كندا عاشت أعوام طوال من الإبادة الثقافية بقيادة الكنيسة
آخر تحديث GMT 16:18:08
المغرب اليوم -

أطفال السكان الأصليين أجبروا قسرًا على المدارس الداخلية

كندا عاشت أعوام طوال من "الإبادة الثقافية" بقيادة الكنيسة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كندا عاشت أعوام طوال من

كندا عاشت أعوام طوال من "الإبادة الثقافية" بقيادة الكنيسة
أوتاوا ـ عادل سلامة

اعتادت السياسة التي كانت متبعة في كندا على إجبار الأطفال من السكان الأصليين على الالتحاق بالمدارس الداخلية قسرًا عن عائلاتهم، فيما يوصف بعمليات الإبادة الثقافية، وهو ما توصلت إليه التحقيقات الجارية في البلاد من خلال لجنة المصالحة بعد ستة أعوام من البحث المكثف الذي شمل عددًا من المقابلات بلغت 6,750 مقابلة.

ونشرت اللجنة الثلاثاء، نسخة موجزة لما سوف يكون عليه التقرير الذي يوثق حالات الاعتداء الجنسي والثقافي والجسدي الذي جرى على نطاق واسع في المدارس الداخلية التي ترعاها الحكومة والتي أجبرت أطفال السكان الأصليين علي الحضور.

وأدارت الكنائس هذه المدارس التي شملها التقرير ويتم تمويلها من قبل الحكومة، وظلت تعمل منذ عام 1883 وحتى أغلقت آخر هذه المدارس في عام 1998، وقد جاء في التقرير الذي أجرته اللجنة أن 3,201 طالبًا قد لقوا حتفهم بسبب سوء المعاملة أو الإهمال وهي حصيلة أولية لعدد الوفيات.

وربط التقرير بين الانتهاكات في المدارس التي كان هناك اهتمام شعبي بها خلال العقود الأربعة الأخيرة وبين المشاكل الاجتماعية والصحية والاقتصادية إضافة إلى المشاكل النفسية التي مازالت تؤثر على الكثير من الكنديين الأصليين حتى اليوم.

وخلص التقرير إلى أنه على الرغم من أن بعض المعلمين والإداريين في هذه المدارس كانوا يتمتعون بحسن النية فقد كان الدافع الرئيسي للبرنامج اقتصادي وليس تعليمي بحيث كانت الحكومة الكندية ترغب في تخليص نفسها من الالتزامات القانونية والمالية للسكان الأصليين والسيطرة عي أراضيها ومواردها.

واعتذرت الحكومة الكندية للطلاب السابقين في مستوطنة المحكمة court وأنشأت لجنة لتوثيق ما حدث وللتوفيق بين السكان الأصليين وغير الأصليين في كندا، ويرأس اللجنة القاضي موراي سينكلير اللجنة وهو أول قاضي من السكان الأصليين  في مقاطعة ماننيتوبا ،والذي صرح الثلاثاء بأن الأمر سيحتاج إلى مجهود كبير وتغييرات سياسية واجتماعية وقانونية مهمة، مضيفًا بأن المصالحة العادلة تتطلب أكثر من مجرد الحديث عن الحاجة إلى تضميد الجراح العميقة التي خلفها التاريخ.

ووجدت اللجنة أنه في كثير من الأحيان فإن السياسات والبرامج مازالت قائمة علي مفاهيم تلاشي الاستيعاب، وقد اقترحت في تقريرها 94 توصية تشتمل على إصلاح نظام رعاية الأطفال للسكان الأصليين والتي لا تزال تثمر عن كثير من حالات سوء المعاملة والإهمال.

يذكر أن التوصية الأساسية هي بمثابة خطوة كانت محل خالف منذ فترة طويلة بين مجموعات السكان الأصليين والحكومة كما يكرر التقرير في دعواه علي ضرورة تبني الحكومة لإعلان الأمم المتحدة المتعلق بحقوق الشعوب الأصلية كأساس للعلاقة الجديدة، وهي الخطوة التي ترددت فيها كثيراً بلدان أخري غير كندا مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ونيوزيلندا.

وعلى جانب آخر فإن العلاقة متوترة ما بين حكومة رئيس الوزراء ستيفن هاربر وبين السكان الأصليين على الرغم من قيام السيد هاربر بالاعتذار عام 2008، و عندما وجه أحد الصحفيين سؤالاً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد الثلاثاء عما إذا كان حزب "المحافظين" في سبيله لتبني توصيات اللجنة فقد أوضح القاضي سينكلير أن هذه التوصيات تم كتابتها للمستقبل وليس فقط لهذه الحكومة وهو الرد الذي لاقي قبولاً واسعاً وهتافات مؤيدة من جانب جمهور السكان الأصليين.

وبيّن وزير شؤون السكان الأصليين بيرنارد فالكورت الثلاثاء، أن هذا الفصل المظلم في تاريخ كندا ترك علامة في بلادنا مضيفاً بأنه يثق في إمكانية إصلاح ما خلفته هذه السياسات التي كانت تنتهج في الماضي.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كندا عاشت أعوام طوال من الإبادة الثقافية بقيادة الكنيسة كندا عاشت أعوام طوال من الإبادة الثقافية بقيادة الكنيسة



سيرين عبد النور تتألق بمجوهرات فاخرة وأزياء أنيقة في مختلف المناسبات

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 23:03 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

محمد السادس يترأس مجلسًا وزاريًا بالقصر الملكي في الرباط

GMT 09:00 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

كيندال جينير تلهمكِ إطلالة مسائية جريئة

GMT 03:49 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

مسيرة سلمية للسيطرة على الاحتباس الحراري في بلجيكا

GMT 07:23 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تكدس نفايات البلاستيك في اليابان بعد حظر الصين استيرادها

GMT 07:00 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

وسائل التواصل الاجتماعي تثير الشعور بالغيرة من الآخرين

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

شريفة أبو الفتوح تبيّن أن الجيلي يضر بصحة الطفل

GMT 10:17 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

" La Reserva Club " الشاطئ الخاص الوحيد في إسبانيا

GMT 00:43 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

فخر يطالب بالالتفاف حول خريبكة لتحسين نتائجه
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib