دراسة تكشف أن نقص الانتباه لدى الأطفال يؤدي إلى مضاعفات صحية لاحقاً
آخر تحديث GMT 16:15:03
المغرب اليوم -

دراسة تكشف أن نقص الانتباه لدى الأطفال يؤدي إلى مضاعفات صحية لاحقاً

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دراسة تكشف أن نقص الانتباه لدى الأطفال يؤدي إلى مضاعفات صحية لاحقاً

صورة تعبيرية
لندن - سليم كرم

تشير دراسة جديدة نشرت في مطلع شهر يونيو (حزيران) الجاري إلى احتمال أن يكون الأطفال الذين يعانون ضعف التحكم في الانفعالات والتصرفات وردود الأفعال بشكل عام (كما هو الحال مع معظم مرضى نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD)، أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية واجتماعية لاحقاً في البلوغ.ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين عانوا مشكلات مثل نقص الانتباه، وعدم القدرة على الاستقرار في المكان نفسه، والتحرك الدائم في مرحلة الطفولة، كانوا أقل حظاً في النجاح عند البلوغ، على المستوى العلمي والمادي والاجتماعي، وأيضاً الصحي، عند مقارنتهم بأقرانهم الآخرين.

التحكم بالانفعالات
الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة تكساس University of Texas at Austin بالولايات المتحدة، ونشرت في الإصدار الإلكتروني من مجلة علم النفس التنموي the journal Developmental Psychology، أوضحت أن القدرة على التحكم في الأفعال والانفعالات المختلفة تعد مهارة أساسية في حياة الإنسان، وتحدد سلوكه وعلاقته بالآخرين وتؤهله للعمل. وكلما تم اكتساب هذه المهارات في عمر مبكر، زادت فرص الترقي وإنجاز تقدم ملموس في المجالات المختلفة.

وتعد الدراسة الجديدة تأكيداً لنتائج دراسة نيوزيلندية سابقة نشرت في عام 2011، وخلصت إلى المفاهيم نفسها، ومجملها أن تجارب الأفراد الشخصية في مرحلة الطفولة، وكمّ المهارات المكتسبة أثناء هذه الفترة، يلعبان دوراً مهماً في النجاح لاحقاً، ولأن أطفال نقص الانتباه في الأغلب يتم تشخيصهم بعد وقت طويل، وبالتالي لا يتم توفير العلاج السلوكي لهم. وفي العادة تعتبر معظم المجتمعات فرط النشاط وعدم التركيز أقرب ما يكون للسلوك الطبيعي؛ خصوصاً في المجتمعات الأقل تقدماً، علمياً وصحياً.

مشكلة هؤلاء الأطفال ليست أنهم أقل في مستوى الذكاء أو أضعف من الناحية البدنية والصحية، ولكن مشكلتهم الأساسية هي عدم التعامل معهم بشكل علمي، بمعنى أن الطفل الذي يعاني نقص الانتباه لا يستطيع الإنصات للدرس لفترات طويلة مثل بقية أقرانه، وذلك لحاجته للتحرك الدائم. ولكن في حالة توصيل المعلومة له بشكل مختصر وبسيط يمكنه استيعابها بسهولة. ونظراً لعدم وجود مراكز مؤهلة للتعامل معهم؛ خصوصاً في الدول النامية، لا يكتسبون مهارات كافية في التعامل في السنوات الأولى من حياتهم.

بالنسبة للدراسة الحالية، قام الباحثون بجمع بيانات من دراستين سابقتين: الأولى في المملكة المتحدة، وتضمنت معلومات عن أكثر من 15 ألف شخص شاركوا في دراسة عن نمو الأطفال وتطورهم National Child Development، وكان المشاركون من جميع أرجاء المملكة من إنجلترا وأسكوتلندا وأيضاً ويلز، وجميعهم تمت ولادتهم خلال أسبوع واحد في عام 1958، وتمت متابعتهم حتى عمر 42 عاماً، والثانية من دراسة في الولايات المتحدة، قام فيها الباحثون بجمع بيانات حول ما يقرب من 1200 مشارك في دراسة عن رعاية الطفولة المبكرة، وتنمية الشباب، وهؤلاء تمت ولادتهم عام 1991 في 10 مستشفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ثم تمت متابعتهم حتى عمر 26 عاماً.

في كلتا الدراستين قام الباحثون بعمل استبيان للمشاركين وأولياء أمورهم، وكذلك للمعلمين، عدة مرات، حول الأعراض التي تتعلق بعدم التركيز وعدم القدرة على البقاء في موضوع معين، وكثرة الحركة في المنزل والمدرسة، سواء الذين يعانون بالفعل المرض وتم تشخيصهم بنقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) أو يعانون أي مشكلات أخرى. وقام الباحثون أيضاً بسؤال المشاركين حينما أصبحوا بالغين عن تفاصيل حياتهم، بما في ذلك مستوى التعليم والوظيفة والمدخرات المالية والحالة الاجتماعية، وأيضاً صحتهم البدنية والنفسية.

تدني التحصيل العلمي
في كلتا الدراستين تبين أن الأطفال الذين يعانون عرضاً أو أكثر لنقص الانتباه وفرط الحركة، مثل عدم القدرة على التحكم في الانفعالات، كانوا هم الأسوأ حالاً في البلوغ، وذلك في جميع الفئات التي تم تقييمها؛ حيث ارتبطت مشكلات الانتباه بعدم القدرة على التحصيل وتدني المستوى التعليمي، وارتبطت مشكلات الاندفاع وفرط الحركة بزيادة الاحتماليات لكسر القانون والانخراط في أنشطة غير مشروعة.

هؤلاء الأطفال في الأغلب يعانون طفولة تعيسة، نتيجة عدم تمكنهم من مواكبة أقرانهم في التحصيل العلمي، وعدم قدرتهم على اكتساب أصدقاء بسهولة، فضلاً عن العواقب التي تحدث لهم جراء فرط نشاطهم وعدم التركيز بشكل كافٍ. ومن المعروف أن التعرض للصدمات النفسية في مرحلة الطفولة يزيد من مخاطر المشكلات الصحية والنفسية، مثل الاكتئاب لاحقاً في البلوغ، وزيادة احتمالية إدمان المواد المختلفة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تبعات اجتماعية ومادية وصحية سيئة.

وقال الباحثون إن النتائج لا تعني بالضرورة أن الأطفال المصابين بنقص الانتباه سوف يعانون الفشل بعد البلوغ؛ خصوصاً إذا تم التعامل معهم بشكل مبكر. وعلى سبيل المثال، هناك نسبة تبلغ 95 في المائة ممن يعانون مشكلات في الانتباه بمرحلة الطفولة، لم يكن لديهم أي مشكلات مع القانون بعد البلوغ، ولم ينخرطوا في أي نشاط غير مشروع. ومن خلال بحوث سابقة، هناك كثير من الأطفال المصابين بالـADHD ينجحون في الحياة بشكل كبير.

وأوصى الباحثون بضرورة التشخيص المبكر، والعلاج النفسي والسلوكي dialectical behavior therapy في مراكز خاصة بالتعامل مع أطفال نقص الانتباه، وتعليمهم مهارات التأقلم، وفي الأغلب يتم دمج العلاج السلوكي مع العلاج الدوائي بالعقاقير المحفزة للأعصاب. ويفضل أن يمارس هؤلاء الأطفال الرياضات التي تشمل فنون الدفاع عن النفس؛ لأنها تحتاج إلى مجهود كبير وحركة مستمرة، وأيضاً محفزة للتحكم في الانفعالات المختلفة، وتمكنهم من عمل صداقات مع أقرانهم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

دراسة تؤكد أن النظام الغذائي الصحي يُقلل أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه لدي الأطفال

5 علاجات طبيعية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف أن نقص الانتباه لدى الأطفال يؤدي إلى مضاعفات صحية لاحقاً دراسة تكشف أن نقص الانتباه لدى الأطفال يؤدي إلى مضاعفات صحية لاحقاً



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib