الدوحة -المغرب اليوم
في مساء 9 سبتمبر 2025، هزّت انفجارات عنيفة حيّ كتارا بالعاصمة القطرية الدوحة، في حادث وصفته إسرائيل بـ"ضربة دقيقة" استهدفت اجتماعا للوفد المفاوض لحركة حماس برئاسة الدكتور خليل الحية، خلال مناقشة مقترح لوقف إطلاق النار تقدّمت به الولايات المتحدة. وأفادت وسائل إعلام عربية بأن الوفد نجا من المحاولة، رغم وجود تقديرات تشير إلى عدد من كبار قيادات حماس في موقع الاستهداف.
وقد أصيبت زوجة الحية وزوجة ابنه همام، في حين استُشهد نجل الحية، همام خليل الحية، إضافة إلى جهاد لبد، مدير مكتبه، في محاولة اغتيال أثارت صدمة دبلوماسية.
أعلنت إسرائيل أن الجيش والشاباك نفذا العملية باستخدام قذائف موجهة ومعلومات استخباراتية دقيقة لاستهداف من قالت أنهم مسؤولون عن عمليات 7 أكتوبر والقتال ضد إسرائيل، وأطلقت العملية عليها اسم "قمة النار"، مؤكدة سعيها لتقليل الأضرار الجانبية.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية القطرية الهجوم "بأشد العبارات"، واعتبرته "جريمة جبانة وانتهاكًا صارخًا" لسيادة قطر، مؤكدة أنها لن تتهاون مع هذا التعدي على سلامة أراضيها، ومعلنة انسحابها من أي دور وساطة.
على الصعيد الدولي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم واعتبره اعتداءً على سيادة قطر، فيما شجّعت دول عربية، منها السعودية والإمارات ومصر، على ضبط النفس، محذّرة من تفجّر أوسع للصراع. إيران وتركيا ولبنان دانت الهجوم بدورها، واعتبرته تهديدًا للعملية السلمية، فيما انتقد البابا ليون التصعيد الدراماتيكي الحاصل.
خلفية الحدث تُبرز دور الدوحة كوسيط أمني وسياسي أساس منذ العام 2012، عندما استضافت قيادة حماس السياسية بتنسيق أميركي، ووسّعت العلاقات المالية والتفاوضية معها، ما مكّنها من لعب أدوار محورية في صفقة شاليط واتفاقيات تبادل الرهائن الحالية وقسائم التهدئة، رغم الانتقادات الدولية المتكرّرة لتوريطها السياسي.
هذه العملية الإسرائيلية الضخمة تمثل احتمالًا لانهيار الوساطة القطرية بالكامل، وتقويض أي محاولات لتحقيق وقف لإطلاق النار، في ظل قناعة دولية متزايدة بأن استهداف الوسطاء السياسيين الخارجيين يعبّر عن تحول خطير في موازين القوى، ويهدر جهود السلام التي سُعت لعقدها عبر سنوات شاقة من المفاوضات.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
خليل الحية يتصدر قائمة المستهدفين في هجوم إسرائيل على الدوحة
مصر تندد بالهجوم الإسرائيلي على قطر وتعتبره تصعيدًا غير مسبوق


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر