تكريس السيادة الغذائية في المغرب يواجه تحديات تدبير الفائض ومراجعة الإنتاج
آخر تحديث GMT 10:14:03
المغرب اليوم -

تكريس السيادة الغذائية في المغرب يواجه تحديات تدبير الفائض ومراجعة الإنتاج

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تكريس السيادة الغذائية في المغرب يواجه تحديات تدبير الفائض ومراجعة الإنتاج

صورة تعبيرية
الرباط - كمال العلمي

“السيادة الغذائية” عبارة جديدة بدأت تطرق آذان المغاربة بشدة في الآونة الأخيرة، ويتداولها الكثير من الفاعلين السياسيين والخبراء الاقتصاديين، ما يعني أن المملكة تواجه بالفعل تحديات على هذا المستوى تتطلب جهودا أكبر وإستراتيجيات واضحة لتدارك الوقت وتأمين الحاجيات الأساسية للبلاد.ويكتسب الموضوع راهنيته انطلاقا من الوضع الصعب الذي تواجهها البلاد بسبب توالي سنوات الجفاف وشح الموارد المائية الذي يحد من المحصول السنوي للزراعات المختلفة، خاصة الحبوب التي ترهن البلاد لتقلبات السوق الدولية والارتفاعات المتزايدة التي تعرفها أسعارها بسبب التحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم.

ووعيا من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بأهمية السيادة الغذائية وراهنيتها جعلت منها شعارا للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يرتقب تنظيمه من 02 إلى 07 ماي المقبل بمكناس، وهو “الجيل الأخضر: لأجل سيادة غذائية مستدامة”؛ وذلك بعد غياب دام ثلاث سنوات بسبب الوضع الصحي المرتبط بجائحة كورونا.الملتقى، الذي يعتبر من بين أكبر الأحداث الدولية المخصصة للفلاحة والفاعلين في القطاع الفلاحي، سيستضيف حوالي 40 مؤتمرا دوليا لمناقشة مواضيع مختلفة مرتبطة بالسيادة الغذائية وضمان استدامتها، وذلك تأكيدا للمركز الذي يحتله الموضوع في أجندة الوزارة والدولة.

استباق ملكي
استبق الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية للسنة الماضية الأمر، ودعا إلى إنشاء منظومة وطنية متكاملة تتعلق بالمخزون الإستراتيجي للمواد الأساسية، لاسيما الغذائية والصحية والطاقية، والعمل على التحيين المستمر للحاجيات الوطنية، بما يعزز الأمن الإستراتيجي للبلاد.واعتبر الملك محمد السادس في خطابه التوجيهي أن أزمة كورونا أعادت قضايا السيادة إلى الواجهة، والتسابق من أجل تحصينها، في مختلف أبعادها، سواء الصحية أو الطاقية، أو الصناعية أو الغذائية، أو غيرها، مع ما يواكب ذلك من تعصب من طرف البعض.وإذا كان المغرب تمكن من تدبير حاجياته، وتزويد الأسواق بالمواد الأساسية، بكميات كافية، وبطريقة عادية، إبان الجائحة، فإن العديد من الدول سجلت اختلالات كبيرة في توفير هذه المواد وتوزيعها، وفق الخطاب الملكي.

استخلاص الدروس
يرى بدر الزاهر الأزرق، الأستاذ الباحث في الاقتصاد وقانون الأعمال في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن “السيادة الغذائية التي كان الملك محمد السادس أشار فيها إلى مسألة المخزون الإستراتيجي من المواد الأساسية، خاصة الغذائية، تهم الحبوب وبذور الزيت وغيرها”.وأضاف الأزرق في تصريح: “أظن أن الحكومة كانت واعية بأهمية هذا المخزون الإستراتيجي، وهو أحد الميكانيزمات التي تمكننا من التحكم في الأسعار، أي أن نشتري الحبوب وفق عقود طويلة وكميات كبيرة ستمكننا من أثمان تفضيلية، وتجنبنا فترات الأزمات التي تتميز بالندرة وتنعكس على ارتفاع الأسعار كما حصل في أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية”.

وأعرب الخبير المغربي عن أسفه لأن “هذا الأمر قبل سنة أو سنتين لم يكن كما ينبغي، فرأينا تبعات الأزمة التضخمية بكل تجلياتها، وهو ما يستدعي من الحكومة استخلاص الدروس”.

غير ممكن!
يبين الأزرق أن التوفر على مخزون إستراتيجي، سواء السنة الماضية أو هذه السنة، وتأمين جزء من هذا المخزون من المحاصيل التي يوفرها الإنتاج الداخلي، “أمر غير ممكن لأن السنة الماضية كانت ضعيفة من حيث المحصول والتساقطات، وهذه السنة كذلك”، مردفا بأن “الإجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال السنتين همت تخفيض الرسوم الجمركية أو إلغاءها على الاستيراد”.

كما شدد المتحدث على أنه “إلى حدود الساعة مازلنا بعيدين عن تحقيق الأمن الغذائي من خلال بوابة المخزون الإستراتيجي، لأن هذه العملية تتطلب إنشاء بنية مؤسساتية تسهر على هذا المشروع، وتوفير جميع الآليات والضمانات التي تمكن من تحقيق الهدف”، مبرزا أن الأمن الغذائي “لا يقتصر فقط على البعد المستورد، لأن حل الخصاص على مستوى المحصول باللجوء إلى الاستيراد حل آني، ويجب التوجه إلى الإنتاج الداخلي لمراجعة خارطة المزروعات والإنتاج الداخلي”، ومعتبرا أن هذا الإنتاج هو “أكبر ضمانة لتحقيق السيادة الغذائية”.

وزاد الأزرق موضحا أن “المغرب على مستوى السنوات الخمس الأخيرة استطاع أن يحقق الاكتفاء الذاتي من الخضروات”، متابعا: “كان هناك فائض، إلا أننا كنا لا نمتلك فكرة المخزون وتدبير الفائض والإنتاج الوطني، الأمر الذي أثر على السوق الداخلية والأسعار، خاصة بعد ظهور إفريقا كوجهة تصديرية جديدة لا تشترط شروطا كثيرة مثل التي تطلبها الوجهة الأوروبية”.

وأشار المحلل عينه إلى أن ما سماه “سوء التدبير” أدى إلى “تحقيق النتائج السلبية على مستوى ارتفاع الأسعار والتضخم على المستوى المحلي”، وأكد أن خارطة المزروعات التي جاء بها مخطط المغرب الأخضر “توجهت لدعم المنتجات الموجهة للتصدير، وذات القيمة المضافة المرتفعة، كالفواكه الحمراء والأفوكادو والطماطم والحوامض”، مستطردا: “هذا أمر جيد لأن القطاع حقق أكثر من 80 مليار درهم هذه السنة، وهذا رقم قياسي، ولكن بالمقابل نحن نتحدث عن الأمن الغذائي، وتوسيع المساحات المزروعة الذي جاء على حساب مزروعات كانت تدخل أساسا في سلة الغذاء الأساسية للمغاربة”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزارة الفلاحة المغربية تكشف عن اشتغال مراكز لجمع الحليب دون الحصول على تراخيص

وزارة الفلاحة المغربية تعتمد إضافات في السجل الرسمي للنباتات القابلة للزراعة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكريس السيادة الغذائية في المغرب يواجه تحديات تدبير الفائض ومراجعة الإنتاج تكريس السيادة الغذائية في المغرب يواجه تحديات تدبير الفائض ومراجعة الإنتاج



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:23 2021 الجمعة ,03 كانون الأول / ديسمبر

صندوق النقد الدولي يحذر من انهيار اقتصادي

GMT 15:55 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تُعلن عن تفاصيل جديدة بشأن جريمة "شمهروش"

GMT 11:54 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

هجهوج يعود إلى الدوري الإماراتي على سبيل الإعارة

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 10:40 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة انتصار تتهم منتقديها بمشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 07:16 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا سمير غانم تصرح بمجموعة من أسرارها الفنية لإسعاد يونس

GMT 11:23 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات للنجمات مستوحاة من التراث الفلسطيني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib