سكان الصعيد يقومون بتحويل منازلهم الريفية الى بيوت ضيافة أثرية على خطى حسن فتحي
آخر تحديث GMT 20:13:53
المغرب اليوم -

تمثل أحد أهم مصادر الدخل القومي في مصر

سكان الصعيد يقومون بتحويل منازلهم الريفية الى بيوت ضيافة أثرية على خطى حسن فتحي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سكان الصعيد يقومون بتحويل منازلهم الريفية الى بيوت ضيافة أثرية على خطى حسن فتحي

المنازل الريفية بالاقصر مزارات سياحية
القاهره - المغرب اليوم

فضاء جديد لتنشيط السياحة، أحد مصادر الدخل القومي في مصر، نسجه عدد من المصريين في صعيدها؛ وذلك بتحويل منازلهم الريفية مزارات سياحية وبيوت ضيافة، بعضها أشبه بمتحف قديم يستنشق رواده عبق الماضي، وكأنه أثر ممتد في الذاكرة والوجدان.

في هذه البيوت يعيش الزوار ساعات أو أياماً، ويتعرّفون على حياة غابرة قابعة فوق رف التراث، يتجولون بين جنبات البيوت، ويستخدمون الأدوات نفسها التي كانت تستخدم في تلك الأيام في الزراعة، والصيد، وفي إعداد الطعام، وحفلات السمر بالليل حول مواقد النيران، وما يرافقها من الألعاب والغناء.

من بين أشهر هذه المزارات بيت آدم، ويقع على مساحة فدان، في الجنوب الغربي لقرية المريس بالأقصر في الطريق المؤدية إلى البر الغربي. وقال مالكه أحمد أبو سكرة: «إنه جمع به الكثير من المقتنيات والقطع الفنية القديمة ومستلزمات الزراعة؛ ما جعل المنزل متحفاً يحتوي على الكثير من أدوات الزراعة القديمة، من النورج والشادوف والساقية، وهناك في قلب المنزل يوجد بئر أيضاً كان يستخدمها والده ومن قبله جده في ري مزروعاتهما».

البيت الذي أُسّس منذ سنوات ليست طويلة، يعرض حسب أبو سكرة، بانوراما لحياة الآباء والأجداد، وهو مفتوح للزوار من الأجانب والمصريين، يعيشون بين جنباته في أجواء لم تعد موجودة في الواقع، ويستخدمون أدوات اندثرت. وقد سعى صاحبه لجلب واقتناء كل ما له صلة بتفاصيل الحياة اليومية للمصريين منذ عشرات من السنين، بدءاً من الطست النحاسي حتى إبريق المياه، وأكواب الشاي الفخارية، كما بنى فرناً من الطّين لتجهيز الخبز، أما المقاعد فجميعها من جريد النخيل، وهناك الكثير من الدكك المنتشرة في ساحة البيت.

ولفت أبو سكرة إلى أنه في هذه الأجواء يتناول الزوار وجبات مصرية خالصة في طواجن من الفخار، وعند الدخول إلى البيت على اليمين، توجد آلة النورج التي كان الفلاح المصري يستخدمها منذ أكثر من 100 سنة في حصاد القمح، كما يعلو مدخل البيت حيوان الورل، الذي كان يضعه المصريون فوق واجهات منازلهم للحماية والبركة وجلب الحظ السعيد، كما تنتشر في المكان كل أنواع المقاطف التي كان ينقل فيها الفلاح الطمي أو يحفظ البذور، هذا إلى جانب الأسرّة المصنوعة من جريد النخيل، كل هذا يأخذ السائح إلى عالم المصري القديم، ويدفع لمعايشة التاريخ والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة.

أما الدكتور محمد سيد، الذي يعمل في مجال الصيدلة، فقد بنى بيتاً ذا قباب وأروقة، يشبه البيوت التي كان يصممها المهندس حسن فتحي، وقال إنه كان يحلم بامتلاك منزل من الطين، بعد مشاهدته برنامج وقائع مصرية عن المهندس الراحل، ثم تحوّل الحلم إلى قرار بعد مشاهدته بيت المهندس الإنجليزي سومرز كلارك، الذي يجاور قريته الصغيرة، والذي بناه فتحي سنة 1905.

وذكر سيد، أن ديريك، مدير البعثة البلجيكية المقيمة في المنزل، سمح له بزيارة البيت من الداخل، وأهداه كتيّباً صغيراً به نبذة عن صاحب البيت والرسم الهندسي له. ثم بدأ رحلة البحث عن مهندس يُصمم بيته من الطين، فوجد رفضاً من الجميع بحجة أنّ الزّمن قد عفا على هذه الطريقة وبحجج كثيرة عن عدم المتانة وتأثيرات الأمطار والمياه الجوفية. فقرر أن يُصمم البيت بنفسه، وبدأ رحلة الدراسة وجمع المعلومات التي استغرقت سبع سنوات، وكان المحتوى العربي على الإنترنت قليلاً جداً، معظمه كتب حسن فتحي؛ لذلك لجأ للمحتوى الإنجليزي، الذي كان غنياً جداً، لكنه وجد أن إمكانية التطبيق في مصر صعبة؛ لذلك بدأ في جمع المعلومات من العمال المحليين، الذين كانت لهم خبرات لا تقدر بثمن ثم بدأ مرحلة التنفيذ بقطع الطوب على الطريقة القديمة، وهي استخدام الطين والتبن والتخمير في الماء لمدة أسبوع على الأقل واستغرق سنة لقطع 130 ألف طوبة، ثم بدأ البناء الذي استغرق عامين.

ولفت سيد إلى أن خبرات العمال المشاركين كان لها فضل كبير في وصول البناء لشكله الذي تمناه، ويتكون من أساس غرانيتي وضعه بنّاء بمهارة لم يوجد لها مثيل. وقباب، كما استخدام طرق قديمة في البناء بالطين للوصول لشكل حديث يجمع بين مميزات العزل الحراري والصوتي للطين، والإضاءة الطبيعية والتهوية والشكل الحديث للبيوت؛ ما جعل درجة الرطوبة النسبية في البيت تقريباً ثابتة طوال العام، مع ميل للجفاف أكثر، نظراً لأن الطين يمتص الزيادة من الرطوبة، وبهذه المواصفات توفر لسيد الشرط الأول، وهو مخطط وظيفي بفعاليات حديثة ضمن طابع تقليدي يحمل الخواص التراثية، ويلبّي المتطلبات الحديثة، وكان الثاني هو استخدام الفضاءات والعناصر المعمارية التي شكّلت البيت الأسواني التقليدي بوظيفة كاملة.

وكانت النتيجة في النهاية بيتاً يحتفي بالطراز التراثي للعمارة الأسوانية ويدغدغ المشاعر ويثير الحنين إلى تراث الأجداد. وما ساعد على إبراز ذلك هو أن عملية التنفيذ تمت عبر تضخيم المقياس وجعله أكثر فخامة مع الاستفادة من التأثير البصري كون البيت ذا واجهة كبيرة، وقد أُضيفت تفاصيل خارجية حديثة للتذكير بحداثة البناء، علاوة على الفائدة الوظيفية. وبالتالي جرى توفير مخطط وظيفي يجمع مفردات العمارة الأسوانية التقليدية مثل الفناء والقبب والقبو الأسواني والأروقة التي تستند على الأعمدة، وكل ذلك حول فناء داخلي. كما استخدم الطّين والطّوب الأحمر والفرش الأسواني والخشب المحلي، في إنتاج العناصر الخارجية والداخلية كنظام المشربيات والواجهات والشبابيك والأبواب والأعمدة والمشكاوات الداخلية وغيرها.

أما بيت جميزة فيقع في جزيرة أرمنت، التي حافظت على ميراث الزراعة والفلاح المصري عبر الأجيال، وقال الفنان ناصر نوبي، إنه كان يزور الجزيرة منذ الطفولة، فهي تقع في مواجهة قريته المريس، وقد التقي الفنان ناصر النوبي المرشد السياحي، مع الفلاح ربيع من جزيرة أرمنت، واتفقا على وضع الجزيرة بالخريطة السياحية المصرية. وتشتهر هذه الجزيرة بالحدائق والجناين وغابات المانغو والموز والنخيل المتفرد الطويل الذي يزيد على 50 متراً.

ومن ميناء مواجه للجزيرة، حسب النوبي، لا يستغرق العبور إليها أكثر من عشر دقائق في قوارب أو بواسطة لنشات صغيرة، في منطقة الزنقور إلى مزرعة تزخر بأجود أنواع الموز.

 وقد يهمك أيضا :  

الصين تجذب عشّاق المناظر الطبيعية الساحرة والتاريخ الممزوج بالمستقبل

أجمل وجهات السياحية بمنطقة الينابيع الحارة في اليابان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان الصعيد يقومون بتحويل منازلهم الريفية الى بيوت ضيافة أثرية على خطى حسن فتحي سكان الصعيد يقومون بتحويل منازلهم الريفية الى بيوت ضيافة أثرية على خطى حسن فتحي



داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 18:24 2025 الأربعاء ,10 أيلول / سبتمبر

إسرائيل تقصف اليمن في أطول طلعة جوية منذ بدء الحرب
المغرب اليوم - إسرائيل تقصف اليمن في أطول طلعة جوية منذ بدء الحرب

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 06:24 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج​ اليوم الثلاثاء 09 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 07:05 2025 السبت ,06 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 03:20 2012 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الوعي البيئي

GMT 00:52 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

حلبة تزلج إسبانية تتحول إلى مشرحة

GMT 06:49 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

أفضل 5 أفكار لإعادة إحياء جدران منزلك التقليدي

GMT 14:17 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

اعتني بأظافرك لتعتني بجمالك

GMT 22:21 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إعلام "التريند"!

GMT 18:16 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

أحمد شوبير يفتح ملف تنظيم قطر لكأس العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib