ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة
آخر تحديث GMT 01:40:26
المغرب اليوم -

ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة

الحرب في السودان
صنعاء ـ المغرب اليوم

تحوَّل ميناء سواكن، أقدم الموانئ السودانية وأحد أهمها، إلى محور جدل واسع بعد تصاعد الشكاوى حول عمليات نهب وابتزاز تطال المسافرين والتجار، وسط غياب واضح للرقابة الأمنية والإدارية. وخلال الأيام الماضية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان عشرات القصص المتشابهة عن وقوع جرائم سرقة ونهب وتهديد وابتزاز دون أي تدخل من الجهات المختصة.
"ادفع وإلا لن تُحمَّل بضائعك!"

وفي هذا السياق، تفيد مصادر محلية بأن الميناء الذي كان يوماً ما بوابة السودان البحرية الرئيسية، أصبح اليوم مرتعاً للسماسرة والمحتالين الذين يفرضون إتاوات غير قانونية على كل من يعبر بواباته.

ويشتكي المسافرون من دفع رسوم إضافية دون سند رسمي، بينما يواجه التجار عراقيل متعمدة تجبرهم على دفع مبالغ مالية لضمان تحميل بضائعهم. في هذا السياق، يصف أحد التجار الذين استخدموا الميناء مؤخراً الوضع قائلاً لـ"العربية.نت والحدث.نت": "اعتقدت أن الأمور ستكون طبيعية، لكنني وجدت نفسي وسط شبكة من السماسرة الذين بدأوا بالتعامل معي بلطف، قبل أن يتحول أسلوبهم إلى تهديد صريح: إذا لم تدفع، فلن تُحمَّل بضائعك".

وتضيف مصادر في قطاع النقل البحري لـ"العربية.نت والحدث.نت" أن بعض المتحكمين في عمليات الشحن والتفريغ يفرضون إتاوات غير رسمية، في حين يطلب البعض الآخر "رسوماً إضافية" لإتمام الإجراءات الجمركية.

غياب الرقابة وتأثيراته على الاقتصاد

يرى مراقبون تحدثوا لـ"العربية.نت والحدث.نت" أن غياب الرقابة الصارمة في الميناء لا يؤثر فقط على المسافرين والتجار، بل ينعكس أيضاً على سمعة السودان الاقتصادية.

ويقول أحد العاملين في النقل البحري لـ"العربية.نت والحدث.نت": "السلطات على دراية كاملة بما يجري، لكنني لا أدري لماذا تغض الطرف. هل هناك من يستفيد من هذه الفوضى، ولهذا لا يتحرك أحد لوقفها؟".
تحذيرات من كارثة اقتصادية

يحذر خبراء اقتصاديون تحدثوا لـ"العربية.نت والحدث.نت" من أن استمرار هذه الفوضى قد يؤدي إلى تراجع الاستثمارات التجارية عبر الميناء، مما قد يلقي بظلاله على حركة التجارة البحرية ويضر بمكانة السودان كمركز تجاري إقليمي.

ويقول أحد التجار المتضررين لـ"العربية.نت والحدث.نت": "نحن أمام مشكلة حقيقية تتطلب تدخلاً فورياً من الجهات المختصة. لا يمكن أن يظل هذا الميناء تحت سيطرة مجموعات تعمل خارج إطار القانون".
هل تتحرك السلطات؟

وفي ظل تصاعد الضغوط الشعبية والإعلامية، يبقى السؤال مطروحاً: هل تتحرك السلطات لوقف هذه التجاوزات، أم أن الفوضى ستظل العنوان الأبرز لميناء سواكن في المرحلة المقبلة؟
نبذة عن ميناء سواكن: إرث تاريخي يتآكل

يُعد ميناء سواكن من أقدم وأهم الموانئ السودانية، حيث يقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر، ويبعد حوالي 560 كلم عن العاصمة الخرطوم، و60 كلم عن مدينة بورتسودان. كان الميناء مركزًا تجاريًا واستراتيجيًا رئيسيًا خلال العصور الإسلامية والعثمانية، واشتهر بدوره في نقل الحجاج إلى مكة. ويُعتقد أنه تأسس في العصور القديمة، حيث استخدمه الفراعنة والإغريق والرومان كمركز تجاري، لكن العرب والمسلمين في العصور الوسطى، ومن بعدهم العثمانيون في القرن السادس عشر، هم من طوروه ليصبح مركزًا رئيسيًا للتجارة ونقل الحجاج.

تراجع دوره لاحقًا بعد إنشاء ميناء بورتسودان مطلع القرن العشرين. ورغم محاولات تطويره، فإن الفوضى والاستغلال اللذين يعاني منهما اليوم يهددان مستقبله كميناء استراتيجي.

قد يهمك ايضا

مدنية فيلم يوثق الثورة السودانية بعدسة الواقع والإنسان

 

القاهرة والخرطوم تتفقان على تشكيل فريق عمل لإعادة إعمار السودان ومصر تُرحب بجهود الحكومة السودانية في حشد الدعم الدولي والإقليم

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة



GMT 17:34 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تترقب نسخة جديدة من خطة المغرب حول الصحراء

GMT 21:23 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن خطة لنزع السلاح النووي مع روسيا والصين

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:02 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
المغرب اليوم - جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

GMT 13:17 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
المغرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib