أكاديميون يمدون جسور العلاقة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني في المغرب
آخر تحديث GMT 20:10:06
المغرب اليوم -

أكاديميون يمدون جسور العلاقة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أكاديميون يمدون جسور العلاقة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني في المغرب

المملكة المغربية
الرباط - المغرب اليوم

نقاش حول تنظيم الشريعة الإسلامية لعلاقة المسلمين ودولهم بالنزاعات الدولية، وإسهام الشريعة وتوافقها مع القانون الدولي الإنساني، احتضنته الأربعاء دار الحديث الحسنية في العاصمة الرباط.تم هذا في ندوة دولية جمعت فيها رئاسة جامعة القرويين واللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، أكاديميين وباحثين مغاربة وعربا وأوروبيين، حول العلاقة بين القانون الدولي الإنساني والإسلام، والفئات والممتلكات المحمية شريعة وقانونا في زمن النزاعات المسلحة، والحاجة إلى تجديد النظر الفقهي في واقع النزاعات المسلحة، والنماذج التطبيقية لأحكام القانون الدولي الإنساني خلال النزاعات المسلحة في التاريخ الإسلامي.

وقال حمدي مراد، أستاذ بجامعة العلوم الإسلامية العالمية بعمان-الأردن، إن التشريع الإسلامي يقصد “إبعاد الحروب عن أقصى حد من التجاوزات”، ولذا حرم بشكل قطعي ما يصطلح عليه بـ”أسلحة الدمار الشامل”، رحمة بالأطفال والنساء والهواء والتربة، وحرم الإبادة الجماعية، وأمر بالوفاء بالعهود، وحرم الغدر والخيانة، وحرم على المسلمين البدء بالحرب والاعتداء، ودعاهم إلى الجنوح إلى السلم إذا جنح إليه الطرف الآخر.

وذكر مراد أن استقرار الأفراد والمجتمع وأمنهم وسعادتهم، “مقرون بعالم فيه الأخلاق أساس ومنطلق وبداية ونهاية”، موردا: “كان لبدء رسول الله بتحية السلام على من يعرف وعلى من لا يعرف، غاية المودة والأمان والأمن والسلام الفردي والمجتمعي والإنساني”.وتابع المتحدث بأن “الإسلام دين وشريعة تتكامل مع الإنسان في كل حياته وظروفها، وشكل قواعد أخلاقية منضبطة لروح القرآن والهدي النبوي والاجتهاد”، وللإسلام “رسالة في الإصلاح الحربي، أقامها على قوانين عادلة إنسانية انطلاقا من أن: الناس سواسية كأسنان المشط”.

واستحضر الأكاديمي ذاته، في هذا الإطار، مؤتمر القانون الدولي بلاهاي المنعقد سنة 1937، الذي “اعتبر الشريعة الإسلامية مصدرا من مصادر التشريع العام”، وسجل أنها “قائمة بذاتها”.وتحدث جميل مبارك، رئيس المجلس العلمي المحلي بأكادير، عن القوة التي “تجعل صيحات القانون صرخة في واد”، بسبب غياب صفة الإلزامية أو عدم التزام طرف من الأطراف الدوليين، وبسبب الكيل بمكيالين، خاصة ضد الدول التي يعاني سكانها من الاحتلال، أو دفاع دول عن دول وجماعات إلى حد استخدام حق النقض لصالحها.

وقال إن “من بين الأسباب أن الدين لم يعد له تأثير في نفوس الكثيرين”، بينما “هو الكفيل بصد مثل هذه التصرفات”.وسجل جميل مبارك “توافق حلف الفضول مع مجموعة من بنود القانون الدولي”، علما أن “حلف الفضول” استمد بدوره من التشريع الإبراهيمي، وكان “ثمرة للهزات التي سببتها المظالم”.وتابع بأن “السلم في الشريعة هو الأصل، وحثت على الإبقاء عليه، وتجنب كل ما يقوِّضُه”، و”الإسلام جاء للإنسان سواء كان متحليا بمزاياه أو غاياته أو مجرد إنسان”، قبل أن يزيد: “هذا القانون الدولي يتعامل مع الإنسان بصفة الإنسانية”.من جهته، ذكر شريف عتلم، رئيس محكمة الاستئناف بالقاهرة، أن “اتفاقيات القانون الدولي جاءت كاشفة لما سبق من الممارسات الإنسانية”، ومن بينها الممارسة الإسلامية، قرآنا وسيرة، وفي عهود الصحابة.

وأضاف أن “التشريع الدولي في هذا المجال لم تكن فيه الدول الإسلامية طرفا، باستثناء الإمبراطورية العثمانية (…) لكن جميع الدول الإسلامية الآن أطراف في اتفاقيات جنيف لانسجامها مع أحكام الشريعة الإسلامية والفطرة الإنسانية”.وشدد المتدخل على “واجب المؤسسات الدينية” في “رد من يرتدون عن الشرع الإسلامي، من جماعات ومقاتلين لا يعترفون بقواعد القانون الدولي الإنساني، ويطردون السكان، ويسيئون معاملتهم… لمساعدة الجهود السياسية في فض النزاعات”.كما ذكر أحمد الداودي، مستشار القانون الإسلامي باللجنة الدولية للصليب الأحمر-جنيف، أن “القانون الدولي نظام مقبول دوليا لتخفيف معاناة ضحايا النزاعات”، وأن “مبادئه الإنسانية عالمية بالبداهة، وهو أكثر النظم القانونية شمولا وتخصصا”.

وعدد المتحدث مجموعة من مبادئ الشريعة التي “يمكنها تكريس القانون الدولي الإنساني”، مثل حماية المدنيين وغير المقاتلين، وعدم الاعتداء، وعدم الأذى عمدا غير المقاتلين، من رهبان وعجزة وأطفال ونساء وعسفاء، أي أجراء، ومن يقدمون خدمات للجيوش ما داموا لا يشاركون في العمليات العسكرية، مع تحريم الهجمات عشوائية الأثر، والإضرار بالممتلكات، والإغارات الليلية، والتترس، لـ”ما سيكون لذلك من أضرار على المدنيين”.وفسر المتدخل تعدد الاجتهادات في هذا المجال بـ”الصراع في التوازن بين المبادئ الإنسانية والضرورة الحربية”.

قد يهمك أيضَا :

عبدالنبوي يُؤكّد التزام المغرب بحماية منظومة القانون الدولي الإنساني

مسؤول كويتي يؤكد التزام بلاده بإحترام القانون الدولي الإنساني

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكاديميون يمدون جسور العلاقة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني في المغرب أكاديميون يمدون جسور العلاقة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني في المغرب



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة

GMT 12:25 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح منزلية لتنظيف وتلميع الأرضيات من بقع طلاء الجدران

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 01:26 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ريم مصطفى تؤكد أنها ستنتهي من "نصيبي وقسمتك" بعد أسبوع

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة

GMT 22:16 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سعد لكرو يتعرض لإصابة جديدة خلال تدريباته مع "النصر"

GMT 00:35 2017 الإثنين ,14 آب / أغسطس

متوسط أسعار الذهب في الجزائر الأحد

GMT 06:38 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الأوقاف يوجه مذكرة بوقف نزيف تغيبات الأئمة عن المساجد

GMT 19:11 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة تبوك تنظم رحلة للطلاب بالتعاون مع برنامج عيش السعودية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib