واشنطن - المغرب اليوم
أفادت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة تعمل بشكل غير معلن على إعداد خطة جديدة لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022، وذلك في إطار مساعٍ دبلوماسية واسعة يقودها مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتنسيق مع روسيا. ونقلت هذه التقارير عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تجري مشاورات مباشرة مع موسكو بهدف صياغة تصور متكامل يمكن أن يمهّد الطريق لتسوية سياسية تنهي الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام.
ووفقاً للمعلومات المتداولة، فإن الخطة ما تزال في مراحلها الأولى، ولم تتضح بعد مواقف أوكرانيا أو شركائها الأوروبيين منها. وأشار مسؤول روسي إلى أن موسكو تنظر إلى هذه التحركات بإيجابية، قائلاً إن بلاده تشعر للمرة الأولى بأن مطالبها تؤخذ على محمل الجد في النقاشات الجارية.
وكشفت مصادر مطلعة أن الوثيقة التي يجري إعدادها تتضمن 28 بنداً، وتستند إلى مقاربة تفاوضية مشابهة للجهود التي تقودها واشنطن في ملفات أخرى بالمنطقة. وتشمل المبادرة قضايا حساسة تتعلق بالضمانات الأمنية، ومستقبل النظام الأمني الأوروبي، وشكل العلاقة المستقبلية بين الولايات المتحدة من جهة، وروسيا وأوكرانيا من جهة أخرى. ولا يزال من غير الواضح كيف ستتطرق الخطة إلى أكثر الملفات تعقيداً، وعلى رأسها مسألة السيطرة على الأراضي شرق أوكرانيا، خصوصاً مع استمرار الجمود العسكري وعدم حدوث تغيرات مؤثرة على الأرض.
ويقود المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف المشاورات المرتبطة بالمبادرة، وقد أجرى سلسلة محادثات مكثفة مع المسؤول الروسي كيريل ديميترييف خلال زيارة الأخير إلى الولايات المتحدة في أواخر أكتوبر، حيث استمرت اللقاءات بينهما ثلاثة أيام. وأوضح ديميترييف أن النقاشات كانت "أكثر جدية من أي وقت مضى"، وأن موسكو تلمس تغيراً في طريقة التعامل مع مطالبها الأمنية.
وكان من المقرر أن يعقد ويتكوف اجتماعاً مباشراً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تركيا، إلا أن اللقاء تأجّل لأسباب لم تُعلَن رسمياً. ورغم ذلك، أكدت مصادر أوكرانية أن كييف على دراية بالتحركات الأميركية وأن مستشار الأمن القومي الأوكراني سبق أن ناقش مع الجانب الأميركي خطوطاً عامة للمبادرة خلال لقاءات سابقة في ميامي.
ويصل الرئيس الأوكراني اليوم إلى تركيا في زيارة تهدف إلى تنشيط المسار الدبلوماسي والبحث عن فرص جديدة لدفع عملية السلام. وقال زيلينسكي إن بلاده مستعدة "لإعادة إحياء المفاوضات" وإنها وضعت مجموعة من الحلول ستعرض على الشركاء الدوليين، مؤكداً أن إنهاء الحرب يبقى أولوية قصوى لأوكرانيا. ولم يوضح ما إذا كانت هذه الجهود تشمل استعداداً للحوار المباشر مع روسيا.
من جانب آخر، أكد الكرملين أن موسكو ليست طرفاً في محادثات تجرى حالياً في الخارج، مجدداً موقفها بأن أي مفاوضات مجدية تتطلب اعترافاً بالوقائع الجديدة التي فرضها الصراع. وكانت تركيا قد لعبت دور الوسيط بين موسكو وكييف في عدة محطات خلال السنوات الماضية، واستضافت جولات تفاوضية حاولت تقريب وجهات النظر بين الطرفين دون أن تحقق اختراقاً دائماً.
ومع استمرار الغموض بشأن تفاصيل المبادرة الأميركية الجديدة، يبقى واضحاً أن واشنطن وموسكو تتحركان في مسار تفاوضي غير معلن، بينما تستعد كييف لمناقشة مقترحاتها الخاصة سعياً لإنهاء الحرب التي أثقلت كاهل أوروبا والعالم، وسط تساؤلات حول مدى قدرة أي خطة جديدة على تجاوز العقد السياسية والعسكرية التي تراكمت طوال سنوات الصراع.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر