال باتخاذ المواقف الحاسمة، سواء في مواجهة العنف وخوض الصراعات أو التفاوض لتحقيق السلام ووقف الاقتتال. ولذا فإن النسوية الرائدة جين بيثكي إليشتين كانت عالية الصوت بمواجهة رفيقاتها الحالمات بمجاهرتها بـ«أن ذلك الفصل التقليدي المزعوم بين الرجال بوصفهم مقاتلين بطبعهم ميالين إلى الحروب والنساء بوصفهن أرواحاً جميلة توّاقة للسلام أمر لا سند له من الواقع، عندما تشن النساء القائدات الحروب، ويدفع أثمانها القاسية الرجال».

ورغم أن ثمة عدد قليل من النسويات اللائي ما يزلن يعتقدن أن الفروق الجندريّة متأتية من التكوين الطبيعي للبشر، فإنّ أغلبيتهن الساحقة يشتركن اليوم - كما التيار الغالب في العلم الحديث - بفكرة أن النساء والرجال يولدون متطابقين سيكولوجياً، وإن اختلاف السلوكيات، لا سيما اللجوء إلى العنف، هو نتيجة معمار اجتماعي متراكم يشكل وعي الأفراد في إطار الثقافة المجتمعية السائدة.

 ولعل ذلك يسمح لنا بفهم أفضل لمسائل السياسة والعلاقات الدولية، بدلاً من التمرغ بأوحال التنميطات الفوكوياميّة الطابع، نسبة إلى فوكوياما إن جاز التعبير. فالسيّدة الحسناء بيني موردونت التي تتولى منصب وزيرة دفاع الحكومة البريطانية الحالية معروف عنها نزعتها إلى دعم استخدام العنف في إدارة العلاقات الدولية، وهي كثيراً ما جاهدت بينما كانت تمسك بمهام منصبها السابق، وزيرة للتعاون والعلاقات الدوليّة، لتقليص ميزانيّة وزارتها لمصلحة بند التسليح في ميزانيّة زميلها وزير الدفاع السابق. كما أن رئيستها - المُستقيلة تيريزا ماي - التي تبجحت خلال خطاب استقالتها بأنها ثانية رئيسة أنثى للوزراء ولن تكون الأخيرة قدمت نموذجاً لا يدانيه الرجال في العناد والتنافس وعدم القدرة على التفاوض خلال ثلاث سنوات عجاف متتالية، وأسقطت واحدة من دول العالم الكبرى في قلب أزمة سياسية خانقة لا يعرف أحد إلى الآن طريقاً آمناً للخروج منها.

قد نكون بحاجة إلى مزيد من النساء في كل مواقع القيادة والسلطة، فذلك يكفل توازن اتخاذ القرارات التي تنسحب آثارها بالمحصلة تساوياً بين النساء والرجال. أما مسألة أنهن عند توليهن الحكم ضمانة لغدٍ أكثر إشراقاً، فتلك أوهام من طراز «نهاية التاريخ»، قد تبيع كتباً كثيرة لكنها لا تصلح لإحلال السلام على هذا الكوكب.

قد يهمك ايضا:

العالَم يُحيي "اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات"

ارتفاع نسبة التمدرس لدى النساء في المغرب الى 94,4 في المائة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقائق حول جدوى تقلُّد المرأة لـالمناصب القيادية حقائق حول جدوى تقلُّد المرأة لـالمناصب القيادية



نوال الزغبي تتألق بصيحات الموضة الحديثة

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 13:50 2025 الأحد ,24 آب / أغسطس

إطلالات دينا الشربيني تلهم عشاق الموضة
المغرب اليوم - إطلالات دينا الشربيني تلهم عشاق الموضة

GMT 09:10 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 06 أغسطس /آب 2025

GMT 05:20 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستينا ميليان تتخلى عن الملابس الرسمية وترتدي الجينز

GMT 13:12 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

26 % نموًا بحركة المسافرين عبر مطار دبي ورلد سنترال

GMT 01:25 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

عاصفة رعدية وأمطار فيضانية تُغرق العاصمة دمشق

GMT 16:58 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

استنفار في اللجنة الأولمبية المغربية بسبب إعداد الأبطال

GMT 06:41 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

تغييرات في تشكيلة الرجاء ضد الدفاع الجديدي

GMT 06:14 2012 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

اجعلي شعرك مناسبًا للشتاء مع "لوفا"

GMT 14:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حقيقة العبث بصورة هيفاء وهبي وجعلها تبدو أكبر عمرًا

GMT 16:54 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

تشكيل يوفنتوس المتوقع أمام كريمونيزي في الدوري الإيطالي

GMT 02:30 2021 الأربعاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأندية المغربية تتعرف على منافسيها في دوري الأبطال و"الكاف"

GMT 21:34 2021 الجمعة ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد المغربي ينعش خزينته بمليارين و280 مليونا

GMT 14:31 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قرد يتعلم الاغتسال كالبشر

GMT 14:49 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

"MBC مصر 2" تبدأ عرض مسلسل "طريقي" بداية من اليوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib