قُتل 40 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون في هجوم على تجمع عزاء في الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بالسودان، بحسب ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأربعاء.
ولم يحدد المكتب الجهة التي تقف وراء الهجوم بينما تشتد المعارك بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في مدن كردفان. وحذر من أن «الوضع الأمني في منطقة كردفان مستمر في التدهور».
وأعلن البيت الأبيض أمس (الثلاثاء) أن الولايات المتحدة تعمل مع دول أخرى لإنهاء الصراع في السودان، وذلك بعد ورود تقارير عن عمليات قتل جماعي خلال سقوط مدينة الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع شبه العسكرية الأسبوع الماضي.
وشكل استيلاء «قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر، وهي آخر معقل للجيش السوداني في دارفور، علامة فارقة في الحرب الأهلية في السودان، حيث منح هذه القوات سيطرة فعلية على أكثر من ربع مساحة الإقليم.
وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض: «تنخرط الولايات المتحدة بنشاط في الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع الدائر في السودان».
وأعلن مدعون بالمحكمة الجنائية الدولية أمس الاثنين أنهم يجمعون أدلة على ما أثير عن ارتكاب جرائم قتل جماعي واغتصاب في الفاشر.
وأعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة أن مئات من المدنيين والمقاتلين العزل ربما يكونون قد قُتلوا خلال سقوط المدينة.
وتحدث شهود عن قيام مقاتلي قوات الدعم السريع بفصل الرجال عن النساء والأطفال، مع سماع دوي إطلاق نار بعد ذلك. وتنفي قوات الدعم السريع إلحاق الأذى.
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع السوداني حسن كبرون أمس، أن الجيش سيواصل القتال في مواجهة قوات الدعم السريع، بعدما ناقش مجلس الأمن والدفاع مقترحاً أميركياً لوقف إطلاق النار.
وقال في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إن«التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة».
وأضاف عقب اجتماع المجلس في الخرطوم: «نشكر إدارة ترمب على جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام»، متابعاً: «تجهيزاتنا للحرب حق وطني مشروع».
ولم تُعلن أي تفاصيل عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وامتدت رقعة الحرب التي أودت بعشرات الآلاف وهجّرت الملايين في السنتين الماضيتين، إلى أماكن جديدة في السودان في الأيام القليلة الماضية مثيرة المخاوف من اشتداد الكارثة الإنسانية بشكل أكبر.
وبعد وساطة في نزاعات أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، تسعى الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان.
ورفضت السلطات الموالية للجيش مقترح هدنة في وقت سابق كان ينص على استبعادها واستبعاد قوات الدعم السريع المتقاتلتين، من عملية الانتقال السياسي بعد إنهاء النزاع.
وتأتي المحادثات الأخيرة عقب تصعيد ميداني، إذ تستعد قوات الدعم السريع لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور في الغرب.
وروى عدد من الناس الذين فروا من الفاشر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» مشاهد الخوف والعنف الذي مارسته قوات الدعم السريع.
وقال محمد عبد الله (56 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن مقاتلي الدعم السريع أوقفوه أثناء فراره من الفاشر السبت، بعد ساعات على سقوطها.
وأكد أن عناصر الدعم السريع «طلبوا منا هواتفنا وأموالنا وكل شيء. قاموا بتفتيشنا بشكل دقيق».
وأثناء توجهه إلى طويلة، على مسافة 70 كيلومتراً غرباً شاهد «جثة في الطريق يبدو وكأن كلباً نهشها».
قد يهمك أيضــــــــــــــا
مجلس الأمن والدفاع السوداني يدعو إلى تعبئة شعبية عامة لمواجهة قوات الدعم السريع
مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر