الغلاء المستشري و الامن المضطرب يغيرّان عادات أهل بيروت في شهر رمضان
آخر تحديث GMT 02:20:29
المغرب اليوم -

خلاف في اجتماع مجلس حماية المستهلك و حملة على وزارة الاقتصاد

الغلاء المستشري و الامن المضطرب يغيرّان عادات أهل بيروت في شهر رمضان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الغلاء المستشري و الامن المضطرب يغيرّان عادات أهل بيروت في شهر رمضان

رمضان في لبنان
بيروت ـ رياض شومان

الاسبوع الاول من شهر رمضان المبارك شارف على الانتهاء ، و الحال لاتزال عليه لناحية الاوضاع الاقتصادية و المعيشية ، رغم محاولات الجهات الحكومية المختصة معالجة موضوع الاحتكار و الغلاء الفاحش في أسعار الخضار و اللحوم و الحلويات، فضلاّ عن القلق الامني المستمر. فما أن يطل علينا شهر رمضان المبارك حتى تنفرج أساريرنا فرحاً، لقدوم هذا الشهر الكريم لما يحمل في طياته من معانٍ  قيّمة وتقاليد مباركة. لكنّ المؤسف أنه وبسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة فإن الطابع الرمضاني لم يعد يطغى على أجواء بيروت كما كان سابقاً. فالعادات والتقاليد الرمضانية اليوم تغيرت وأصبحت العائلات تكتفي بتمضية السهرات الرمضانية، كل في منزله حيث تفضل مشاهدة البرامج التلفزيونية المنوّعة التي تعرض على الشاشات في هذا الشهر.  عدد لا يستهان به من أهل بيروت يحن إلى الماضي ويشتاق إلى تلك الذكريات التي يطلق عليها عنوان "أيام الخير" فيستاء من الظروف الاجتماعية التي باتت تحول دون زيارة الأخ لأخيه، إضافة إلى الظروف الاقتصادية التي تحتم على العائلة الواحدة اتباع ميزانية خاصة لهذا الشهر نظراً الى ارتفاع أسعار السلع دون حسيب أو رقيب..  معلوم منذ زمن بعيد، أن العادات اللبنانية القديمة كانت لها سمات وخصائص تعود بجذورها إلى العادات والتقاليد العربية والإسلامية إلا أن رمضان هذه الأيام فقد وهجه ورونقه اللذين كان يتسم بهما في القدم فالأجواء الرمضانية نفسها بين العادات الاجتماعية والشعائر الدينية وحتى الحلويات الرمضانية التي كانت علامة رمضانية فارقة لا بد من أن ترافق هذا الشهر الفضيل ولكنها اليوم اندثرت ولم يعد لها وجود، بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة و الاجواء الامنية المقلقة. وفي هذا الاطار ، لم تكن أسعار الخضار والفاكهة والحلويات والمواد الغذائية عموماً، في بيروت، أفضل حالاً منها في المناطق اللبنانية الأخرى مع حلول شهر رمضان ، فقد سجلت الأسعار أرقاما قياسية مرتفعة، على الرغم من بقائها "محلّقة" في الأيام العادية مقارنة مع المناطق الأخرى، والسبب "كلفة النقل المضاعفة من منطقة البقاع وإليها"، التي دأب تجّار الحسبة على التذرع بها دائما.  وفي جولة ل"المغرب اليوم" على الاسواق، لاحظنا كثرة شكاوى المتسوقين من لجوء عدد من كبار التجار إلى الاحتكار ورفع الأسعار من دون حسيب أو رقيب بحجة "ازدياد الطلب في شهر رمضان"، فارتفعت بعض السلع مثلاً من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف القيمة العادية كالخضار والحشائش على أنواعها، وعلى الأخص البندورة والخيار والخس، باعتبارها من المكونات الضرورية للمائدة الرمضانية اليومية، ما فاقم من أعباء المواطنين وهمومهم المعيشية والحياتية، وولّد استياء عارما في صفوفهم، فرفعوا الصوت عاليا مطالبين المسؤولين المعنيين بوضع حد لهذه الأزمة الاجتماعية المستفحلة، بعد انعكاسها سلباً على أوضاع الفئات الشعبية التي ترزح تحت ظروف اقتصادية الصعبة في الأساس. وتغيب ملامح الارتياح عن وجوه المواطنين في أسواق ، ليحلّ محلها التأفف والتذمر من غلاء الأسعار، الذي جعلهم يقتصدون في شراء الكميات المطلوبة، ويلجأون إلى الضروري منها، كما تفعل إحدى ربات المنازل، التي تبادر قائلة: "العين بصيرة واليد قصيرة، ونعمل كل ما في وسعنا لتمضية شهر رمضان بأقل الخسائر والمصاريف". وتقول ربة منزل أخرى : " نحن نستغني عن الكثير من أصناف المأكولات والحلويات المختلفة في رمضان الحالي، بعدما كانت سابقاً من أساسيات الموائد الرمضانية العامرة، وتدخل في إطار العادات والتقاليد التي لم يعد لها أي أثر حتى الآن".  تبقى الاشارة الى أن الوحيد الذي بقي على حاله في شهر رمضان، هو "المسحراتي" الذي يعتبر ظاهرة رمضانية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بليالي الشهر ، حيث يكون عادة من أبناء الحي، فيبدأ قبل الفجر بإيقاظ الصائمين حتى يتناولوا الطعام قبل الإمساك. ومن عادة البيروتي في شهر رمضان المبارك أن يستيقظ كالمعتاد بعد أن يصلي الفجر ويقرأ القرآن الكريم، بينما الشعوب الإسلامية الأخرى تستيقظ في شهر رمضان المبارك عند العاشرة صباحاً، ومنهم من يبقى طوال النهار نائماً مقفلاً دكانه وبعد الإفطار يفتح محله ليلاً حتى قبيل الإفطار، ولكن البيروتي بما اشتهر عنه من نشاط وحب للعمل يستيقظ كالمعتاد متوجهاً إلى عمله أو مدرسته أو جامعته. من جهة ثانية وفي أول اجتماع له في ظل عهد الحكومة المستقيلة، تلقى المجلس الوطني لحماية المستهلك، صفعة قوية بانسحاب رئيس جمعية المستهلك زهير برو من الاجتماع الذي عقده الجمعة وزير الاقتصاد و التجارة نقولا نحاس، اعتراضا على ما اعتبره تقاعس الوزارة عن القيام بواجباتها في مكافحة عمليات الغش والسرقة التي تمارس ضد المواطنين على اكثر من مستوى. واصدرت جمعية المستهلك بيانا أوضحت فيه ملابسات انسحاب برو من الاجتماع، وقالت "في بداية الاجتماع الذي عقد في مبنى وزارة التجارة بعد غياب دام سنوات، طرح برو الاسئلة الاتية: لماذا يتم دعوة المجلس الى الاجتماع في ظل حكومة تصريف اعمال وفي ظل تراجع الدولة والمؤسسات، ولم يتم دعوته الا مرة واحدة طيلة عمر الحكومة؟ وأين كان المجلس طيلة هذه السنوات؟ وأين كانت محكمة المستهلك التي رفضت الوزارة عقد اي اجتماع لها في الوقت الذي تعرض فيه المواطنون للكثير من الازمات، من تلوث اللحوم وانتهاء صلاحيتها، وتلوث المياه المعبأة المرخصة، وتلوث الخضر والفاكهة بالمبيدات، والتلاعب المتزايد بتواريخ الصلاحية، وغياب قانون لسلامة الغذاء، وارتفاع أسعار اللحوم وبعض السلع الغذائية ضمن لعبة تجارية احتكارية واضحة، واستمرار تدفيع المستهلكين اعلى سعر اتصالات في العالم واحتساب الدقيقة بدل الثانية، واستمرار صدور اعلانات خادعة خلافا للقانون؟". وقال البيان "بناء على هذه الوقائع اعلن برو الانسحاب من الاجتماع، مطالبا وزارة التجارة والاقتصاد ومديرية حماية المستهلك بتصحيح ممارساتها واجراء الاصلاحات الضرورية لعودة المديرية والمجلس الوطني الى ادوارها الطبيعية في حماية المستهلكين".  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغلاء المستشري و الامن المضطرب يغيرّان عادات أهل بيروت في شهر رمضان الغلاء المستشري و الامن المضطرب يغيرّان عادات أهل بيروت في شهر رمضان



GMT 08:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الغلاء يرهق السودانيين وسط تحذيرات من الأسوأ

GMT 21:53 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تغلق التداولات على انخفاض

GMT 19:52 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يوقع اتفاقية لإنتاج 5000 ميغاواط من الطاقة المتجددة

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib