تلوث الهواء يتسبب بطفرات جينية تؤدي إلى سرطان الرئة لدى غير المدخنين
آخر تحديث GMT 00:30:29
المغرب اليوم -

تلوث الهواء يتسبب بطفرات جينية تؤدي إلى سرطان الرئة لدى غير المدخنين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تلوث الهواء يتسبب بطفرات جينية تؤدي إلى سرطان الرئة لدى غير المدخنين

التدخين
كاليفورنيا - المغرب اليوم

كشفت دراسة من جامعة كاليفورنيا والمعهد الوطني للسرطان أن تلوث الهواء وبعض الأدوية العشبية التقليدية تسبب طفرات جينية تؤدي إلى سرطان الرئة لدى غير المدخنين. الدراسة ربطت بين زيادة التلوث وعدد الطفرات الجينية، مع اكتشاف بصمة جينية جديدة مرتبطة بالأعشاب الصينية. الباحثون يخططون لتوسيع الدراسة لدراسة عوامل بيئية أخرى.

كشفت دراسة علمية جديدة، أن تلوث الهواء، وبعض أنواع الأدوية العشبية التقليدية، وغيرها من العوامل البيئية، قد تسهم في حدوث طفرات جينية تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة لدى أشخاص لم يدخنوا قط أو بالكاد دخنوا.

وقاد الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر"، باحثون من جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع المعهد الوطني للسرطان التابع للمعاهد الوطنية للصحة الأميركية CDC، وتُعد من أوائل الدراسات التي توفر دليلاً جينومياً مباشراً يربط تلوث الهواء بسرطان الرئة لدى غير المدخنين.

لطالما ارتبط سرطان الرئة بالتدخين؛ لكن مع انخفاض معدلات التدخين عالمياً، لوحظ ارتفاع نسبي في حالات الإصابة بالمرض بين غير المدخنين، لا سيما بين النساء ومن أصول آسيوية، وفي الدول الآسيوية أكثر من نظيراتها الغربية.

وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، ماريا تيريزا لاندي، الباحثة في قسم علوم الأوبئة في المعهد الوطني الأميركي للسرطان، إن العلماء يرون اتجاهاً مقلقاً يتمثل في زيادة إصابة غير المدخنين بسرطان الرئة، دون أن نفهم السبب تماماً حتى الآن "فمعظم الدراسات السابقة لم تميز بين بيانات المدخنين وغير المدخنين، ما حدّ من فهمنا للعوامل المسببة لهذا النوع من السرطان".

حللت الدراسة عينات من أورام الرئة لدى 871 شخصاً لم يسبق لهم التدخين، يقيمون في 28 منطقة مختلفة حول العالم، من إفريقيا إلى آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية. ومن خلال تحليل الجينوم الكامل لهذه الأورام، رصد الباحثون أنماطاً من الطفرات تُعرف باسم "بصمات الطفرات"، تعكس التعرض السابق لمحفزات جينية مثل تلوث الهواء.

ووجد الباحثون، أن الأفراد الذين عاشوا في مناطق ذات تلوث هوائي أعلى، أظهروا عدداً أكبر من الطفرات، بما في ذلك طفرات تُعرف بأنها "محفزة للسرطان" فعلى سبيل المثال، كان لدى هؤلاء زيادة بمقدار 3.9 مرة في البصمة الجينية المرتبطة بالتدخين، وارتفاع بنسبة 76% في البصمة المرتبطة بتقدم العمر.

لكن الباحثين، أوضحوا أن تلوث الهواء لا يخلق بصمة فريدة له، بل يزيد من الطفرات التي تقع ضمن بصمات معروفة مسبقاً، كتلك المرتبطة بالتدخين والشيخوخة.

رصدت الدراسة كذلك، "علاقة طردية" بين زيادة مستويات التلوث التي يتعرض لها الشخص، مع زيادة عدد الطفرات في الورم. كما كانت التيلوميرات، وهي أغطية وقائية على نهايات الكروموسومات، أقصر، وهو مؤشر على تسارع شيخوخة الخلايا.

بخلاف ما كان متوقعاً، لم تظهر الدراسة علاقة جينية قوية بين التدخين السلبي وسرطان الرئة. إذ لم تظهر أورام غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي طفرات مميزة، بل مجرد زيادة طفيفة في عدد الطفرات وقصر في التيلوميرات.

وأشارت الدراسة إلى أن 99% من سكان العالم يتنفسون هواءً يتجاوز حدود المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية. وهناك 2.4 مليار شخص يتعرضون لمستويات خطيرة من تلوث الهواء المنزلي بسبب استخدام مواقد حرق الوقود الصلب. وتتسبب التكاليف الصحية العالمية بسبب التلوث في خسائر تصل إلى 6 تريليونات دولار سنوياً، مع تسجيل 8.1 مليون وفاة مبكرة سنوياً مرتبطة بتلوث الهواء.

وذكرت الدراسة أيضاً أن أقل من ثلث دول العالم لديها شبكات رصد أو استراتيجيات لإدارة جودة الهواء، مع تأثر البلدان منخفضة الدخل والمتوسطة بدرجة أكبر، حيث يُعد تلوث الهواء ثاني أكبر عامل خطر للوفاة المبكرة على مستوى العالم بعد ارتفاع ضغط الدم.

كما أكدت الدراسة أن أكثر من 700 ألف وفاة بين الأطفال دون سن 5 سنوات كانت مرتبطة بتلوث الهواء.

وأشار الباحثون إلى صعوبة قياس أثر التدخين السلبي بدقة، نظراً لتفاوت مستويات التعرض لتلوث الهواء والمدة والمسافة بين الشخص والمصدر.

في مفاجأة أخرى، رصد الباحثون بصمة جينية مرتبطة بحمض الأريستولوشيك، وهو مادة مسرطنة موجودة في بعض الأعشاب التقليدية الصينية.

وظهرت هذه البصمة تقريباً فقط في حالات من تايوان، ما يرجح احتمال تعرض هؤلاء المرضى للمادة من خلال استنشاق الأدوية العشبية، بحسب الفريق. وسبق أن ارتبط هذا الحمض بسرطانات الكلى والمعدة والكبد، لكن هذه أول مرة يتم ربطها بسرطان الرئة، بحسب مؤلفة الدراسة الرئيسية، ماريا تيريزا لاندي، التي قالت إن "هذا يثير قلقاً صحياً عاماً جديداً حول العلاجات التقليدية، ويمنحنا فرصة للتوعية والوقاية، خصوصاً في آسيا".

كما حدد الفريق العلمي، بصمة جينية جديدة، ظهرت في معظم حالات غير المدخنين، لكنها لم تظهر لدى المدخنين. وحتى الآن، لم يتم التعرف على مصدر هذه البصمة، مما يفتح المجال أمام تساؤلات جديدة قد تُعيد رسم خريطة فهمنا لأسباب سرطان الرئة.

يعتزم الباحثون توسيع نطاق دراستهم لتشمل حالات من أميركا اللاتينية والشرق الأوسط ومناطق أخرى في إفريقيا. كما يخططون للتحقيق في تأثيرات محتملة لاستخدام الماريجوانا والسجائر الإلكترونية، خاصة بين الشباب غير المدخنين، إلى جانب دراسة تأثيرات بيئية أخرى مثل الرادون والأسبستوس، وجمع بيانات محلية دقيقة عن تلوث الهواء.
ويقول المؤلف الرئيسي في الدراسة، لودميل ألكساندروف، الباحث في جامعة كاليفورنيا، إن "تلوث الهواء لا يسبب فقط مشكلات في التنفس، بل يترك آثاراً جينية حقيقية قد تؤدي إلى السرطان.. والآن بات لدينا الأدلة".

قد يهمك أيضــــــــا

روبوت يشخص سرطان الرئة ويزيله في جلسة واحدة

 

هذا العنصر الغذائي يمنع سرطان الرئة وفق دراسة تعرفِ علية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلوث الهواء يتسبب بطفرات جينية تؤدي إلى سرطان الرئة لدى غير المدخنين تلوث الهواء يتسبب بطفرات جينية تؤدي إلى سرطان الرئة لدى غير المدخنين



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 00:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد
المغرب اليوم - هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib