قُتل سبعة أشخاص وأصيب 15 آخرون بجروح متفاوتة، صباح اليوم الاثنين، في عملية إطلاق نار وقعت عند مفترق راموت في القدس الشرقية المحتلة، في واحدة من أعنف الهجمات التي تشهدها المدينة في الشهور الأخيرة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن مهاجميْن مسلحين أطلقا النار من سيارة باتجاه محطة للحافلات كانت مكتظة بالمواطنين، قبل أن يتم تحييدهما على الفور من قِبل عنصر أمن ومدني تواجدا في المكان.
وأظهرت لقطات مصورة من كاميرات مراقبة لحظة الهجوم، حيث سُمع دوي إطلاق نار كثيف، بينما شوهد رجال ونساء وأطفال يفرون من المكان في حالة من الهلع، فيما بدا الزجاج الأمامي والنوافذ الجانبية للحافلة المتوقفة مثقوبة بالرصاص.
المسعفون الذين وصلوا إلى الموقع وصفوا المشهد بأنه "مجزرة"، حيث عُثر على عدد من المصابين ممددين على الطريق والرصيف، بعضهم فاقد للوعي. وأفادت خدمات الإسعاف بأن خمسة من المصابين في حالة خطيرة، وقد نُقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وفي أعقاب الهجوم، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موقع العملية، بعد أن تم إلغاء جلسة محاكمته الجنائية التي كانت مقررة صباح اليوم. وقال من المكان: "هذه الجرائم الإرهابية تعزز عزمنا على القضاء على الإرهاب... نحن في حرب عنيفة على عدة جبهات".
وبينما أعلنت الشرطة مقتل المنفذين، قال جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في بيان لاحق إنه اعتقل مقدسيًا من حي الطور بالقدس، يُشتبه في أنه قام بنقل المهاجمين إلى موقع العملية. وكشفت التحقيقات الأولية أن المنفذين نجحا في التسلل إلى القدس عبر ثغرة في السياج الأمني الذي يفصل المدينة عن الضفة الغربية.
وعلى خلفية الهجوم، اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدتي قطنة والقبيبة شمال غرب القدس، حيث أجرت عمليات دهم وتفتيش لمنازل يُعتقد أنها على صلة بالمنفذين، واعتقلت عددًا من أقاربهما، بحسب ما أفادت مصادر محلية. كما تم إغلاق البوابة العسكرية التي تشكل المدخل الرئيسي لنحو 70 ألف فلسطيني يسكنون القرى الواقعة في المنطقة.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق حملة تمشيط واسعة في محيط القدس ورام الله بحثًا عن مشتبهين محتملين في التخطيط أو المساعدة بتنفيذ العملية. وتم تطويق عدد من القرى الفلسطينية وسط تحليق مكثف للطائرات الاستطلاعية.
من جانبه، اتهم وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش السلطة الفلسطينية بالوقوف خلف العملية، وقال في منشور على منصة "إكس": "السلطة الفلسطينية تربي وتُعلّم أطفالها على قتل اليهود... يجب أن تختفي عن الخريطة، وعلى القرى التي خرج منها المهاجمون أن تلقى المصير ذاته الذي لقيته رفح وبيت حانون".
بدورها، أشادت حركة حماس بالهجوم واعتبرته "ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال"، في حين وصفت الشرطة الإسرائيلية المهاجمين بأنهما "إرهابيان".
ويأتي هذا التصعيد في ظل تزايد التوتر الأمني في القدس والضفة الغربية، وسط دعوات داخل الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الإجراءات العسكرية وتعزيز السيطرة الأمنية في المناطق الفلسطينية، في وقت تُطرح فيه تساؤلات داخل الأوساط الإسرائيلية حول وجود ثغرات أمنية سمحت بتنفيذ العملية بهذا الشكل الدقيق والمباغت.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
4 قتلى في عملية إطلاق نار جماعي نفّذها أكثر من مسلّح في ولاية ألاباما
الشرطة الإسرائيلية تعلن ارتفاع حصيلة الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل إلى 13 قتيلاً و180 جريحاً وسط عمليات إنقاذ مستمرة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر