السويداء - سليم الفارا
تتواصل تداعيات الأزمة المتصاعدة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وسط تدهور أمني وإنساني حاد، بعد أيام من الاشتباكات الدامية بين مجموعات محلية مسلحة وعشائر بدوية، والتي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، وتسببت في تهجير المئات من السكان وتعطيل كامل للخدمات الحيوية.
وأعلنت الرئاسة السورية مساء السبت التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، بعد وساطة قادتها الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية، أبرزها الأردن وتركيا. وبدأت بموجب الاتفاق قوات الأمن الداخلي الانتشار في مداخل السويداء، لا سيما في الجهتين الشمالية والغربية، في محاولة لفرض الاستقرار ومنع عودة الاقتتال.
الاتفاق تضمن أيضًا انسحاب المسلحين من داخل المدينة، ونشر حواجز أمنية على أطرافها، إلى جانب فتح ممرات إنسانية في منطقتي بصرى الشام وبصرى الحرير لتأمين الإمدادات والمساعدات الطبية والغذائية. كما يشمل عودة تدريجية لمؤسسات الدولة، وسط التزام نسبي من الأطراف المتنازعة حتى مساء السبت.
من جهتها، أعلنت الخارجية السورية أن ما جرى في السويداء "نتيجة مباشرة للتدخلات الإسرائيلية" التي وصفتها بـ"العدوانية"، في حين حملت تل أبيب مسؤولية الفوضى و"محاولات تفتيت النسيج الوطني السوري".
في المقابل، رفضت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، ممثلة بالشيخ حكمت الهجري، مرافقة الوفد الحكومي الذي دخل المحافظة السبت مع قافلة مساعدات، مطالبةً بـ"إشراف دولي مباشر على توزيع المعونات وتأمين حماية مدنية"، معبرةً عن رفضها لعودة الأجهزة الأمنية "بصيغتها القديمة".
في الأثناء، تواصل المؤسسات الطبية في السويداء التحذير من انهيار كامل في القطاع الصحي نتيجة انقطاع الكهرباء وشح الوقود، ما أدى إلى توقف معظم المستشفيات والمراكز عن العمل، بينما يعيش الأهالي أوضاعًا إنسانية مأساوية نتيجة الحصار والاضطرابات.
ورغم حالة الهدوء النسبي، لا تزال الأوضاع في السويداء هشة وقابلة للانفجار مجددًا، في ظل استمرار التوترات الطائفية والعشائرية، وسط دعوات أممية لتثبيت وقف النار بشكل دائم وتفعيل عمل منظمات الإغاثة الدولية في المحافظة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
المبعوث الأميركي توم براك يؤكد من بيروت استمرار دعم واشنطن للبنان ويصف لقائه مع نبيه بري بالممتاز
إسرائيل تواصل هجومهاً على دير البلح والدبابات تتوغل في مناطق النازحين وسط موجة نزوح جديدة


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر