آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد
آخر تحديث GMT 00:36:43
المغرب اليوم -

" آلان دو بوتون " المعماري الإيطالي الذي برع في فلسفة الجمال في الجماد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

العمارة الإيطالية
روما - دلال قنديل

في كتاب "مفكرون عظماء" الغني أفرد" آلان دو بوتون" فصلاً لفن العمارة. تميز بين غيره في تنوع فصول الكتاب بإدراج إسم "اندريا بالاديو" andrea palladio
المولود في بادوفا الايطالية دون غيره من الاسماء.
هندسته تجلت بإبداع يطالعنا كيفما تلفتنا.إرتكاز الهندسة لفلسفة جمالية مشاكسة لعصره جعلته مدرسة راسخة لحقبات متتالية .بالاديو برع خلال مسيرة حياته ما بين العام  ١٥٠٨- و١٥٨٠
برع في بناء  مداميك مفاهمية للعمارة خلف الهيبة وضخامة البناء، أورثنا فلسفة تنقية النفس بركونها للفسح الرحبة التي تمنح الرونق، تُطوع الجماد لإستخدامات يومية. لا تبقي الفخامة بعيداً عن متناول إحتياجاتنا، تتأتى البساطة منسوجة بخيال الفنان وأزميله الذي ينحت الوجوه والأجساد والزخرفات لتحاكي الحجر .

 آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد
شيّد "بالاديو "على مدى اربعين عاماً مئات الابنية والقصور والكاتدرائيات التي تخطف قلوب العابرين حتى اليوم في طرقات البندقية ومنطقتها.
أعماله لم تقتصر على نحت الجماد الذي يميز الصخر الملتف كعَقد يعانق أسوار الخارج أوكعيون يقظة توقظ  الزوايا الميتة.بل هي فلسفة الجمال التي تمنح لليومي فرصة التمهل للالتفات الى اشيائنا الصغيرة.

 آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد


منحَ "بالاديو "مسحة فنية للاقبية المهملةكالاسطبلات والبارات الخارجية، جعلها تتماشى مع الداخل لا بل قد تضاهيه بمنحوتات لم يعبرها الزمن .
يسرد " آلان دو بوتون" في فصل فن العمارة " آراء بالاديو في العمارة كانت نقيضاً شبه تام للآراء السائدة في ايامنا هذه.ومن الممكن تلخيص موقفه بفكرتين: الاولى ان للعمارة غاية واضحة ، الا وهي مساعدتنا في أن نكون بشراً أفضل.والفكرة الثانية أن هناك قواعد لأي بناء جيد.كان بالاديو مقتنعاً بأن العمارة العظيمة صنعة بقدر ما هي فن: ليست بالضرورة صنعة باهظة التكلفة.كما انها من اجل الاستخدام اليومي...من اجل الحظائر والمزارع والمكاتب، لا من أجل مشاريع فاخرة متألقة تظهر من وقت لآخر."
إستعدت بإنسياب كلماته ما شهدته قبل اسابيع في قصر من تصميمه، أصبح متحفاً يستجلب السواح من انحاء متعددة لبلدة صغيرة يلفها نهر وتشرق شمسها كل يوم من نوافذ" بالاديو" المتوازنة.
مرت في ذهني تلك الصور الجمالية للمكان، بكلمات عن
" تفاصيل بالاديو الذي يصير معه كل ما في الغرفة من عناصر مرتكزاً، متوازناً، متناظراً.وهو لا يستخدم إلا أشكالاً هندسية بسيطة."
كيف تمنحنا الكلمات رؤية اضافية لما نرى "تكون الجدران على العموم حيادية.ولا يُراد وجود أثاث كبير.صفاء المكان مُصمّم بحيث يشيع الهدؤ في نفوسنا.وهو لا يحاول مفاجأتنا ولا إثارتنا."
وبتعمق يورد "دو بوتون" أن "الهدؤ ، التناغم والجلال" ركائز البناء الفني لعمارة "بالاديو" .
تفتح المعرفة أعيننا على الجمال.وتحيي كلمات "دو بوتون" إرثاً عريقاً من المباني  التي لا تكون بالضرورة بالاديونية اصيلة لمجرد أن فيها أعمدة أو لأنها تحاول محاكاة المعابد القديمة .تصير الابنية بالاديونية عندما تكون مكرسة للهدؤ والتناغم والجلال اعتماداً على قواعد ستكون ترشيداً للطموح الذي كان "بالاديو" من أهم انصاره ودُعاته: ينبغي أن يكون شيئاً طبيعياً في المباني أن تجعلنا نرى صورة مغرية عن أنفسنا عندما تكون في أعلى درجات هدوئها وجلالها."
أي الأماكن في عصرنا المضطرب تمنحنا الهدؤ والجلال؟
الكتاب الموسوعي مؤلف من٣٩٥ صفحة، ترجمة الحارث نبهان،صدر عن دار التنوير بالشراكةمع سلسلة مدرسة الحياة، كل فصل فيه كُرس لفيلسوف ومبدع في الفن والكتابة والفلسفة والرسم والبناء من حقبات زمنية متعددة.

قد يهمك أيضا

أمجد شمعة يؤكد أن الشارع هو المكان المُخصص لعرض فن العمارة والديكور

 

"بوشرون" الفرنسية تحتفي بفن العمارة الباريسي بتشكيلة جديدة من المجوهرات الراقية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد  آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد



النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - 6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها

GMT 04:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث الفلكية للأبراج هذا الأسبوع

GMT 10:33 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المعدل الطبيعي لفيتامين "B12" وأعراض نقصه

GMT 22:42 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق الأسهم الأميركية يغلق على انخفاض

GMT 05:44 2022 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار النفط في المعاملات المبكرة الجمعة

GMT 22:31 2022 الأحد ,19 حزيران / يونيو

المغرب يتسلم 4 طائرات أباتشي متطورة

GMT 14:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

والد صاحبه الفيديو الإباحي يخرج عن صمته و يتحدث عن ابنته

GMT 19:31 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 08:54 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رابطة حقوقية تدين احتلال إسبانيا لأراضٍ مغربية

GMT 03:10 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن أفضل 7 أماكن في جمهورية البوسنة والهرسك

GMT 07:59 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

الرئيس الأميركي يعين مارك إسبر وزيرًا للدفاع

GMT 21:53 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتعي بعطلة ساحرة وممتعة على متن أفخم اليخوت في العالم

GMT 08:33 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حالة الاقتصاد الروسي تعكس تراجع مؤشر ثقة قطاع الأعمال

GMT 01:47 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة أميركية تؤكد أن ثرثرة الأطفال دليل حبهم للقراءة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib