القاهرة - المغرب اليوم
في تحرك دبلوماسي جديد يعكس حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة، توجه وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، إلى العاصمة القطرية الدوحة، للمرة الثانية منذ تنفيذ الغارة الإسرائيلية على أراضي قطر، وذلك للمشاركة في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة المقرر عقدها يوم الإثنين المقبل. ويأتي الاجتماع تمهيدًا لصياغة موقف موحد من الدول العربية والإسلامية تجاه الضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت مجمعًا سكنيًا في الدوحة يضم شخصيات بارزة من حركة حماس.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، في تصريح رسمي اليوم السبت، أن القمة المرتقبة ستبحث مشروع قرار يُعرض على الزعماء العرب والمسلمين، في سياق الرد الجماعي على ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي السافر" الذي طال دولة قطر، ويهدد بتقويض الجهود الدبلوماسية القائمة لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وفي تطور لافت على الساحة الدولية، أصدر مجلس الأمن الدولي بيانًا أدان فيه الضربات الإسرائيلية على المجمع السكني الواقع في العاصمة القطرية، وهو البيان الذي حظي بتأييد جميع أعضاء المجلس الخمسة عشر، بمن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي اعتادت تاريخيًا معارضة أي تحركات دولية ضد إسرائيل. ورغم أن البيان لم يُسمّ إسرائيل بالاسم، إلا أنه عبّر عن "قلق بالغ إزاء التصعيد"، وأكد على "أهمية احترام سيادة الدول"، وأعرب عن "تضامن المجلس الكامل مع قطر".
وجاء في البيان، الذي صاغته كل من المملكة المتحدة وفرنسا، أن أعضاء المجلس شددوا على ضرورة وقف التصعيد في المنطقة، محذرين من تداعيات استمرار الاعتداءات العسكرية على الأمن الإقليمي. وأثارت الضربة الإسرائيلية الأخيرة موجة استنكار عربية ودولية، خاصة أنها استهدفت أراضي دولة تلعب دورًا رئيسيًا في الوساطة السياسية بين حركة حماس وإسرائيل.
وكانت إسرائيل قد دافعت عن العملية، معتبرة إياها "ضربة استباقية تستهدف عناصر تهدد أمنها القومي"، بينما رأت قطر في العملية "انتهاكًا صارخًا للسيادة ومحاولة لتقويض الجهود السياسية الجارية"، مؤكدة تمسكها بدورها كوسيط في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي.
وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري في وقت تعمل فيه القاهرة على احتواء الأزمة بالتنسيق مع العواصم العربية، خاصة أن مصر ترتبط بعلاقات قوية مع كل من قطر وفلسطين، ولعبت أدوارًا حاسمة في محطات سابقة تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة. ومن المتوقع أن يسهم الحضور المصري في دعم موقف موحد يدعو إلى وقف العمليات العسكرية واحترام السيادة، مع التمسك بخيار الحل السياسي للأزمة.
ومن المرتقب أن تصدر القمة بيانًا ختاميًا يعكس الموقف الجماعي للدول الأعضاء، ويوجه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بشأن رفض استهداف دولة قطر، وضرورة الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، واستمرار الغارات الجوية والاشتباكات المسلحة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر