الفاشر - المغرب اليوم
تواصلت المعارك في عدد من ولايات السودان، اليوم الأربعاء، وسط تبادل للاتهامات بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن التقدم الميداني في جبهات القتال المختلفة. وشهدت محاور القتال في شمال وجنوب كردفان تغيّراً في وتيرة العمليات خلال الساعات الماضية، مع تسجيل هدوء حذر في بعض المناطق بعد معارك عنيفة.
وأفادت مصادر ميدانية بأن المناطق الغربية من محور بارا شمال شرقي مدينة الأبيض شهدت تراجعاً في حدة الاشتباكات عقب عمليات نفذها الجيش بمساندة القوات المشتركة وكتائب الإسناد. ووفق المصادر، فإن وصول الجيش إلى مناطق أبو سنون وأبو قعود غربي الأبيض أسهم في تعزيز نطاق التأمين حول عاصمة ولاية شمال كردفان، ومنح قواته مساحة أوسع لإعادة الانتشار.
وأشارت المعلومات إلى أن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر خلال المواجهات الأخيرة في محوري بارا وغرب الأبيض، بما في ذلك مقتل أحد قادة العمليات في تلك الجبهات. وفي المقابل، تواصل قوات الدعم السريع تنفيذ قصف مدفعي مكثف على مواقع الجيش داخل مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، مع إرسال تعزيزات إضافية إلى المنطقة في محاولة للسيطرة على المدينة.
وكان الجيش قد أعلن تحقيق "تقدم نوعي" في عدة محاور بولاية كردفان، مؤكداً أنه أعاد تأمين مواقع استراتيجية بعد عمليات قتالية مشتركة. في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها بسطت سيطرتها على مناطق في غرب الأبيض، وقالت إن عملياتها تمهد لإخراج الجيش من كامل إقليم كردفان.
وفي سياق متصل، وجّه الاتحاد الأوروبي اتهامات جديدة لقوات الدعم السريع باستخدام العنف الجنسي بشكل واسع في مدينة الفاشر، معتبراً أن ما يتعرض له المدنيون من انتهاكات "مروع". ودعا الاتحاد الأطراف الخارجية إلى وقف تزويد طرفي القتال بالسلاح، وتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر شامل على توريد السلاح، في محاولة للحد من الإفلات من العقاب.
ومن جانبها، أعلنت المملكة المتحدة اعتزامها فرض عقوبات جديدة تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، محذرة من أن البلاد تواجه أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم في القرن الحادي والعشرين. وانتقدت لندن رفض قوات الدعم السريع السماح بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر التي تشهد أوضاعاً متدهورة.
وتستمر المعارك المتنقلة بين الجانبين وسط غياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى تهدئة، بينما تتفاقم المخاوف الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية واتساع نطاق الانتهاكات في مناطق النزاع.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر