تسعيني يُغري وزير التعليم ببيتين شِعر ليوافق على منحه الدكتوراه
آخر تحديث GMT 12:07:22
المغرب اليوم -

تم استثنائه من شرط العُمر في جامعة بغداد

تسعيني يُغري وزير التعليم ببيتين شِعر ليوافق على منحه الدكتوراه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تسعيني يُغري وزير التعليم ببيتين شِعر ليوافق على منحه الدكتوراه

العراقي أحمد جابر جاسم
بغداد - المغرب اليوم

بعد سنوات من الجد والاجتهاد ومجابهة أقسى الظروف، نجح أحمد جابر جاسم الذي ناهز الـ83 من العمر، في 9 ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مناقشة أطروحته الموسومة «طبيعة الأنساب العربية - دراسة تاريخية تحليلية»، لنيل شهادة الدكتوراه من قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة بغداد.

لم يسبق أن شهد الدرس الأكاديمي العراقي عبر تاريخه الحديث حصول طالب على شهادة الدكتوراه وهو في عقده التاسع من العمر، بل إن التعليمات المتعلقة بالدراسات العليا لا تسمح بقبول الطلبة ممن تجاوزت أعمارهم السقف العمري المحدد، من هنا فإن عقبة العمر، إلى جانب التحديات التي واجهها أحمد جابر خلال سنوات الدراسة، وضمنها إصابته بكسر مركب في الورك جراء حادث سير وإصراره على تجاوز كل ذلك لإكمال دراسته، بدت لكثير من الأكاديميين والدارسين «تجربة ملهمة وأشبه بمعجزة» من الصعب تحقيقها على أرض الواقع، خاصة في بلاد مثل العراق، لكنه فعلها!

كان العمر أول تحد واجه أحمد جابر جاسم في طريق تحصيله الدراسي، إذ إن قراءاته المبكرة ولّدت لديه شغفا استثنائيا في التاريخ، وهو الحاصل على بكالوريوس اللغة العربية مطلع ستينات القرن الماضي، لكن الجامعات العراقية لا تجيز إكمال دراسة الماجستير والدكتوراه بفرع علمي آخر، فكان عليه أن يبدأ بالدراسة الأولية لمادة التاريخ (البكالوريوس)، تمهيدا لمواصلة الدراسات العليا. وذلك تطلب منه أن يحصل على استثناء شرط العمر من وزير التعليم، فذهب عام 2005، لمقابلته وفي جعبته بيتان من الشعر، كان قد نظمهما للمناسبة على أمل أن يحدثا التأثير المطلوب لدى الوزير فيسمح له بمواصلة الدراسة بغض النظر عن العمر فقرأ في حضرة الوزير الأبيات المتحدية التالية:

لا تقتلوا رغبة في النفس كامنة قد كان يخنقها حكم الجهالاتِ

أيامنا هذه كنا نأملها أن ترفع الحجر عن مستقبل آتِ

أبقى لدى العلم تلميذا يعلمني حتى يحين لداعي الموت ميقاتِ

فخرج من الوزير وفي جيبه الموافقة بقبوله طالبا بالسنة الأولى بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة بغداد، أتمها خلال أربع سنوات ثم واصل دراسته العليا. لكن السؤال الذي يبقى معلقا هو، لماذا انتظر أحمد جابر جاسم كل هذا العمر لينطلق من جديد في عالم التحصيل العلمي؟

«لم أتمكن من مواصلة دراستي بوقت مبكر، أتذكر أن أبي كان يرمي كتبي في نهر دجلة القريب من منزلنا كلما تعرضنا لمداهمة أمنية من السلطات».

سالته لماذا تمسكت بحلمك بعد كل هذا العمر المديد، فأجاب: «مسؤولية الإنسان تبقى مستمرة ما دام على قيد الحياة، أنا لا أنظر لنيل الشهادة على أساس أنها مكسب شخصي، إنما لأهميتها بالنسبة للعلم، أظن أن ما قدمته في رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه لم يسبقني إليها أحد من الدارسين».

كانت تكاليف الدراسة باهظة لرجل متقاعد ومتوسط الحال مثل أحمد جابر جاسم، لكنه لم يسمح لأي تحد أو ظرف أن ينال من عزيمته، ويشرح ذلك قائلا: «كنت قد خصصت نحو 50 مليون دينار لتغطية نفقات الدراسة، لأنها على نفقتي الخاصة وليست مجانية، لكن الرقم ارتفع ليبلغ نحو 75 مليون دينار بعد تعرضي لحادث الدهس واضطراري إلى الاعتماد على سيارات التاكسي في رحلة الذهاب والإياب من وإلى الجامعة، وذلك ضاعف من مصاريفي».

قد يهمك ايضا : إنقاذ أكثر من مائة طالب من حريق في جامعة بغداد

جامعة الإمارات تجيز 3 رسائل ماجستير لطلبة الدراسات العليا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسعيني يُغري وزير التعليم ببيتين شِعر ليوافق على منحه الدكتوراه تسعيني يُغري وزير التعليم ببيتين شِعر ليوافق على منحه الدكتوراه



GMT 08:24 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

بارما ويشعل الصراع في الدوري الإيطالي

GMT 01:10 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

"أوتلاندر PHEV" تحفة ميتسوبيشي الكهربائية

GMT 16:17 2014 الإثنين ,25 آب / أغسطس

اندومي

GMT 10:29 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب الفلبين

GMT 16:58 2023 السبت ,25 آذار/ مارس

صيادلة البيضاء ينتقدون "تقرير الحسابات"

GMT 03:49 2023 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

حلول جاهزة وأسئلة بلا إجابات تدور حول المعيشة على المريخ

GMT 17:37 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية تمكين إشعارات رمز أمان واتس آب على أندرويد وiOS والويب

GMT 19:54 2022 الأحد ,09 كانون الثاني / يناير

موجة البرد تلهب أسعار السمك في أسواق المغرب

GMT 16:29 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حمد الله يفرض على النصر إعادة مدربه الخاص
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib